خبر يا اوباما سافر الى طهران -هآرتس

الساعة 07:52 ص|03 سبتمبر 2012

يا اوباما سافر الى طهران -هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: اقتراح ان يزور اوباما ايران لمحادثة القيادة الايرانية في التخلي عن السلاح الذري مع الاعتراف بحقهم في انتاج الطاقة الذرية لحاجات مدنية - المصدر).

        يصعب ان نصدق ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو توقع ان تقنع الجلبة التي أثارها حول مشاركة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في مؤتمر دول عدم الانحياز، ان تقنعه في الابتعاد عن طهران. وينبغي ان نفترض ألا يتوقع نتنياهو ان توقف اعمال القطيعة والاقصاء برنامج ايران الذري، فهو يزعم ان العقوبات الاقتصادية المطورة لا تؤثر في آيات الله. ان "الانجاز" الرئيس للمعركة الاعلامية التي يُديرها بيبي موجهة على الجمهورية الاسلامية هو جعل الاختلاف في المسألة الذرية صراعا دينيا لا حل له.

        كيف سيُفسر رجال الدين لجمهورهم تخلي ايران المعلن عن سلاح استراتيجي يوجد مثله عند كوريا الشمالية وباكستان والهند وعند اسرائيل ايضا (بحسب مصادر اجنبية)؟ وكيف سيعلل النظام السنين الطويلة من النقص في الحوانيت وارتفاع اسعار الوقود؟ ان الايرانيين يرون ان الموافقة على فتح منشآت نتناز لمراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية (مع افتراض ان تبقى أبواب ديمونة مغلقة) يرونها إذلالا للمسلمين على أيدي اليهود.

        ينبغي ان يوجد حل كرامة لمشكلة كرامة، والمفتاح في يد رئيس الولايات المتحدة براك اوباما. ان العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وايران الاصولية عشية الانتخابات الرئاسية في 2012 تُذكر بقدر كبير بالقطيعة العميقة بين الولايات المتحدة والصين الشيوعية. وقد غير اللقاء المفاجيء بين ريتشارد نيكسون وماو تسي تونغ قبل اربعين سنة، في سنة الانتخابات في 1972، مسار التاريخ.

        قال الرئيس المحافظ في حديث مع مستشاريه قُبيل خروجه في الرحلة التاريخية الى الصين انه "لا أحد في العالم يعلم مبلغ كبر الفرق بين تصورهم وتصورنا وبين مصالحهم ومصالحنا"، وأضاف: "لكن لا يعلم أحد في العالم أفضل مني كم هو ضروري ان تجد هاتان الأمتان العظيمتان المختلفتان بعضهما عن بعض – وبخاصة ان الشأن الذري معلق بميزان (الرعب) – ان تجدا الطريق للتحادث وان تتعلما تسوية الامور بعضهما مع بعض".

        لا يؤمن المرشح الجمهوري ميت رومني بحوار العدو. وقد ذكّر في خطبته في مؤتمر الحزب في نهاية الاسبوع في سخرية بأن الرئيس اوباما في مقابلته الصحفية الاولى أيد محادثة ايران. "ما نزال نتحادث وما تزال آلات الطرد المركزي تدور"، قال رومني واخزا وزعم ان اوباما "طرح اسرائيل تحت اطارات الحافلة". اجل ان اوباما يطرح اسرائيل تحت الاطارات لكن لا اطارات الحافلة التي قصد اليها رومني. فاوباما يقف متنحيا في حين يقود سائق مصاب بعمى عن الواقع اسرائيل الى حرب مع المخاطرة بصدام وجها الى وجه مع كل جاراتها مع العزلة الدولية.

        قد خسر اوباما المعركة على حلقة مؤيدي نتنياهو في الجماعة اليهودية واليمين المسيحي. لو أن القضية الايرانية كانت ستحسم الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة لاستطاع الرئيس البدء بحزم حقائبه. ويستطيع بدل الاستمرار في محاولة تركيع الايرانيين ان يعرض عليهم سُلما يعيد اليهم كرامتهم. ماذا عند اوباما يخسره اذا سافر الى طهران لبدء حوار في انهاء السباق الذري ووقف تأييد ايران للمنظمات الارهابية وذبح الشعب في سوريا؟.

        ها هو ذا اقتراح لخطبة مصالحة اوباما في طهران: "لا يجب على أية أمة ان تختار وحدها أي الأمم تملك السلاح الذري. لهذا أكدت التزام امريكا بالسعي الى عالم لا تملك فيه أية دولة سلاحا ذريا. لكل دولة، ولايران ايضا، حق في انتاج طاقة ذرية لحاجات مدنية مع الخضوع لميثاق منع نشر السلاح الذري. وآمل ان تسعى جميع دول المنطقة الى هذا الهدف" (من خطبة اوباما في القاهرة في حزيران 2009). ونقول بالمناسبة ان نيكسون فاز في انتخابات الرئاسة بعد زيارته التاريخية للصين.