خبر من صدام الى ايران: دروس الأرشيف العراقي .. اسرائيل اليوم

الساعة 11:43 ص|07 سبتمبر 2012

 

بقلم: دوري غولد

        (المضمون: كان صدام حسين يريد السلاح الذري لأنه اعتقد انه سيُبطل تأثير السلاح الذري الذي تملكه اسرائيل فيستطيع بذلك ان يهزم اسرائيل في حرب تقليدية ويجب على اسرائيل لذلك ألا تتخلى عما تملك من اراض تنفعها في الحروب التقليدية - المصدر).

        في حين تحصر اسرائيل عنايتها بصورة طبيعية في التأثيرات المتوقعة من ايران الذرية، يوجد مثال آخر على حصول على القدرة الذرية يحظى بالفحص عنه من جديد في السنة الاخيرة وهو عراق صدام حسين. وينبع ذلك من ان جيش الولايات المتحدة وضع يده في خلال حرب العراق في 2003 على وثائق وعلى أشرطة مسجلة لآلاف الساعات من المباحثات السرية للقيادة العراقية تباحثوا فيها في معنى السلاح الذري وتعلق ذلك بالصراع مع اسرائيل.

        أصبحت الوثائق والأشرطة المسجلة متاحة لنظر الباحثين الذين بدأوا ينشرون كتبا ومقالات اكاديمية عن مضمونها. وفي السنة الماضية نشر باحثان هما هيل براندس وديفيد فالكي بحثا لجامعة الامن القومي في الولايات المتحدة (ان.دي.يو) اعتمد على هذه المادة. وتبين للباحثين ان صدام حسين نفسه أكثر من الحديث من سنة 1978 الى الهجوم الاسرائيلي على المفاعل الذري أوزيراك في 1981 عن أهمية السلاح الذري في الاستراتيجية العراقية.

        تُظهر الوثائق ان صدام كف بعد الهجوم كما يبدو عن شغل نفسه بهذا الموضوع حتى نهاية ثمانينيات القرن الماضي على الأقل، ويرى براندس وفالكي ان الزمان الذي كسبته اسرائيل هو بمنزلة تسويغ لقرار رئيس الوزراء آنذاك مناحيم بيغن على تدمير المفاعل الذري العراقي.

        كيف رأى صدام حسين فائدة امتلاك سلاح ذري في صراع مع اسرائيل في المستقبل؟ يذكر براندس وفالكي ان الوثائق العراقية تشير بيقين الى أنه كان لنظام صدام حسين أهداف عدوانية بخلاف نظريات خبراء امريكيين كثيرين بالعلاقات الدولية يزعمون ان الدول تريد احراز السلاح الذري من اجل الدفاع والردع فقط.

        هذه الاستنتاجات شديدة الصلة بأيامنا. نشر البروفيسور كينث وولتس في عدد تموز – آب من المجلة الامريكية "فورين أفيرز" مقالة عنوانها: "لماذا تحتاج ايران الى احراز القنبلة الذرية؟"، وزعم فيها ان قنبلة ذرية ايرانية ستعادل ما عند اسرائيل وستفضي بسبب ذلك "الى النتيجة المحتملة الأفضل وهي ذات الاحتمال الأعلى لاعادة الاستقرار في الشرق الاوسط".

        يؤمن براندس وفالكي أن هذا التفكير خطأ تماما. ويذكران لقاءا للمجلس الثوري العراقي في السابع والعشرين من آذار 1979 عرض فيه صدام الذي كان حاكم العراق الفعلي قبل ان يصبح رئيسا بوقت قليل، عرض فيه نهجه الاستراتيجي.

        أوضح صدام ان السلاح الذري العراقي سيُفشل ما يعتقد كثيرون انه قدرة اسرائيل الذرية، وهكذا سيتمكن العراق من ان يحاربها حربا تقليدية.

        وففي فرصة اخرى توقع صدام نشوء حلف حربي عربي يهاجم اسرائيل تتقدمه عشر فرق عراقية وقوات من سوريا وربما من الاردن ايضا. وقد تغير الكثير منذ تلك الايام وتغيرت اليوم التهديدات التي تواجهها دولة اسرائيل، لكن سيكون من الخطأ ان نظن ان هذه السيناريوهات قد اختفت كليا. ومن المعلوم ان الكثير سيكون متعلقا بمسألة هل يصبح العراق ذراعا ايرانية تُستعمل معبرا لقواتها في المستقبل.

        ان ربط صدام حسين بين السلاح الذري وحرب تقليدية مهم لسبب آخر ايضا، ففي التباحث في حدود اسرائيل المستقبلية في الضفة الغربية شاع زعم ان التضاريس والارض والعمق الاستراتيجي ما عادت ذات صلة في عصر الصواريخ ولا سيما اذا كانت تحمل سلاحا للابادة الجماعية، وعلى ذلك تستطيع اسرائيل ان تتخلى عنها في تسويات سلمية في المستقبل.

        اذا كان هدف السلاح الذري عند أعداء اسرائيل هو اعادة عصر الحروب التقليدية فيجب على اسرائيل ان تهتم بألا تحتاج الى التخلي عن أملاكها الحيوية جدا من المناطق من اجل أمنها.