خبر تقارير المذبحة- إسرائيل اليوم

الساعة 08:07 ص|30 أغسطس 2012

 

 

بقلم: شلومو تسيزنا ونتسحيا يعقوب

نُشر أمس بعد اربعة عقود من مذبحة الرياضيين الاسرائيليين في ألعاب ميونيخ الاولمبية في 1972 – وفي ظل رفض اللجنة الاولمبية العالمية وقوف دقيقة صمت لذكرى المقتولين، في الالعاب الاولمبية في لندن 2012 – نُشر "ملف ميونيخ" وفيه وثائق سرية تكشف عن اعمال الحكومة في اثناء الكارثة وبعدها.

يُكشف في 45 وثيقة كانت تُصنف الى الآن على أنها سرية وتُعرض الآن في موقع انترنت أرشيف الدولة، يُكشف عن المشاورات الدراماتية في نفس وقت وقوع الأحداث التي أجرتها الحكومة ولجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست، وعن تقارير وتبادل برقيات حُذفت أجزاء منها بأمر من الرقابة. وتتناول الوثيقة الأشد أسرا تقارير رئيس الموساد آنذاك تسفي زمير الذي جاء الى ميدان العملية وكان مذعورا من العمل غير المنظم: "آمل ان تكون لهم خطة عملية بعد اطلاق النار في المطار"، كتب لكن تبين أنه كان متوهما.

"لم يبق أحد حياً"

في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بين الخامس والسادس من ايلول 1972 بعد ان عُلم اختطاف الرياضيين واحتجازهم كرهائن في المطار العسكري فيرستن فيلدبروك قرب ميونيخ، بدأت تتدفق تقارير من وسائل الاعلام في المانيا عن نجاح شرطة بافاريا في العملية. وجاء عن الراديو والتلفاز الالمانيين عن متحدثين رسميين ان كل المخربين قُتلوا وان جميع الرهائن الاسرائيليين في سلام، واقتُبست هذه التقارير  في توسع في وسائل الاعلام في العالم. لكن التقارير التي كانت تُتلقى في كل بضع دقائق من سفير اسرائيل في المانيا، اليشيف بن – حورين، صورت صورة مختلفة تماما.

قُبيل الساعة الثالثة فجرا بدأت تتدفق أنباء مقلقة وقال زمير الذي كان يمكث في المطار لرئيسة الحكومة في مكالمة هاتفية: "يؤسفني أن أقول لكِ، لكن الرياضيين لم يُخلصوا، رأيتهم. لم يبق أحد منهم حياً". وعاد زمير الى البلاد وأدى تقريرا الى الحكومة قال فيه: "كانت فوضى وعدم مهنية وعدم مبالاة كشفت عنها القوات الالمانية. ولم تبذل أدنى جهد لانقاذ حياتهم ولم تخاطر أدنى مخاطرة في محاولة انقاذ الناس لا منهم ولا منا". وزعم زمير ان الالمان أرادوا فقط "الاستمرار في الالعاب الاولمبية وأرادوا إنهاء هذا الامر بطريقة ما". وحينما سألته رئيسة الوزراء لماذا لم يحظ الوفد الاسرائيلي في رأيه بالحراسة، أجاب زمير بكلام سمعه من ضابط الأمن في السفارة في بون، فقد كان جواب الشرطة كما قال ضابط الأمن: "ما الذي يخطر ببالك؟ ان روح الالعاب الاولمبية تسود هنا ولن يحدث شيء".

وتتبين من الوثائق ايضا صورة قاسية للعلاقات المركبة بين اسرائيل والمانيا في تلك السنين. فعلاوة على رفض الالمان وضع حراسة معززة حول الوفد الاسرائيلي رُفض ايضا الطلب الاسرائيلي ان تُقطع الالعاب الاولمبية بعد المذبحة، وكان من جملة مزاعمهم ان التلفاز المحلي ليست له خطة بديلة للبث. وأُثير في مباحثات الحكومة من قبل عدد من الوزراء سؤال هل الحديث عن "مؤامرة"، وهل يتصل سلوك الالمان بماضي الدولة النازي، لكن رئيسة الوزراء غولدا مئير أوقفت النقاش في هذا الشأن ورفضت ذلك بشدة. وقضى تقرير الحكومة الالمانية الذي فحص عن الاخفاقات بأنه "بالنسبة للظروف التي سادت المكان لم يوجد أي عيب في عمل الشرطة الالمانية على اختلاف أجزائها". وكررت هذه الدعوى ايضا اللجنة الداخلية من البرلمان الالماني "البوندستاغ".

"عجز فظيع"

عُين في اسرائيل لجنة تحقيق برئاسة بنحاس كوبل، أشارت الى "اخفاق الالمان المطلق"، لكنها أشارت ايضا الى عدد من الاشياء غير الواضحة والاختلالات في عمل الجهات الاسرائيلية التي كانت مسؤولة عن حراسة الوفد. وقضى اعضاء اللجنة بأن "تنظيم "الشباك" المتعلق بالحراسة خارج البلاد لم يستطع متابعة الحاجات المتغيرة"، وقالت في واقع الامر انه بحسب التعليمات المعمول بها فان "المكاتب المتصلة بشأن الأحداث التي هي في مجال عملها حتى خارج البلاد، مسؤولة هي ايضا".

وينتهي التقرير بسلسلة توصيات لتحسين اجراءات الحراسة في الخارج والتوصية بأن "يستنتج رئيس "الشباك" استنتاجات كما يراها صحيحة تتعلق بأصحاب مناصب تشير استنتاجات الفريق الى اختلال في اعمالهم".

كانت إيلانا رومنو أرملة يوسف رومنو، وهو من قتلى الرياضيين في ميونيخ، في هياج شديد أمس. "نأمل ان تحقق حكومة 2012 في اخفاقات حكومة سنة 1972. ولن نستريح ولن نسكت الى ان تشير الاصبع الى اولئك المسؤولين عن هذه المذبحة الفظيعة والعجز الفظيع"، قالت رومنو التي تُدير منذ عشرات السنين حربا للكشف عن معلومات كالتي كُشف عنها. وقالت ان المعلومة الوحيدة التي كُشف عنها ولم تكن العائلات تعرفها قبل ذلك تتعلق برفض اللجنة الاولمبية وقف الالعاب. "هذا يثير الغضب والعصبية ويمس بنا. فقد قُتل 11 رياضيا بلا ذنب أرادوا فقط ان يلعبوا بروح رياضية وحب وأخوة. وكل هذا لم يكن هناك".

وتطرقت إيلانا رومنو ايضا الى الصلة بين المانيا والمخربين: "عرفنا أنه تم عقد صفقات بين المخربين والمانيا وهذا تناقض منطقي. فبدل القضاء على الارهاب منحوهم الدعم. وإن العمل الارهابي "الناجح" لأسفنا الشديد قد جاء بالارهاب العالمي – وهذه هي المأساة الكبرى".