خبر هرم إنهار -هآرتس

الساعة 07:49 ص|03 سبتمبر 2012

بقلم: أسرة التحرير

سلسلة أخطاء ارتكبها نوحي دنكنر، الازمة العالمية، الابطاء في السوق المحلية والتغييرات في الانظمة الادارية للاحتكارات، دفعت المجمع التجاري الاكبر في الدولة، أي.دي.بي، الى وضعه العسير: خسارة 1.27 مليار شيكل في الربع الثاني من هذا العام، رأسمال سلبي بمقدار 1.66 مليار شيكل وملاحظة "مصلحة تجارية حية"، والتي تعني احتمالية عالية لعدم تسديد كل القروض التي أخذها المجمع التجاري.

        السبب المركزي لسقوط دنكنر هو الاستخدام المبالغ فيه والمغامر لـ "الرافعة المالية"، بمعنى أخذ قروض كبرى من هيئات مؤسساتية وبنوك لتمويل شراء شركات كبرى، حين يفترض بتسديد القروض ان يأتي من الارباح التي تحققها تلك الشركات. هذا النموذج ينجح عندما يتمتع الاقتصاد بالنمو، ولكن عندما يدخل الاقتصاد في حالة ابطاء، الارباح تنخفض، لا يكون هناك من حيث ما يمكن تسديد القروض به، وعندها فان المجمع التجاري ينهار. ذات الرافعة المالية التي سمحت بشراء مبالغ فيه، تؤدي الى انهيار الهرم.

        هذه المغامرة التجارية يجب أن تضاف عدة أخطاء تجارية ارتكبها دنكنر، مثل شراء رزمة أسهم في "كردت سويس"، شراء أرض باهظة الثمن لبناء فندق في لاس فيغاس قبل لحظة من هبوط اسعار العقارات في الولايات المتحدة، ومؤخرا شراء "معاريف". من الصعب ملء حفر كبرى كهذه بالارباح من النشاطات الجارية. ويجب أن يضاف الى هذا الاجر المبالغ فيه الذي قرره دنكنر لنفسه ولمدراء المجمع التجاري على مدى السنين. كلفة أجره وصلت الى 55 مليون شيكل في السنوات الثمانية الاخيرة. أي.دي.بي تحوز بالتسلسل على بعض من الشركات المركزية في الاقتصاد، مثل سلكوم، كلال للتأمين، كور، شوبر سال، نخسيم وبنيان، وشركة الاسمنت نيشر. ارباح هذه الشركات تآكلت جدا عقب الابطاء في الاقتصاد والتغييرات في الانظمة الادارية التي أدخلت المنافسة وخفضت الاسعار. وعليه، يجدر ان تأخذ الكنيست بتوصيات لجنة تمركز المال، والتي هدفها تقليص حجم وقوة الاهرامات التجارية.

        يتبقى السؤال هل من يدير على هذا النحو بمغامرة، اعمال المجمع التجاري الاكبر في الدولة جدير أو قادر، على أن يكون هو الذي ينقذ المجمع ويقوده الى طريق جديدة، أم الى التصفية.