خبر العلاقات الإسرائيلية الأمريكية تشهد أكبر توتر فى التاريخ بسبب « نووى إيران »

الساعة 04:39 م|08 سبتمبر 2012

وكالات

تطورت العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية بشكل سريع خلال الفترة القصيرة الماضية إلى حالة من التدهور بسبب "النووى الإيرانى" التى تسعى تل أبيب بكل قوة لضربة عسكريا فى أسرع وقت، وهو ما ترفضه واشنطن بشدة خاصة مع اقتراب فتح باب الانتخابات الأمريكية بعد أقل من شهرين.

وفى سياق التدهور الأخير فى العلاقات بين البلدين الحليفين والشد والجذب فى التصريحات بين مسئوليها، كشف عضو بالكونجرس الأمريكى مؤخرا عن مشادة كلامية حادة بين رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، والسفير الأمريكى فى لدى إسرائيل دان شابيرو، منذ عدة أسابيع بسبب ما اعتبره نتانياهو افتقار إدارة أوباما إلى الوضوح فى موقفها بشأن "برنامج إيران النووى".

وقال عضو الكونجرس الأمريكى فى تصريحات له نقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية مساء أول أمس، إن رئيس الوزراء الإسرائيلى اشتط غضبا من السفير الأمريكى لأنه كان فى حيرة من أمره ولا يدرى ما سبب افتقار واشنطن إلى الوضوح فى موقفها "نووى إيران".

وفى السياق نفسه، نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن مايك روجرز رئيس لجنة الاستخبارات فى مجلس النواب الأمريكى قوله: "لقد كان الهدف الأصلى للاجتماع بين نتانياهو وشابيرو هو مناقشة الجانبين لمسائل التعاون الإستخباراتى وأمورا أخرى إلا أن الاجتماع تطور إلى مشادة كلامية واجه فيها نتانياهو شابيرو بالتعبير عن الاستياء الشديد من افتقار موقف الإدارة الأمريكية للوضوح بشأن برنامج إيران النووى".

وأضاف روجرز: "إذا لم تظهر الولايات المتحدة لإسرائيل المزيد من الوضوح بشأن ما تعتبره خطوطا حمراء فيما يتعلق بالبرنامج النووى لإيران، فإن إسرائيل قد توجه ضربة لمنشآت إيران النووية".

وكانت قد عبرت مصادر سياسية إسرائيلية عن غضبها الشديد إزاء تصريحات رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكى مارتن ديمبسى التى كان قد أدلى بها مؤخرا والتى جاء فيها "إنه غير مهتم بمشاركة الإسرائيليين فى ضرب إيران وأن الإدارة الأمريكية لا تريد أن تضرب إيران.. فضلاً عن القرار الأمريكى القاضى بتقليص عدد من الجنود الأمريكيين فى المناورة المشتركة مع إسرائيل".

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن تلك التطورات أدت لوجود عدم ثقة بين مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو والبيت الأبيض، مشيرة إلى أن تصريحات ديمبسى الأخيرة فى نظر القيادة السياسية الإسرائيلية المؤيدة لضرب إيران قد تجاوزت خط الانتقادات المشروعة ضد إسرائيل، معتبرة ذلك مس كبير بقوة الردع الإسرائيلية.

وفى السياق نفسه، يرى مسئولون عسكريون إسرائيليون فى تعليقهم على تقليص الولايات المتحدة مشاركتها فى المناورة العسكرية مع إسرائيل أن سبب توتر العلاقات بين الجانبين هو نتانياهو، مشيرين إلى أنه بغض النظر عن مشاركة أمريكا فى المناورة فإن العلاقات بين الحكومة الإسرائيلية والبيت الأبيض فى تدهور.

ونقلت يديعوت عن مسئول بالجيش الإسرائيلى قوله "نتانياهو بدأ فى الأشهر الأخيرة مناقشات أمنية متلاحقة وبشكل غير منتظم حول الموضوع الإيرانى، كما أن اجتماعات الكابنيت المصغر لم تتوقف"، مشيراً إلى أن بعض تلك الاجتماعات كانت تتسرب إلا أننا الآن وعلى حد تعبيره تبذل كافة الجهود لإخفاء مكان عقده.

ووفقاً لمصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى فإنه لم يطرأ أى تغير على مجريات المناورة وأن من يقف وراء ما نشر فى وسائل الإعلام عن أن أمريكا قد قلصت من مشاركتها فى تلك المناورة هى جهات معنية بالمساس بالعلاقات الأمنية بين إسرائيل والولايات المتحدة و تعميق الفجوة بين إسرائيل والإدارة الأمريكية برئاسة باراك أوباما بما يخص الشأن الإيرانى وزيادة حجم الضغوطات على إسرائيل.

وفى سياق هذه الأزمة أكدت مصادر إسرائيلية أن وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك سيجرى قريبا زيارة للولايات المتحدة فى محاولة لتخفيف حدة الأزمة مع إدارة الرئيس أوباما.