خبر أنباء طيبة -هآرتس

الساعة 10:22 ص|10 سبتمبر 2012

أنباء طيبة -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

الصفقة التي نسجت الاسبوع الماضي، وبموجبها سيشتري ناشر "مكور ريشون" شلومو بن تسفي "معاريف" مقابل 85 مليون شيكل هي بشرى مشجعة للصحافة في اسرائيل. ينبغي الامل في أن تنضج التفاهمات التي تحققت بين بن تسفي ورجل الاعمال نوحي دنكنر بالفعل الى صفقة موقعة. فعلى "معاريف" يحوم تهديد اغلاق عقب ديون وخسائر بمئات ملايين الشواكل. اغلاق صحيفة قديمة وعظيمة الحقوق مثلها فيضعف الاعلام الحر في اسرائيل. وسيؤدي الى اقالة نحو 2.000 عامل بينهم مئات الصحفيين. وعليه فان بيعها الى ناشر آخر، حتى وان كان بثمن إقالة قسم هام من عامليها، هو نبأ مشجع في الازمنة القاسية التي تلم بالصحافة المطبوعة في اسرائيل ووسائل الاعلام بأسرها.

        ليس سرا أن مواقف "هآرتس" تختلف عن مواقف "معاريف" وبالتأكيد عن مواقف "مكور ريشون". بن تسفي هو رجل يميني واضح ومن سكان مستوطنة أفرات. ولكن خلافا لمالكها الحالي، الذي اشترى الصحيفة كي يحث أهدافه الاقتصادية والشخصية، فان شراء "معاريف" من قبل ناشر مهني هو فعل صحيح. ينبغي الامل بان بن تسفي، حتى لو أضفى على صحيفته الجديدة طابعا سياسيا واضحا أن يحافظ على مستواها المهني وجودتها وأن يحرص ايضا على حرية التعبير.

        هُزال الساحة الاعلامية في اسرائيل يجب الا يقلق فقط الصحفيين، الذين يتعرض رزقهم للخطر بل وكل مواطن محب للديمقراطية يفهم حيوية الصحافة التعددية، المتنوعة والحرة. التهديد في اغلاق وسيلة اعلامية، في الصحافة المطبوعة وفي التلفزيون لا يقل عن التهديد بالاضرار بكل جهاز ديمقراطي آخر، سواء كان ذلك جمعيات حقوق انسان ام أجهزة فرض القانون. فتقليص وسائل الاعلام وابقاءها في اياد قليلة، في ظل منافسة هامشية بينهم، سيمس بشخصية النظام. ينبغي الامل في أن تؤدي "معاريف" بملكيتها الجديدة الدور الملقى على كل وسيلة اعلام في دولة ديمقراطية، وتبعد ظل سيناريو الاندثار الذي يهدد الصحف في اسرائيل وفي العالم.