تقرير تصريحات ليبرمان ضد عباس.. سيناريو اغتيال جدي وخطير

الساعة 04:27 م|05 سبتمبر 2012

غزة

يرى محللون فلسطينيون مختصون بالشؤون الإسرائيلية أن تهديدات وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ووصفه للرئيس محمود عباس بأنه يقف عقبة أمام عملية السلام، هي تهديدات جدية ويجب أخذها على محمل الجد والتصدي لها، غير مشككين في أن ما جرى مع الرئيس عرفات قد يتكرر مرة أخرى مع الرئيس عباس.

مقدمة للتخلص من عباس

الخبير في الشؤون الإسرائيلية ناصر اللحام أكد ل «الحال» أن تصريحات ليبرمان هي تصريحات جدية، وقد تكون مقدمة للتخلص من الرئيس عباس بأي طريقة كما حدث مع الرئيس الراحل ياسر عرفات. لافتًا إلى أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار العلاقة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية على أنها علاقة قائمة على اتفاق مُوقع أساسه أن الأرض مقابل السلام.

وقال اللحام إن حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو لا يمتلك إستراتيجية سياسية، وحزب العمل اليساري ضائع سياسيا، وحزب «كاديما » فشل عندما حاول أن يكون صاحب أيديولوجيا متوسطة، وبالتالي لم يبق في الساحة الإسرائيلية من يطرح حلاًّ للقضية الفلسطينية «أي حل » سوى ليبرمان، ومن هنا يجب أخذ تصريحات ليبرمان ضد الرئيس محمود عباس على محمل الجد.

وعن آلية التصدي لتصريحات ليبرمان فلسطينيا، رأى اللحام أن الحل يكمن في وجود إستراتيجية فلسطينية موحدة، وهي غير موجودة وبالتالي سيكون بإمكان الأحزاب الصهيونية أن تنفذ مخططاتها كما تريد.

وبخصوص موقف نتنياهو من تصريحات ليبرمان، أكد اللحام أن نتنياهو هو رئيس ائتلاف بكل معنى الكلمة وسيبقى رئيسا للوزراء طالما بقي هذا الائتلاف. موضحًا أنه في حال انسحاب ليبرمان من الائتلاف فسينهار تمامًا كما حدث من قبل مع أرئيل شارون عندما انسحب ليبرمان وانهار الائتلاف. لذلك، فإن ما يهم نتنياهو هو إرضاء ليبرمان والمتدينين لكي يضمن بقاءه كرئيس للوزراء، وإن فعل غير ذلك فسيسقط ويتهاوى.

ليبرمان يعبر عن موقف حكومته

من جهته رأى الخبير في الشؤون الإسرائيلية سميح شبيب، أن تصريحات ليبرمان تعبر عن موقف الحكومة الإسرائيلية الراهنة برئاسة نتنياهو. وقال ل «الحال» : « لقد وصلت حكومة نتنياهو إلى طريق مسدود فيما يتعلق بتطبيق الرؤية الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية التي تتمثل في تحويل السلطة الفلسطينية إلى مؤسسة خدمة مدنية موسعة تعمل لدى السلطات الإسرائيلية، وتوقفت المفاوضات وطال أمد توقفها، الأمر الذي دفع الجانب الفلسطيني للعمل جديًّا للخروج من إطار هذه المفاوضات والابتعاد عنها والتوجه لمؤسسات العمل الدولي كمجلس الأمن والأمم المتحدة.

وأضاف شبيب: «إن إسرائيل تعمل ميدانيًّا ويوميًّا على تجاوز اتفاق «أوسلو » ومسحه وخلق جملة من الوقائع على الأرض في الضفة أبرزها الاستيطان وتعزيزه وتهويد القدس تهويدًا كاملاً، بالإضافة إلى أن هناك توجهات إسرائيلية بالنسبة للعمالة الفلسطينية بحيث يتم تشغيل العمال الفلسطينيين في إسرائيل ومنحهم تصاريح دخول لها من كافة الأعمار، بهدف القول لعامة الشعب الفلسطيني إن الابتعاد عن العنف والخط السياسي المعارض للمفاوضات سيفتح أمامهم أبواب إسرائيل للعمل والسياحة، وهذا من شأنه إسقاط السلطة في الشارع الفلسطيني، وخلق بدائل لها في ظل الربيع العربي الذي تحاول إسرائيل توظيفه لفرض أوضاع جديدة.

ولفت شبيب إلى أن المطلوب فلسطينيًّا لمواجهة ذلك هو العمل على خطين أساسيين، الخط الأول يتمثل في إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة لخلق نوع من الأداة الفلسطينية الواحدة التي يتعذر على إسرائيل تجاوزها. فيما الخط الثاني يتمثل في استمرار التوجه للأمم المتحدة لتنال فلسطين عضويتها وتصبح ينطبق عليها قرارا الشرعيةً دولة معترف الدولية 242 و 383 .

تهديدات جدية

وفي السياق ذاته، أكد أكرم عطا الله، المختص في الشأن الإسرائيلي، ل «الحال» أن تهديدات ليبرمان للرئيس محمود عباس تحمل قدرًا كبيرًا من الجدية، لافتًا إلى أن ليبرمان قال في رسالة إلى الرباعية الدولية إن «محمود عباس عقبة في طريق عملية التسوية » ولأربع مرات تقريبًا كرر هذه التصريحات، وهي خطوة تنذر بأن إسرائيل بدأت تتعامل بشكل مختلف مع الرئيس عباس يشبه ما حدث مع الرئيس الراحل ياسر عرفات.

وقال عطا الله إن التصريحات جدية ولا تمثل ليبرمان وحده، لأن ليبرمان يمثل الحزب الثاني في الحكومة الإسرائيلية والثالث على مستوى إسرائيل، وأصبح يشكل ظاهرة وليس حالة فردية كونه يمتلك خمسة عشر مقعدًا في الكنيست الإسرائيلي.

وأضاف أن تصريحاته منسجمة أيضًا مع مشروعه الخاص الذي يتمثل في «الانسحاب أحادي الجانب »، لذلك تهديداته بحق الرئيس عباس خطيرة وينبغي أخذها بجدية مطلقة.

وبشأن موقف نتنياهو من تصريحات ليبرمان، رأى عطا الله، أن موقف ليبرمان ينسجم مع نتنياهو، ولكن نتنياهو يحاول أن يمسك العصا من المنتصف حتى يبدو كحالة وسطية، موضحًا أن الصراع الإسرائيلي مع الرئيس عباس هو سياسي، وطالما هناك وفاق سياسي بين ليبرمان ونتنياهو، فإن تصريحات ليبرمان منسجمة تمامًا مع نتنياهو.

وأمام هذه الآراء، يكون ما أعدته الحكومة الإسرائيلية للرئيس قد اتضح تمامًا، فماذا أعد الفلسطينيون لمواجهة ذلك؟