خبر حاذروا الحقائق- معاريف

الساعة 08:05 ص|30 أغسطس 2012

 

بقلم: عوفر شيلح

يمكن أن نفهم غضب زمير. صعب جدا على المرء ان يكون هناك، في المكان نفسه، ليرى بام عينيه كيف أدى الاهمال والجهل الى مقتل الرهائن.

بعد سبع سنوات من ذلك كان أبناء ورديتي في دورة رادار للمظليين شهدوا مقتل الطفلة عينات هيرن على شاطيء البحر في نهاريا على يد سمير قنطار ومخربين آخرين. أنا، الذي التقيتهم بعد ذلك، أذكر جيدا الغضب والاحباط الرهيبين، اللذين لا بد أنهم يحملونهما حتى اليوم. وكان صعبا بقدر لا يقل، كما أفترض، تجربة انغلاق الحس والاعتداد بالنفس اللذين أظهرهما الالمان وأعضاء اللجنة الأولمبية بعد ذلك، حين قرروا بنزعة السيد استمرار الالعاب، وكأن ثمة قيمة في الفكرة الاولمبية في المكان الذي يقتل فيه رياضيون. إضافة الى ذلك يخيل لي أنه يجب تقسيم الأمور الى قسمين: الجهل من جهة، وانغلاق الحس من الجهة الاخرى.

في 1972 لم يكن لأي دولة في العالم، ولا حتى لاسرائيل، عقيدة منظمة ومسنودة لقدرة التصدي لمثل هذا الوضع. قبل نصف سنة من المذبحة في ميونخ اختطفت طائرة "سابينا" الى اسرائيل. من يعرف تفاصيل عملية الوحدة العسكرية الخاصة "سييرت متكال" يعرف بانه كانت فيها جسارة وأصالة، ولكن الوحدة لم تكن مدربة أو مسلحة لمثل هذا النوع من العمليات.

"هذه كانت المرة الاولى التي أمسكت فيها بمسدس"، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي كان في حينه ضابطا في الوحدة، عند استعادة ذكرى العملية بتحرير موشيه زوندر. وقد اصيب نتنياهو في أثناء الانقاذ بنار قواتنا، التي أصابت المسافرين ايضا. عمليا، الوحيد الذي أظهر مهنية حقيقية كان مردخاي رحميم، رجل الأمن في ال عال، والذي أوقف وحده العملية في طائرة الشركة في زيورخ في 1969.

بعد ثلاث سنوات على ميونخ هاجمت الوحدة بشجاعة، ولكن بدون نظام، المدرسة في معلوت. كان لها في حينه قناصة، ولكن السلاح الذي كان في أيدي معظم المقاتلين (بنادق كلاشينكوف، قنابل زرحان اليدوية) لم تكن مناسبة لعملية انقاذ. ومع أن عمليات المساومة أصبحت خطرا معروفا، لم يكن لقادة الوحدة ومقاتليها أي تدريبات مرتبة ومعروفة لمثل هذا الوضع، من النوع الذي استخدم بعد خمس سنوات من ذلك في مسغاف عام.  فتح النار لم يكن منسقا، والقناصة لم يصفوا اهدافهم، القوة اخطأت في طابق عند الركض داخل المبنى. 18 تلميذا قضوا نحبهم.

هذا لا ينقص شيئا من الشجاعة التي ابداها المقاتلون في وضع تقل أمثاله صعوبة: الدخول في الغرفة التي يوجد فيها مخرب يعرف أنه سيموت، وفي محيطه رهائن محظور المس بهم. ولكن المهنية لم تكن هناك. "كان بوسعي أن استخدم جنود جولاني"، قال قائد المنطقة الشمالية رفائيل ايتان لمقاتلي الوحدة المحبطين في نهاية التحقيق.

هذه الامور لا تكتب كي ترفع المسؤولية عن الالمان. كما أنها لا تسهل في شيء عن القسم الاخر الذي أثار في زمير مثل هذا الغضب، ويثير الحفيظة اليوم ايضا: انغلاق الحس اللامبالي للسلطات الالمانية، منظمي الالعاب الاولمبية في ميونخ واللجنة الاولمبية الدولية، الذين اختاروا استمرار الالعاب. حتى رياضيين من دول اخرى، رياضيو الولايات المتحدة مثلا، شعروا بان لا معنى من الاستمرار. ولكن آفري برندج، رئيس اللجنة الاولمبية الدولية (والذي كرئيس اللجنة الاولمبية الامريكية عارض مقاطعة الالعاب الاولمبية في برلين هتلر)، لم يكن يهمه. هذا القرار هو حتى اليوم وصمة سوداء على جبين اللجنة الاولمبية والالعاب بشكل عام.

ولكن من المهم أن نتذكر: ليس كل فشل هو دليل على عدم المبالاة، وليس في كل مكان كنا سنفعل هذا بشكل افضل. المشاعر التي تنشأ عن قراءة الوثائق، مهما كانت مفهومة، لا تغير هذه الحقيقة.