تقرير زوجة شهيد تصارع الموت ولا يوجد من يغيثها

الساعة 11:23 ص|01 سبتمبر 2012

غزة

كثيرة هي الهموم والمشاكل التي يعاني منها الفلسطينيون عامة وسكان قطاع غزة خاصة، على كافة الأصعدة بسبب الحصار والحرب الصهيونية الأخيرة على قطاع غزة التي خلفت آلاف الشهداء والجرحى وهدم لآلاف المنازل بشكل كلي وجزئي.  

فلكل بيت غزاوي قصة، ولكل كل شارع حكاية .. فالمواطنة "رائدة فرج الله" ابنة 29 عاماً زوجة الشهيد وائل الحواجري التي استشهد في الحرب الصهيونية الأخيرة على قطاع غزة.. تستنجد وتستغيث على وضعها الصحي الذي تهاوى عقب استشهاد زوجها .. ولكن دون ردٍ من أحد!!.

فتعاني "رائدة" وهي أم لطفلة من فشل كلوي وهي بحاجة ماسة إلى عملية لكي تزرع "كلى" لها لتستعيد شيئاً من عافيتها ولتتخلص من معاناة غسيل الكلى الذي ترى فيه الأمرين كل مرة. فرائدة تضطر لغسيل الكلى ثلاث مرات أسبوعياً في مستشفى دار الشفاء بمدينة غزة.

فمعاناة "رائدة فرج الله" بدأت عقب استشهاد زوجها "وائل" في غارة "إسرائيلية" استهدفت تجمعاً للمواطنين شمال قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة، حينما اخبرها الأطباء أن لديها ضمور في إحدى الكليتين، ولكن عدم القدرة على علاجها في مشافي قطاع غزة بسبب ضعف الإمكانات الصحية الناتجة عن الحصار الصهيوني، أدى إلى ضمور الكلية الثانية، لتبقى أسيرة لمستشفى دار الشفاء ثلاث مرات أسبوعياً للغسيل.

مراسل " فلسطين اليوم" زار العائلة في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، واطلع على الوضع الصحي والاجتماعي للفتاة "رائدة " والتي لا تستطيع الآن المشي على قدميها نتيجة مضاعفة المرض، الذي نهش منها صحتها.

والد المريضة تحدث وعيناه محمرتان كالجمر على حال ابنته، التي لا يستطيع أن يفعل لها شيئاً وهي تصارع الموت، وما أصعب أن ترى فلذ كبدك يموت أمامك وأنت لا تستطيع أن تفعل له شيئاً، وأن انقاذه من الموت يتطلب اجراء عملية بحاجة إلى تكاليف مادية.

وأوضح والد "رائدة" أن حالة بنته تعانى مرض مزمن في الكلى فهي تقوم بغسلها "ثلاثة " مرات أسبوعيا الأمر الذي يزيد من آلام المريضة في ظل استمرار العلاج المؤقت.

ويشرح والد المريضة أن بنته تحتاج إلى مبلغ كبير من المال حتى يقوم بزراعة كلى واحدة بأحد مستشفيات جمهورية مصر العربية، لكن الوضع الاقتصادي لا يسمح أن يقوم بدفع مبلغ قدره"35" ألف دولار لزراعة كلية واحدة.

 

مع تفاقم الأزمة وعدم إيجاد من يساعد ويساهم في علاج هذه الفتاة والتي كانت ضحية العدوان على قطاع غزة، أشار والدها إلى انه توجه للملكة الأردنية الهاشمية لعرضها على أطباء متأملاً في مساعدته بعلاج بنته، إلا انه تفاجئ بطرده من قبل الأطباء له في إحدى المستشفيات الأردنية لكونه من سكان قطاع غزة.

وأضاف: عدنا لغزة بعد أن فقدنا الأمل في علاج رائدة، لكن الأمل لا زال موجود بوجه الله، داعيا الله سبحانه وتعالى أن يرحم ابنته من عذاب الألم الذي تمر فيه كل دقيقة.

وطالب والدة الفتاة كافة الجهات المعنية، أن ينظروا بعين الرفقة والمسؤولية لابنته والعمل على معالجتها أسوة بالمرضى الذين يتم علاجهم في الخارج، لافتاً إلى أن وضع ابنته الصحي لا يختلف كثيراً عن مرضى السرطان.

وعبر عن حزنه الشديد جراء ما تمر بها ابنته وحفيدته من أوضاع صحية قاسية تحتاج إلى أن يقف المسؤولين في وزارة الصحة الفلسطينية عند مسؤولياتهم لإخراجها من أزمتها الصحية.

وأوضح أنه تقدم لوزارة الصحة أكثر من مرة لكي يتحملوا مسؤولية علاج ابنته، وباءت محاولاته بالفشل، مشيرا إلى أن الكلية المراد زراعتها محجوزة لها في احد مستشفيات مصر تنتظر ثمنها حتى تتم إجراء العملية لها.

"رائدة" الفتاة التي ترملت في مقتبل عمرها، ويتمت طفلتها، تصارع الموت، وقد يصل الأمر إن لم يتم معالجتها إلى أن تفقد الطفلة البريئة والدتها بعد أن فقدت والدها.

يشار إلى ان قطاع غزة يعج بالمؤسسات التي تعنى بأسر الشهداء والجرحى، وكذلك الحكومتين في قطاع غزة ورام الله.. ولكن حالة زوجة الشهيد وائل "الحواجرى" تؤكد أن هناك كثيراً من المآسي لدى المواطنين بحاجة إلى متابعة بروح المسؤولية من قبل الجهات المعنية.

 


مرضى الكلى