خبر الفائزون والمذعورون- يديعوت

الساعة 09:37 ص|09 سبتمبر 2012

بقلم: سمدار بيري

ان البشرى الطيبة، وهذا نبأ ساخن يخرج من تنور القاهرة السياسي هي ان رئيس مصر محمد مرسي أصدر أمرا الى أكثر الجهات صلة عنده بأن تُجند نفسها وأن تجد بيتا في القاهرة لسفارة اسرائيل. فمنذ سنة لم ينجحوا في اقناع صاحب مبنى بأن يكون "موصوما" بصفقة بيع لممثلينا. وتُدبر مجموعة السياسيين القليلة أمورها من منزل السفير. لا يسقطون أرضا من جهة لثقل اللقاءات، ولا يوجد ذكر من جهة ثانية لعلم اسرائيل على ضفاف النيل.

والبشرى التي هي أقل لذة هي ان الرئيس لا ينجح (الى الآن؟) بأية حال من الاحوال في التلفظ باسم اسرائيل بصوت عالٍ. صحيح ان مبعوثينا يخرجون ويدخلون كما كانوا في عهد مبارك على الأقل، ولا يكف مرسي عن ترتيل التزام الحفاظ على "الاتفاقات الدولية" ويُقسم انه لا يوجد سبب للقلق "هنا وهناك" حينما ترسل مصر دبابات الى سيناء. لكن ماذا يعني "هنا وهناك"؟ ومن الذي يجب ألا يكون قلقا؟.

دعا مرسي في نهاية الاسبوع ممثلي السينما والمسرح الرواد ليُهديء نفوسهم بأنه لن تكون هناك تصفية حسابات. ولم يكد الممثلون يتجاوزون درج القصر حتى أمسكوا بالسماعات كي يقيدوا الرئيس الذي وعد بأن مصره ستكون دولة جميع سكانها وستكون ديمقراطية ومدنية. ومن جهة ثانية وفي الوقت نفسه عين عشرة حكام محافظات جدد ستة منهم موالون للاخوان المسلمين. والأكثرية الغالبة في حلقة مستشاريه من الاخوان وهذا هو الوضع في وسائل الاعلام ايضا التي كان عملها في مصر دائما ان تُبين للجمهور من هو رب البيت والى أين تهب الريح.

سيتبين للناظر ناحية اليوم مصر المنقسمة بين معسكرين وهما الفائزون في الانتخابات من المعسكر الاسلامي في مقابل علمانيين مذعورين ومثقفين لم يجدوا اماكنهم بعد. ان صورة مذيعة الأخبار في التلفاز محجبة كزوجة الرئيس تقص القصة الجديدة. ليس من السهل اليوم ان تكون اكاديميا قبطيا في الجامعة الامريكية في القاهرة أو ليبراليا مسلما علمانيا. ويقولون لي انه حتى بنات الطائفة المسيحية في مصر تبنين هذه الصرخة الجديدة وأصبحن يتحجبن.

هبطت عندنا أمس رسالة توضيح أرسلها رؤساء الطائفة اليهودية الصغيرة في مصر. فهم لا تريحهم الأنباء المنشورة عندنا عن الغاء صلوات رأس السنة في القاهرة والاسكندرية. فقد أُرسلت الوجبات من منظمة "الجوينت" وأصبحوا ينظفون الكُنس لكنهم لن ينجحوا في جمع عدد محلي من المصلين ولن يوجد من يفتح التابوت المقدس، ولم يعد موطيء قدم لاسرائيليين اعتادوا الحضور كل سنة.

"لسنا نحن"، يقول اليهودي في مصر متقلقلا في مجلسه مع ذريعة التقديرات الامنية التي هبطت عليه من النوافذ العالية. "لسنا نحن" يرد ممثل السلطة "فيهودنا مدعوون الى اقامة الحفل بحسب تراثهم". ومن المنطقي ان نفترض ان تجتمع مجموعة صغيرة حول مائدة طويلة تكفي الجميع في الكنيس القديم "النبي إيليا" في الاسكندرية، وأن تسلك مجموعة صغيرة اخرى سلوكا متواضعا في القاهرة وان يفتح الامريكيون سبع أعين ليتحققوا من أنهم لا يضايقون الأقلية التي أخذت تختفي. ان هؤلاء واولئك قلقون من الاجتماع الذي سيبدأ هذا الاسبوع في القدس والذي يرمي الى تعريف الآتين من الدول العربية وعلى رأسهم طائفة مصر المجيدة، بأنهم لاجئون. لا ينقصهم إلا هذا، أعني ان توجه الآن الى حكومة مرسي دعاوى أملاك.

ان مرسي لم يخطيء حتى خطأ واحدا حتى الآن من جهته ومن جهتنا ايضا كما يجب ان نقول. وقد مُحي مبارك تماما. ان خريطة طريق مرسي تطمح الى ان تعيد مصر الى مكانتها القديمة باعتبارها زعيمة العالم العربي، وهو لا يرى منافسة حينما يتفحص محيطه القريب. فالدول التي جرت عليها الزلزلة انشأت سلطة ضعيفة والدول التي لم يجرفها "الربيع" بعد تستعد لصده. عاد قويا من زيارته لطهران والتقطت له الصور ولم يمنح آيات الله أي شيء، وهو يشرف على العملية العسكرية في سيناء وترتجف قيادة حماس في غزة خوفا منه. ومن المهم ان يحصل على اعتراف العالم بأن "الاخوان" ليسوا كما اعتقدنا. ويُصر مستشاروه على ان يُبينوا للاسرائيليين ايضا قائلين: "أعطوه وقتا، وانظروا ماذا يستطيع ان يفعل".