خبر لا يقلون خطرا عن القاعدة .. هآرتس

الساعة 11:44 ص|07 سبتمبر 2012

 

بقلم: يوئيل ماركوس

        (المضمون: تستطيع امريكا ان توجد زمنا طويلا من غير احتياج الى مساعدة اسرائيل لكن العكس غير صحيح، فعلى اسرائيل ان تلزم الأدب والتواضع - المصدر).

        1- ماذا كان "الحُسن" في قصف المفاعلين الذريين في العراق وفي سوريا؟ كان في ان حكومتي اسرائيل اتخذتا القرارين بسرية مطلقة، وقد لا يكون هذا فقط بل ايضا حقيقة ان العالم المستنير تفهم بواعثنا وسوغها. تم قصف المفاعل الذري في العراق في الحقيقة عشية الانتخابات، لكن لا يمكن ان نشك في مناحيم بيغن انه قرر ما قرر ليُنتخب مرة ثانية. اذا كان قد وُجد خلاف ما في الرأي في هاتين العمليتين فقد تم بحثه في منتديات مضيقة، وتلقى العالم العمليتين بتفهم، ويرجع غير قليل من ذلك الى اقامة الزعماء الذين كانوا مُطلعين على سر القرارين لفرائض وحسن أدب.

        لكن النقاش العام في شأن ايران أصبح شيئا ما قبيحا ومخيفا، فهو تصاحبه أنصاف تسريبات وتخويف من رد ايراني محتمل. ويقول باراك ان الحديث عن 500 قتيل في الجبهة الداخلية. فطوبى للعبقري الذي يعلم بالضبط كم سيُقتلون. وهناك من يقولون ان كل ما أردناه هو ان نثير الرأي العام العالمي، لكن الرأي العام قد ثار لغير مصلحتنا بالضبط، فليس العالم كله يعتقد مثلنا ان الوضع خطير جدا. وإن خبر انه يوجد اختلافات في الرأي عندنا ايضا يُضعف ثقة اسرائيل بحكومتها. والاستنتاجات هي التالية: أ- سيروا مع العالم بربكم. و ب- مع كل الاحترام لأنفسنا فليس من المؤكد ان الحل الذي اخترناه ليس أكبر منا كثيرا.

        2- أُصبت بقشعريرة حينما شبه شخص ما ما حدث في الدير في اللطرون بـ "ليلة البلور" حينما سار نازيون متحمسون في شوارع برلين وحطموا واجهات وكتبوا شعارات معادية للسامية. قال أب الدير والدموع في عينيه ان هذه أول مرة حدث فيها هذا الشيء طوال سني الدير الـ 122. ولا حاجة لأن تكون مسيحيا كي تُزعزعك كتابة "يسوع قرد". وكي لا يكون عدم فهم برز ايضا توقيع "شارة ثمن لميغرون". قال رجال الدير ان على اسرائيل ان تجهد في التربية على قيم تمنع جرائم الكراهية.  ما الذي يتحدث عنه هذا الشخص الذي تحدث بأدب حتى مع الزعزعة التي كان مصابا بها. ما هي التربية؟ ومن يُربى؟ ان أذرع تطبيق القانون في الدولة تعلم بالضبط من الذين يفعلون ومن أين يأتون.

        ان من علم كيف يصل الى مغنية في دمشق يعلم ايضا كيف يصل الى هؤلاء الزعران. يوجد هنا أولا عجز فظيع للجهاز، وهم ثانيا لا يقلون خطرا عن القاعدة. اذا كانت تبدو هذه الكتابات أولا على أنها صورة من صور تحرير المستوطنين الغاضبين أنفسهم من كبتهم فيجب الآن ان نفترض أن من يبلغ الى الدير يستطيع ايضا ان يبلغ الى الأقصى ويُشعل حريقا في العالم الاسلامي. لا يُحتاج الى التربية هنا بل الى القوة، وليس الحديث عن كابوس بل عن خطر ملموس مباشر ينبغي علاجه قبل ان يصبح ذلك متأخرا.

        3- في الوقت الذي بلغ التوتر فيه بيننا وبين ادارة براك اوباما ذروته وأصبح يبدو في ظاهر الامر أننا نأمل اسقاطه في الانتخابات القريبة، يثور سؤال هل العلاقات بين الدولتين أبدية. ألا يمكن ان تحين اللحظة التي تقول فيها امريكا: أُغربوا عنا، مع كل الاحترام. فأنتم تنسون من هي القوة العظمى ومن الذي يحتاج الى مساعدتها. سيقول المتشائمون ان هذا محتمل. وسيقول المتفائلون انه لن يحدث ما بقي خمسة ملايين يهودي في الولايات المتحدة. لكن هؤلاء واولئك مخطئون. فالتأييد الأساسي لاسرائيل ينبع من القيم الديمقراطية المتشابهة في الدولتين. من المحكمة العليا وحرية التعبير وحرية الانتخاب. أو كما يقولون بلغة مبتذلة: الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط.

        لكن هنا وهناك يصعد البول الى رؤوسنا ونتدخل أكثر مما ينبغي في الانتخابات في امريكا. وليس هذا فظيعا، فهم ايضا قد عرفوا التدخل في سياستنا. انهم يستطيعون من جهة أساسية الاعتماد علينا ونحن الاعتماد عليهم. فالقيم المشتركة أهم من المصالح السياسية. ان الأبد أمر غير محدد. ويمكن ان تبقى الولايات المتحدة ألفي سنة اخرى من غير مساعدة اسرائيل، أما عكس ذلك فغير مؤكد. ان التواضع لم يضر قط بوجود دولة.

        4- هذا سؤال من ضيف امريكي جليل في اسرائيل وهو: يقولون لي ان امريكا هي هنا. فكيف اذا يُرسل المتنافسان في رئاسة الولايات المتحدة زوجتيهما أمامهما لتخطبا الخطبتين الافتتاحيتين في مؤتمري حزبيهما، أما بيبي فيُخبيء سارة في البيت؟.