تقرير الفقراء يقبلون على محال الخياطة وإصلاح الأحذية والحقائب

الساعة 09:37 ص|31 أغسطس 2012

غزة - الايام

تشهد محال خياطة الملابس وورش إصلاح الأحذية والحقائب إقبالاً ملحوظاً من قبل أولياء أمور التلاميذ الفقراء، لإصلاح الأزياء المدرسية والأحذية والحقائب القديمة التي لديهم أو تلك التي حصلوا عليها من عائلات ميسورة.

ويزداد هذا الإقبال عادة مع اقتراب حلول العام الدراسي الجديد الذي يبدأ يوم الأحد المقبل، إذ يتوجه أكثر من مليون طالب وطالبة إلى مقاعدهم الدراسية في محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة.

السيدة "ه.ر" (في أواخر الثلاثينيات من عمرها) لم تجد بداً من انتظار دورها في محل للخياطة لإعادة إصلاح عدد من الثياب المدرسية القديمة التي حصلت عليها من جيرانها.

ويزدحم المحل الصغير بعشرات الطلبة وأولياء الأمور الذين يريدون إصلاح وترقيع ملابس قديمة وأخرى حصلوا عليها كمساعدة أو من سوق البالة.

وتتطلع "ه.ر" إلى الحصول على بنطلون وقميص إضافة إلى زي لابنتها، كي تتمكن من تغطية كامل احتياجات أبنائها خلال اليومين المتبقيين لبدء العام الدراسي، دون أن تبدي اهتماماً بجودة الملابس أو نوعيتها بقدر اهتمامها بملاءمة اللون للزي المدرسي المطلوب، وتشير إلى أنها حصلت على معظم احتياجات أبنائها من جارها الذي تبرع لها بالملابس القديمة لأبنائه.

وتقول إن وضعها المالي لا يسمح لها بشراء كل المستلزمات والزي المدرسي الجديد، في ظل تنوع المصروفات المدرسية مع استئناف الدراسة.

أما المواطن "ج. ح" فقد اصطحب ثلاث حقائب مدرسية مهترئة إلى الخياط نفسه ليعيد إصلاح ما يمكن إصلاحه منها، ريثما يتمكن خلال الأيام القادمة من شراء حقائب جديدة أو الحصول على حقائب من المدارس نفسها أو المؤسسات الخيرية.

ويأمل "ج. ح" أن يتمكن الخياط من إصلاح الحقائب ليخفف عنه عبء شراء حقائب جديدة، منوهاً إلى أن سعر الحقيبة الجديدة المتواضعة للمرحلة الإعدادية يتجاوز 40 شيكلاً.

واختار "ج. ح" أن يعيد إصلاح الحقائب المدرسية تمهيداً لتوفر إمكانية لشراء حقائب جديدة في حال تيسر أموره المالية أو الحصول عليها كمساعدات من المؤسسات والمدارس.

ويؤكد الخياط الشعبي محمد رياض أنه يعمل يومياً حتى ساعات الفجر الأولى بسبب الضغط والإقبال الكبير من قبل أولياء الأمور الفقراء لإصلاح الحقائب والقمصان والزي المدرسي بشكل عام.

وأضاف أن العام الحالي شهد ازدياداً ملحوظاً في نسبة الإقبال على إصلاح الملابس القديمة المستخدمة، عازياً الأمر إلى ارتفاع أسعار الزي المدرسي في الأسواق.

واستعان رياض بعاملين لتنظيم دور المواطنين وترتيب الملابس المطلوب إصلاحها في رفوف حسب أولوية تسليمها، مبيناً أن انخفاض قيمة إصلاح الملابس القديمة يشجع المواطنين على استخدامها بعد تأهيلها من جديد.

ولا يختلف الحال كثيراً في محال إصلاح الأحذية التي شهدت إقبالاً كثيفاً ووصل عدد المصطفين في الطوابير إلى العشرات.

ونظراً لارتفاع أسعار الأحذية مقارنة مع باقي قطع الزي المدرسي فإن الكثير من الفقراء يلجأون إلى إصلاح الأحذية القديمة، كما هو الحال مع المواطنة "م.ك" التي اصطحبت أربعة أزواج من الأحذية لأبنائها لإصلاحها.

وتقول "م.ك" إنها لا تستطيع شراء أحذية جديدة في الوقت الراهن نظراً لقرب انتهاء فصل الصيف، ولعجزها المادي عن شراء أحذية جديدة.

واشتكت من ارتفاع أسعار الأحذية الحديثة في الأسواق بالإضافة إلى تدني جودة أنواع منها، مبينة أنها فوجئت بوصول ثمن حذاء الطفل المصنوع في الضفة الغربية إلى أكثر من 70 شيكلاً.

وقالت إن ظروفها المادية لا تسمح لها بشراء هذه الأحذية، لذلك قررت إصلاح ما يمكن إصلاحه من أحذية قديمة.