خبر واشنطن تعرب عن ارتياحها لتوجه مرسي الاقتصادي وتعد بخطوات لتخفيف ديون مصر

الساعة 05:29 م|04 سبتمبر 2012

وكالات

اشار تقرير لصحيفة "هيرالد تريبون" اليوم الثلاثاء الى ترحيب الادارة الاميركية بجهود الرئيس المصري الجديد محمد مرسي وفريقه لانعاش الاقتصاد المصري المتأزم. وجاء في سياق التقرير نقلا عن مسؤولين في الادارة الاميركية قولهم انه بعد 16 شهرا تقريبا من تعهد الادراة الاميركية بمساعدة اقتصاد مصر المتأزم، تقترب ادارة اوباما من اتفاق مع حكومة البلاد الجديدة لتخفيف مليار دولار من ديونها في اطار رزمة دعم اميركية ودولية تهدف الى تعزيز انتقالها الى الديمقراطية.

واكتسبت جهود الادارة، التي أجلتها الاضطرابات السياسية في مصر والقلق في واشنطن حول الزعماء الجدد الذين برزوا في انتخاباتها الحرة الأولى، طابعا ملحا جديدا في الاسابيع الاخيرة، حتى على الرغم من ان الولايات المتحدة تجازف بفقدان التأثير وفرص الاستثمار في دول مثل الصين. واختار الرئيس مرسي الصين لأول زيارة رسمية له خارج الشرق الأوسط، رغم ان احد الناطقين اشار الى ان سوريا كان القضية الرئيسية الدافعة لزيارته.

واضافة الى المساعدة في الديون، فان الادارة القت بدعمها وراء قرض بقيمة 4،8 مليار دولار يجري التفاوض عليه بين مصر وصندوق النقد الدولي. وفي الاسبوع الماضي، بعثت بالوفد الاول من بين وفدين لتحديد تفاصيل مساعدة الديون المقترحة، اضافة الى 375 مليون دولار من ضمانات القروض والتمويل لممولين اميركيين سيستثمرون في مصر وصندوق استثمار بقيمة 60 مليون دولار لمصالح تجارية مصرية.

وتشدد المساعدة على اهمية جذب مصر في وقت من الفوضى والتغيير في انحاء الشرق الاوسط، بما في ذلك الانتفاضات السلمية نسبيا في مصر وتونس، والانتقال غير المكتمل في ليبيا، والمواجهة بخصوص برنامج ايران النووي والحرب في سوريا.

وقال المسؤولون انه نظرا لتأثير مصر في العالم العربي، فان انتعاشها الاقتصادي واستقرارها السياسي قد يكون له تأثير عميق على دول اخرى تمر بمرحلة انتقالية وعلى تخفيف القلق في اسرائيل بشأن التغييرات السياسية المضطربة الجارية.

وجاء المسعى الاميركي الجديد بعد فوز مرسي بالرئاسة في حزيران (يونيو) وتغلبه على مواجهة دستورية مع الحكام العسكريين من الجيش.

وكان مرسي وحركته الاسلامية، الاخوان المسلمون، قد اوضحوا منذ ذلك الوقت ان الاقتصاد المتعثر هو اولويتهم الاكثر الحاحا، رافضين تحفظات حول المساعدة الاميركية والدولية والمعارضة الصريحة لها من جانب فصائل اسلامية اخرى.

ويقول مسؤولون اميركيون انهم دهشوا من مدى انفتاح مرسي ومستشاريه ازاء التغييرات الاقتصادية، مع تركيز حاد على خلق فرص العمل.

وقال أحد المسؤولين في الادارة: "انهم يبدون مثل الجمهوريين نصف الوقت"، في اشارة الى قادة جماعة الاخوان المسلمين، التي كانت محظورة لوقت طويل من النشاط خلال عهد الرئيس السابق حسني مبارك، احد حلفاء اميركا المقربين.

وأملا في الاستفادة مما يعتبرونه مناخا استثماريا ناضجا، فان وزارة الخارجية وغرفة التجارة الاميركية ستصطحب تنفيذيين من نحو 50 شركة اميركية، مثل "كاتربيلار" و"زيروكس"، الى القاهرة اعتبارا من يوم السبت في اطار واحد من اكبر الوفود التجارية على الاطلاق. وسيحث مسؤولون وتنفيذيون الحكومة على اجراء تعديلات على قوانين الضريبة والافلاس والعمل لتحسين بيئتهم الاستثمارية.

وقال ليونيل جونسون، نائب رئيس الغرفة التجارية لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا: "من المهم بالنسبة الى الولايات المتحدة اعطاء مصر سببا للتطلع الى الغرب، بالاضافة الى الشرق".

ومنذ بداية الانتفاضات الشعبية في تونس ومصر عام 2011، جادل الرئيس اوباما بأن الولايات المتحدة وبقية العالم بحاجة الى معالجة الفقر والبطالة التي تغذي الغضب الشعبي والمعارضة للحكومات السلطوية في المنطقة.

وكانت المساعدة التي تعهد بها اوباما للمرة الاولى خلال كلمة في وزارة الخارجية في ايار 2011 بطيئة في الوصول، بسبب الفوضى السياسية والاضطرابات في الشارع المصري، والبيروقراطية البطيئة في واشنطن والغضب في الكونغرس حول ملاحقة مصر لمنظمات غير حكومية تروج للديمقراطية.

وأثار التأخير احباط مسؤولين يخشون من ان الولايات المتحدة تجازف بتفويت فرصة لاعادة تشكيل علاقة تركزت منذ عقود على بيع الاسلحة والأمن عوضا على الازدهار الاقتصادي لمجموعة واسعة من المصريين.

وقال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية توماس نايدز، الذي سيسافر مع وفد غرفة التجارة، في مقابلة: "ان هدفنا هو ارسال رسالة قوية جدا الى مصر بأن الحكومة تفهم بأن الأمر لا يتعلق فقط بالدعم. انه يتعلق بالنمو والتجارة".