خبر ثنائي نتنياهو - ليبرمان

الساعة 07:09 ص|31 أغسطس 2012

علي الخليلي

يمثل الثنائي بنيامين نتنياهو رئيس وزراء “إسرائيل” زعيم حزب الليكود، ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان زعيم حزب “إسرائيل بيتنا”، في إطار حكومة “إسرائيل” الائتلافية الراهنة، أعلى درجات التطرف اليميني اليهودي القائم بكل قواه ومكوناته السياسية والاجتماعية والعسكرية، على تكريس الاستيطان وتكثيفه وتوسيعه، على مدار الساعة، من جهة، وعلى خنق السلطة الوطنية الفلسطينية داخل شظايا ومزق ما بقي من الضفة الغربية، وتحويلها إلى مجرد هيئة إدارية للخدمات المحلية، لا قيمة لها ولا وزن، في أي فعل سياسي، من جهة ثانية . نتنياهو من جانبه، يؤسس كل مواقفه على الشق الأول من أداء هذه الثنائية، عبر مواصلته المنهجية في تدعيم مسألة الاستيطان، باعتبارها رأس المسائل الوجودية التي تكون بها “إسرائيل”، أو لا تكون،  وتطويرها باستمرار، وفق رؤيته الليكودية، وحمايتها من أدنى مس بها، تحت أي ظرف . وهو لا يتوانى عن اغتنام أي فرصة لإشهار دوره في هذا السياق . إلى ذلك، وعلى سبيل المثال، كان اختياره الاحتفال ببدء العام الدراسي قبل بضعة أيام، في إحدى المستوطنات المقامة على معظم أراضي بيت لحم، ضمن التجمع الاستيطاني الضخم “غوش عتصيون”، رسالة إعلامية وسياسية معاً، من طرفه، للتأكيد على هذا الدور، حيث أعلن أمام التلاميذ أن كل هذا التجمع الاستيطاني الضخم، باق ضمن امتدادات “القدس الكبرى”، مهما كانت الحال، ومهما ا نتهت إليه التسويات، في أي وقت، مثله مثل بقية امتداداتها التي أقيمت على أجزاء واسعة مغتصبة من أراضي رام الله والخليل وأريحا، إضافة للقدس ذاتها، في حجمها القديم، بشطريها الغربي والشرقي . القدس الكبرى، أو “يروشلايم الكبرى”، حسب التسمية “الإسرائيلية” لها، تستولي بذلك، على معظم أراضي جنوب الضفة الغربية . فإذا أضيف لها بقية الكتل الاستيطانية في وسط وشمال الضفة مع الأغوار، والتي تعتبرها “إسرائيل” من الآن، جزءاً منها، أو على الأقل، خارج أي تسوية قادمة، فإن ما يبقى من هذه الضفة المذبوحة، لا يتجاوز العشرة بالمائة من أراضيها، وهي ذاتها أيضاً، مبعثرة ومقطعة ومحاصرة من كل جانب . وعلى هذه العشرة بالمائة المتناثرة كالجراح المفتوحة، يعرض نتنياهو على الرئيس الفلسطيني محمود عباس التفاوض، للوصول إلى “حل الدولتين”! دولة “ميكي ماوس” كما سبق لأحد المندوبين الأوروبيين أن قال منذ عدة سنوات، بما يخص حصة الشعب الفلسطيني من التسوية المزعومة، إزاء دولة نووية تضرب عرض الحائط بشرعية الكون كله، وتحارب كل من يقف في طريقها .

 

وطالما أن الرئيس عباس يرفض جملة وتفصيلاً، هذا العرض السخيف والمهين، ويعمل بالمقابل على تحشيد تحركه السياسي إلى الأمم المتحدة، لمطالبتها بعضوية فيها  لفلسطين، ولو أنها لا ترقى إلى مستوى الدولة العضو، فإن ليبرمان يأخذ دوره في الشق الثاني من تلك الثنائية “الإسرائيلية” الحاكمة، داعياً صراحة، إلى عزل الرئيس عباس، وكأنه هو الذي عيّنه، ولم يتم إنتخابه من قبل شعبه فعلاً! وثمة، يوغل ليبرمان في هذا الدور، فتتحول الدعوة لديه، إلى تشجيع القيام بحصار الرئيس عباس وقتله، تماماً كما سبق أن حصل مع الرئيس الراحل ياسر عرفات . الثنائي نتنياهو - ليبرمان متكاملان . فالأول يكذب حين يتحدث عن “حل الدولتين”، حيث هو على أرض الواقع، لا يرى سوى دولة “إسرائيل” وحدها، ممتدة على كامل أراضي فلسطين التاريخية، من البحر إلى النهر . والثاني لا يكذب وهو يدعو إلى قتل الرئيس عباس، أو قتل الوطنية الفلسطينية، لتحويل السلطة داخل فتات الضفة الغربية، إلى جهاز خدمات محلية، تحت الحكم “الإسرائيلي” . الكذب وعدمه يكمل أحدهما الآخر، في المحصلة .

ثنائي نتنياهو - ليبرمان

علي الخليلي

يمثل الثنائي بنيامين نتنياهو رئيس وزراء “إسرائيل” زعيم حزب الليكود، ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان زعيم حزب “إسرائيل بيتنا”، في إطار حكومة “إسرائيل” الائتلافية الراهنة، أعلى درجات التطرف اليميني اليهودي القائم بكل قواه ومكوناته السياسية والاجتماعية والعسكرية، على تكريس الاستيطان وتكثيفه وتوسيعه، على مدار الساعة، من جهة، وعلى خنق السلطة الوطنية الفلسطينية داخل شظايا ومزق ما بقي من الضفة الغربية، وتحويلها إلى مجرد هيئة إدارية للخدمات المحلية، لا قيمة لها ولا وزن، في أي فعل سياسي، من جهة ثانية . نتنياهو من جانبه، يؤسس كل مواقفه على الشق الأول من أداء هذه الثنائية، عبر مواصلته المنهجية في تدعيم مسألة الاستيطان، باعتبارها رأس المسائل الوجودية التي تكون بها “إسرائيل”، أو لا تكون،  وتطويرها باستمرار، وفق رؤيته الليكودية، وحمايتها من أدنى مس بها، تحت أي ظرف . وهو لا يتوانى عن اغتنام أي فرصة لإشهار دوره في هذا السياق . إلى ذلك، وعلى سبيل المثال، كان اختياره الاحتفال ببدء العام الدراسي قبل بضعة أيام، في إحدى المستوطنات المقامة على معظم أراضي بيت لحم، ضمن التجمع الاستيطاني الضخم “غوش عتصيون”، رسالة إعلامية وسياسية معاً، من طرفه، للتأكيد على هذا الدور، حيث أعلن أمام التلاميذ أن كل هذا التجمع الاستيطاني الضخم، باق ضمن امتدادات “القدس الكبرى”، مهما كانت الحال، ومهما ا نتهت إليه التسويات، في أي وقت، مثله مثل بقية امتداداتها التي أقيمت على أجزاء واسعة مغتصبة من أراضي رام الله والخليل وأريحا، إضافة للقدس ذاتها، في حجمها القديم، بشطريها الغربي والشرقي . القدس الكبرى، أو “يروشلايم الكبرى”، حسب التسمية “الإسرائيلية” لها، تستولي بذلك، على معظم أراضي جنوب الضفة الغربية . فإذا أضيف لها بقية الكتل الاستيطانية في وسط وشمال الضفة مع الأغوار، والتي تعتبرها “إسرائيل” من الآن، جزءاً منها، أو على الأقل، خارج أي تسوية قادمة، فإن ما يبقى من هذه الضفة المذبوحة، لا يتجاوز العشرة بالمائة من أراضيها، وهي ذاتها أيضاً، مبعثرة ومقطعة ومحاصرة من كل جانب . وعلى هذه العشرة بالمائة المتناثرة كالجراح المفتوحة، يعرض نتنياهو على الرئيس الفلسطيني محمود عباس التفاوض، للوصول إلى “حل الدولتين”! دولة “ميكي ماوس” كما سبق لأحد المندوبين الأوروبيين أن قال منذ عدة سنوات، بما يخص حصة الشعب الفلسطيني من التسوية المزعومة، إزاء دولة نووية تضرب عرض الحائط بشرعية الكون كله، وتحارب كل من يقف في طريقها .

 

وطالما أن الرئيس عباس يرفض جملة وتفصيلاً، هذا العرض السخيف والمهين، ويعمل بالمقابل على تحشيد تحركه السياسي إلى الأمم المتحدة، لمطالبتها بعضوية فيها  لفلسطين، ولو أنها لا ترقى إلى مستوى الدولة العضو، فإن ليبرمان يأخذ دوره في الشق الثاني من تلك الثنائية “الإسرائيلية” الحاكمة، داعياً صراحة، إلى عزل الرئيس عباس، وكأنه هو الذي عيّنه، ولم يتم إنتخابه من قبل شعبه فعلاً! وثمة، يوغل ليبرمان في هذا الدور، فتتحول الدعوة لديه، إلى تشجيع القيام بحصار الرئيس عباس وقتله، تماماً كما سبق أن حصل مع الرئيس الراحل ياسر عرفات . الثنائي نتنياهو - ليبرمان متكاملان . فالأول يكذب حين يتحدث عن “حل الدولتين”، حيث هو على أرض الواقع، لا يرى سوى دولة “إسرائيل” وحدها، ممتدة على كامل أراضي فلسطين التاريخية، من البحر إلى النهر . والثاني لا يكذب وهو يدعو إلى قتل الرئيس عباس، أو قتل الوطنية الفلسطينية، لتحويل السلطة داخل فتات الضفة الغربية، إلى جهاز خدمات محلية، تحت الحكم “الإسرائيلي” . الكذب وعدمه يكمل أحدهما الآخر، في المحصلة .