الحل هو عودة المسؤولين لرشدهم وعقلهم وإنهاء الانقسام

خبر الشاعر لـ « فلسطين اليوم »: الضفة تعيش كارثة وتنذر بتطورات خطيرة

الساعة 06:10 م|05 سبتمبر 2012

غزة

أكد نائب رئيس الوزراء الأسبق د. ناصر الدين الشاعر أن الضفة الغربية تعيش أزمة خطيرة جداً وتنذر بتوترات وتطورات لا احد أن ينكر توقعها في أي لحظة.

وقال د. الشاعر في اتصال هاتفي مع مراسل وكالة "فلسطين اليوم"، :" إن الوضع السياسي الفلسطيني وصل إلى طريق مسدود في كل الاتجاهات، وبالتالي لا يوجد استقرار وإنما يوجد حالة من التوتر.

وأوضح أن المصالحة الفلسطينية وصلت لطريق مسدود، وكذلك القضية الفلسطينية برمتها لا يوجد لها حل سياسي حتى الآن، وأمريكا مشغولة في انتخاباتها الداخلية، والعرب منشغلون في مشاكلهم الداخلية بعد الربيع العربي، وبالتالي الشارع الفلسطيني بدأ يغلي لأن حالة الفقر في ازدياد كبير وتراجع في الدخل مقابل غلاء في الأسعار، الأمر الذي أوصل الشارع إلى الإحباط الذي يقود عادة إلى التمرد أو الثورة والغضب.

ولفت إلى أنه لا يعقل أن يكون سعر كيلو البندورة بـ 8 شواقل، كما هو حال لتر البنزين. مؤكداً أن الوضع في الضفة هو كارثة بكل ما تعني الكلمة. مشيراً إلى أن سياسة الغلاء في الضفة تأتي في ظل عدم وجود تطور على رواتب الموظفين، وقرار جديد من قبل الرئيس بوقف التعيينات الجديدة.

ورفض د. الشاعر بشخصنة ما يجري في الضفة من احتجاجات ضد غلاء الأسعار بشخص سلام فياض رئيس الحكومة، موضحاً أن مطالبات الشباب برحيله ناجمة عن كونه من يمثل السياسة في البلد.

ورداً على سؤال، وجهه مراسل "فلسطين اليوم" للدكتور الشاعر، عن الحل للخروج من الأزمة الراهنة في ظل الأزمة المالية التي تعيشها السلطة الفلسطينية، قال الشاعر:" أن لا أريد أن أتجاهل وجود الاحتلال، وحقيقةً ليس هروب من السؤال، وإنما سياسيات الاحتلال وارتباطنا به هو الخطر الأكبر علينا، والاتفاقيات الاقتصادية كاتفاقية باريس واشتراط "إسرائيل" علينا بان تكون الأسعار مشابهة للأسعار داخل الأراضي المحتلة هو كارثة حقيقية. مؤكداً بأنه ليس من المعقول أن يتم مساواة الأسعار في الأراضي الفلسطينية كما هو الحال في الأراضي المحتلة لأن الفارق كبير بين دخل "الإسرائيليين" والفلسطينيين.

مرفوض بكل المعايير

وعن لجوء العديد من الفلسطينيين للإقدام على إشعال النار في أنفسهم للتعبير عن غضبهم واحتجاجهم على مسألة ما، قال الشاعر:" أبدا هذه طريقة ليست مطلوبة وليس مرغوبا بها، وأنه لا يجوز لنا أن نحرق أنفسنا. وأضاف أن تقديري يجب أن لا نضخم الأمر، مشيراً إلى أن بعض هؤلاء الأشخاص يمرون بظروف اقتصادية عصيبة وكذل صحية ونفسية.

وأوضح أنه يوجد حقيقاً كارثة انهيار اجتماعي كبير، ويوجد خطورة على المجتمع الفلسطيني لأنه يكاد لا يمر أسبوع إلا وتحدث جريمة في أي من محافظات الوطن، كالاقدام على الانتحار أو القتل والانتقام والتصفية.

وشدد ناصر الدين الشاعر على ضرورة أن يستمع المسؤولين لنبض الشارع، لأنه حقيقاً يوجد غضب عارم والشعب لا يمكن له ان يبقى صامتاً إزاء ما يتعرض له من سياسات قهرية.

واستغرب الشاعر من ان دولة الاحتلال "الإسرائيلي" تقوم بدعم المزارعين في الأغوار بكل ما يحتاجونه وتوفر لهم كل سبل الراحة، بينما على العكس من ذلك بالنسبة للمزارع الفلسطيني الذي لا يلقى أي دعم بل إن الضرائب تلاحقه من كل مكان.

المصالحة تعني الشراكة

وعن وضع المصالحة الفلسطينية ومن الجهة التي تعطل تنفيذها، قال الشاعر:" لا أريد أن أسكب الزيت على النار، ولكن الشارع الفلسطيني يدرك تماما أن الأسباب التي تُقال في الإعلام عن تعطيل المصالحة من قبل طرفي الانقسام وتحميل كل فريق المسؤولية عن التعطيل غير صحيحة. موضحاً ان هناك تدخلات خارجية لمنع المصالحة على رأسها الفيتو "الإسرائيلي" الذي يرى بأن المصالحة لا تخدم السياسات "الإسرائيلية" في المنطقة.، وكذلك الفترة التي تمر بها أمريكا من انتخابات حيث أنها لا تريد أن تطوير في المنطقة في هذه المرحلة. والأهم من ذلك هو، هل يوجد قناعة لدى المسؤولين الفلسطينيين بالشراكة؟.. أم أن المصالحة لمن يتحدث عنها تعني خدمة نفوذه وسطرته وسياساته؟، مؤكداً في الوقت ذاته أنه لا يوجد قناعة حقيقية بشراكة حقيقية.

وأوضح أن المصالحة تعني التنازل والشراكة التضحية والعمل في الملفات بشكل متوازي، ولا تعني فرض الموقف والسياسات والاستيراتيجية على الآخر وعدم التمترس خلف أشياء معينة.

وطالب نائب رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق د. ناصر الدين الشاعر، جمهورية مصر العربية الشقيقة بالضغط على طرفي الانقسام للعودة للحوار لإنهاء الانقسام.

وأكد أن الأزمة التي نعيشها يجب معالجتها والانقسام هو الشماعة، وبالتالي المطلوب لحل هذه المشكلة هو العودة للرشد والعقل والعمل على إنهاء الانقسام بأسرع وقت ممكن.

ووجه الشاعر رسالة للمسؤولين في الضفة الغربية وقطاع غزة ومنظمة التحرير، قائلاً :" أقول لكل المسؤولين أن المواطن الفلسطيني بدأ يكفر بكل اليافطات والمسميات والخوف أن هؤلاء الذين رفعوا راية الوطن ومواجهة الاحتلال بدأوا يصبحون معزولين عن الشارع. وأن الشارع يريد أن يرى تغييراً ويبدأ من لقمة العيش مع إنهاء الانقسام عدا عن ذلك نضح على أنفسنا جميعاً.