خبر استياء شعبي على « الفيسبوك » بسبب ارتفاع أسعار المحروقات

الساعة 05:10 ص|03 سبتمبر 2012

رام الله - الأيام


ما إن أعلن رسمياً عن ارتفاع أسعار المحروقات، حتى اشتعل موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بنكهته الفلسطينية، ما بين تعليق غاضب، وتذمر، ونكات، وسخرية، ومقارنات، ومقاربات، ودراسات، تعكس حالة الاستياء الشعبي، إزاء هذا الارتفاع الذي وصفه كثيرون بـ"الجنون".
ومن بين أبرز النكات الساخرة، تلك التي نقلها الإعلامي عمر نزال، عبر صفحته على "فيسبوك"، ومفادها "التسعيرة الجديدة للسيارات في عهد حكومة التقشيط .. مازدا 3 للبيع "خالية من البنزين" بـ 50 ألف شيكل .. مازدا 3 "فل بنزين" بـ25 ألف شيكل"، كما نشر نزال مقارنة بين أسعار المحروقات بين العامين نيسان من العام 2009 وأيلول من العام 2012، حيث ارتفعت بما نسبته 55%، مستخدماً إعلانين لوزارة المالية تبرز الأسعار بالتفصيل، حيث ارتفع سعر لتر الديزل (السولار) من 4ر4 شيكل إلى 15ر7 شيكل، والبنزين (95) من 15ر5 شيكل إلى 98ر7 شيكل، واسطوانة الغاز (12 كغم) من 44 شيكلا إلى 73 شيكلا غير شاملة "أجرة التوصيل"، في حين لم ترتفع رواتب الموظفين العموميين أكثر من 9%، بينما رواتب الموظفين في القطاع الخاص لا تزال في مجملها على حالها، إن لم تنخفض.
ونشر آخرون صورة عن البلدان العشرة التي تبيع البنزين بأقل الأثمان، والحديث هنا عن سنتات للتر الواحد، في حين بات ثمن اللتر في فلسطين قرابة (2 دولار)، وهو رقم قياسي على المستوى العالمي، ما دفع مصممي الصورة للتعقيب تهكمياً "في فلسطين إحنا كبار ما بنحكي بالسنتات".
ووجد عدد من الـ"فيسبوكيين"، أن من بين أهداف هذه "السياسة" الحكومية "تحويل الانسان الفلسطيني إلى رهينة للراتب والسوق"، أو كما قالها أحدهم بالعامية "عشان ما حدا يفكر بأكثر من اللقمة".
أما ضياء حوشية، المذيع في تلفزيون فلسطين، فكتب على صفحته بخصوص ارتفاع أسعار المحروقات "فاتحة ايلول المشؤوم: بنزين وغاز نار ورواتب يفتح الله وكل شي غالي.... ابتسموا انتم في فلسطين"، لتتدفق التعليقات على ما كتبه، ومن بينها "لا والاحلى من هيك مدارس واقساط وكتب وهيو كمان الطحين بدو يغلى".
وعلى صفحة "صبايا وشباب فلسطين في وجه الغلاء وارتفاع الأسعار"، صورة لشباب يغنون، مزودة بعبارات تنطوي على تحريف ساخر لنشيد "موطني" الشهير، من وحي الارتفاع "الجهنمي" في أسعار المحروقات .. فباتت "موطني موطني .. البنزين والدواء والدخان والهواء في غلاء في غلاء .. والغني والفقير والصغير والكبير في استياء في استياء".
وتحدث آخرون عن العودة إلى "زمن الحمير"، والاستغناء عن "السيارات"، في حين نشر البعض صورة لحمار كتبت عليه كلمة "تاكسي"، بينما عقب آخرون على الاقتراح بأنه "مش عملي"، على اعتبار ارتفاع أثمان التبن والشعير، وارتفاع أثمان الحمير نفسه.
ونشر علاء الريماوي على صفحته في "فيسبوك" تقريراً تحت عنوان "سر ارتفاع البنزين"، نقل فيه عن خبير إسرائيل أن شركات التكرير والنقل والتوزيع الإسرائيلية رفعت أرباحها بنسبة 34 أغورة للتر الواحد، كما رفعت الحكومة الإسرائيلية الضرائب المفروضة على لتر البنزين بـ 88 أغورة مقارنة مع تموز من العام 2002، أي أن الضريبة الحقيقية على البنزين ارتفعت في إسرائيل، ارتفعت بمعدل 21% منذ العام 1998، متسائلاً في نهاية تقريره: هل يعقل أن يتساوى أو يقل قليلاً ثمن لتر البنزين أو السولار في الضفة الغربية مع مثيله في إسرائيل، بينما الحد الأدنى للأجور في إسرائيل خمسة آلاف شيكل، مع الفارق الشاسع في الأجور.
أما المصور الصحافي أسامة السلوادي، فاستعان برائعة زياد الرحباني للتعقيب على الارتفاع الجنوني في الأسعار، وما يرافقها من "جنونيات" في فلسطين، والتي تقول في مطلعها "أنا مش كافر بس الجوع كافر .. أنا مش كافر بس المرض كافر .. أنا مش كافر بس الفقر كافر والذل كافر .. أنا مش كافر لكن شو بعملك إذا اجتمعوا فيي كل الإشيا الكافرين"، ملخصاً، لربما، وبعمق، الحالة الفلسطينية خاصة في المقطع الذي يقول فيه: "أنا مش كافر بس البلد كافر .. أنا مقبور ببيتي ومش قادر هاجر".