خبر اتفاق اوسلو لم يعد ذا صلة.. اسرائيل اليوم

الساعة 08:42 ص|31 أغسطس 2012

يوسي بيلين

(المضمون: يجب الآن على مؤيدي اتفاق اوسلو باعتباره اتفاقا مرحليا ان يعلنوا أنه قد انتهى ولم يعد موجودا كي لا يثبت ويصبح هو البديل عن الحل النهائي - المصدر).

بعد بضعة ايام ستحل الذكرى السنوية العشرون للتوقيع على اتفاق اوسلو. يبذل معارضو الاتفاق اليوم كل ما يستطيعون لتخليد الأخطاء الموجودة فيه، أما مؤيدوه فيجب ان يفعلوا كل شيء يستطيعونه لانهائه.

ليت هذه السنة تكون سنته الاخيرة. ليته قام معسكرا السلام الاسرائيلي والفلسطيني (لا اولئك الذين يريدون السلام، وليست هذه حكمة كبيرة في الحقيقة، بل اولئك المستعدون لدفع ثمن عنه هو ثمن التخلي عن بعض الأحلام كي لا تصبح كابوسا كبيرا)، وأعلنا ان التسوية المرحلية قد انتهت وان الهدف منذ الآن هو تسوية دائمة أو عودة الى الوضع الذي نشأ على أثر حرب الايام الستة وهو المسؤولية الاسرائيلية عن السكان الفلسطينيين في المناطق التي احتُلت آنذاك.

بدل الاعتذار واجراء ايام تباحث ودورات تعليمية ومنتديات في مسألة لماذا لم تُفض مسيرة اوسلو الى تسوية سلام دائمة، نقول هذه هي لحظة الخروج في معركة لانهاء المسيرة المرحلية التي أوجدها مناحيم بيغن في اتفاقات كامب ديفيد في 1978 وتبناها اسحق شمير في مؤتمر مدريد في 1991، وتحويلها الى اطار يعيش فيه الشعبان حتى اشعار جديد. لم يكن الاتفاق المرحلي قط حلم معسكر السلام. بل كان تسليما من معسكر السلام لصيغة ولدت في القيادة اليمينية في اسرائيل وهو تسليم لم يؤدِ الى الهدف المرجو.

ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي وعد باعتباره زعيم الليكود، زمن المباحثة التاريخية في الكنيست بأنه حينما يصبح رئيس الوزراء سيلغي الاتفاق المرحلي، لا يخطر هذا الامر الآن في باله. فهو لم يفعل ذلك في مدة ولايته الاولى ولا يحلم بفعل ذلك في مدة ولايته الثانية.

ان معنى ترك الوضع على ما هو عليه ان اسرائيل غير ممنوعة من انشاء مستوطنات، وان قوات الامن الفلسطينية تضمن القانون والنظام في الضفة الغربية وتنسق اعمالها مع اسرائيل في مواجهة المخربين؛ وان رئيس السلطة الفلسطينية يلتزم بالامتناع عن العنف في كل ظرف، وحينما يطلب اعترافا جزئيا في الامم المتحدة يستطيع وزير الخارجية الاسرائيلي ان يسمي ذلك "ارهابا".

وهذا ايضا وضع مريح جدا لمعارضي السلام مع اسرائيل في الجانب الفلسطيني وفي الجانب الاسرائيلي: فمن يعارض تقسيم البلاد يستطيع ان يبارك التسوية المرحلية التي تبقي البلاد كاملة والحلم بأرض واحدة وبسلطة واحدة فقط، تُبقيه امكانا عمليا.

حتى لو وُجد من خطر ببالهم ان التسوية المرحلية ستستمر أكثر من خمس سنين بقليل وان التسوية الدائمة لن يُتفق عليها الى الموعد المخطط له وهو الرابع من أيار 1999، فمن المؤكد أنهم لم يفكروا في عشرين سنة.

ان كل سنة تمر بلا اتفاق تجعل الجليد الرقيق الذي نسير عليه جميعا أكثر رقة. ان ما يبدو اليوم معقولا وممكنا قد يصبح غدا حمما ملتهبة. وكل سنة اخرى تُبعدنا عن احتمال ضمان ان تكون اسرائيل دولة يهودية وديمقراطية ذات بقاء طويل.

لا يجوز الاستمرار في تجميد استنتاجات اوسلو. فهذه هي اللحظة التي يجب فيها على اولئك الذين أيدوها ودافعوا عنها ان يعلنوا نهايتها كي لا تصبح هي البديل العملي وإن يكن غير الرسمي ايضا، من اتفاق السلام.