خبر هنية:ملف المصالحة فى الثلاجة بعد الضغوط الامريكية على السلطة

الساعة 06:20 ص|30 أغسطس 2012

الوطن

رغم مشاغله الكثيرة والأثقال التى يحملها على كاهله تجاه شعب ذاق مرارة الحصار والقتل والاعتقال، فإنه رحب بنا واستقبلنا فى مبنى مجلس الوزراء فى قطاع غزة وقال إن المصريين شعب عظيم وأصيل يكفى أنهم قدموا 100 ألف شهيد فى حروبهم مع العدو الإسرائيلى من أجل تحرير فلسطين.

ملفات كثيرة وشائكة حملتها أسئلتنا لرئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية، حول حقيقة تورط عناصر من قطاع غزة فى هجوم رفح، والتنسيق بين السلطات الأمنية فى القطاع ومصر، وملف الأنفاق والمصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، وعلاقة حركة حماس بالسلطات المصرية بعد اعتلاء الدكتور محمد مرسى كرسى الرئاسة.

هنية قال فى حواره لـ«الوطن» إن الخير قادم إلى غزة بعد انتفاض الشعب المصرى على الظلم، وإنه لاينسى الهتافات التى رددها الثوار المصريون بعد نجاح الثورة بأن الشعب يريد تحرير فلسطين، خاصة بعد اتفاقية كامب ديفيد التى قال عنها إنها حيّدت دولة كبيرة مثل مصر بإخراجها من الصراع، ونكبت أمة حيث جعلت مصر تتخلى عن دورها القيادى فى المنطقة وهو ما ترتب عليه احتلال دول عربية وتقسيم دول أخرى.

* ما رؤيتك للأحداث الأخيرة التى وقعت فى رفح وراح ضحيتها 16 جنديا مصريا؟

- بداية نكرر تعازينا لمصر قيادة وشعباً وجيشاً، لهؤلاء الشهداء الأبرار، وأسال الله عز وجل أن يسكنهم الفردوس الأعلى ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، ونؤكد على موقفنا المستنكر والمندد لهذه الجريمة التى وقعت فى شهر رمضان المبارك، فالشعب الفلسطينى آلمه ما حدث فى رفح، خاصة أن هذه الجريمة هزت المشاعر والعواطف لدرجة جعلت غزة تلتف بالحزن الشديد وخرج الأهالى معبرين عن حزنهم من خلال بيت العزاء الذى استقبل المعزين من كافة القوى الوطنية والإسلامية، إضافة إلى صلاة الغائب التى تلت صلاتى العشاء والتراويح وكنت موجودا فيها بشكل شخصى، أما على مستوى القيادة السياسية فى غزة، فعقدنا اجتماعا طارئا لمجلس الوزراء، وكذلك اجتماعا لمجلس الأمن الأعلى للاتفاق على إجراءات أمنية لقطع الطريق على أى تطورات لهذه الجريمة على العلاقات بين البلدين، كما أجرينا العديد من الاتصالات مع كافة المستويات بداية من الدكتور محمد مرسى ورئيس وزرائه الدكتور هشام قنديل، ووزير دفاعه الفريق السيسى، إضافة إلى لقائنا قوى وطنية مصرية أمثال مرشحى الرئاسة السابقين حمدين صباحى وعمرو موسى والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح بهدف نقل موقفنا وتعاطفنا والاستعداد للعمل الأمنى المشترك لوضع حد لهذه الجرائم التى تقع فى رفح المصرية وشمال سيناء، خاصة أن غزة تعيش فى الغلاف الجغرافى للأمن القومى المصرى.

* ما ردك على الاتهامات التى وجهت لقطاع غزة بالتورط فى أحداث رفح؟

- للأسف الشديد الإعلام الذى أشار بأصابع الاتهام إلينا هو امتداد للغة الإعلام والخطاب فى عهد النظام السابق الذى يريد أن يجعل غزة مرمى للسهام والتنكيل بها وإظهارها بمصدر الشر لمصر، ونحن نقول بكل اطمئنان غزة لا يمكن أن تكون إلا مصدر استقرار وأمن لمصر وحدودها، ولن تسمح بالإضرار بالأمن القومى المصرى وأن تستخدم أراضينا لتنفيذ أى عملية ضد الإخوة فى مصر، فهذا الأمر خط أحمر كما أنه لم يثبت حتى الآن تورط أى فلسطينى فى تلك الجريمة الغادرة.

وبالمناسبة فنحن لم نتسلم أى أسماء من المخابرات المصرية أو الجهات الرسمية بأشخاص لها علاقة بتورط فلسطينيين من القطاع فى هذه الأحداث وكل ذلك يدلل على أن غزة ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بموضوع رفح، وهى بريئة براءة الذئب من دم يوسف، وفى الوقت نفسه إذا ثبت خلال الفترة المقبلة تورط أى فلسطينى أو تسلل أفراد هاربين من وجه العدالة إلى رفح ونفذوا هذه الجريمة فسوف نوقع عليهم أقصى عقوبات القانون المصرى الرادع.

* لكن بعض الجهات الأمنية المصرية صرحت بتورط أشخاص ينتمون إلى جماعة جيش الإسلام فى أحداث رفح وأنها سلمت لكم قائمة بأسمائهم؟

- هذا الكلام غير صحيح لم نتسلم أسماء بهذا الشأن، هناك بعض الأسماء التى ترددت قبل وقوع هذه الجريمة وهم شباب لهم علاقات ببعض الأشخاص فى رفح وأجرينا تحريا أمنيا دقيقا عليهم وتأكدنا أنه لا توجد علاقة لأى فرد منهم بهذه الأحداث.

* ألم تلحظ الجهات الأمنية فى القطاع أى تحركات غريبة قبل الحادث، خاصة أن إسرائيل أجلت رعاياها من سيناء قبل الحادث بيومين؟

- إسرائيل تلعب لعبة قذرة فى الموضوع الأمنى، وتتحرك بما يحقق لها أهدافها السياسية والأمنية فى وقت واحد، فقبل أحداث رفح أخطرت رعاياها بضرورة الرحيل من سيناء وأيضا طلبت من شركات السياحة الإسرائيلية بألا تقل رحلات سياحية إلى سيناء واتخذت إجراءات أمنية فى محيط معبر كرم أبوسالم، وهناك جانب آخر يجب أن يضعه المصريون فى اعتبارهم عند تناولهم الأحداث، وهو أن الإسرائيليين عندما يرسلون معلومات أو أخبارا أو أسماء لها علاقة أو نشاط أو نية لإجراء عمليات فى سيناء تكون هذه الأسماء فى الغالب من غزة، فإسرائيل لا تسلم مصر أى اسم موجود فى سيناء أو رفح، مثلاُ فهى تعرف إذا كان هناك من يخطط لأى عمليات فى سيناء وإن كان لديها معلومات فهى لا تعطى مصر أى معلومات تتعلق بالأراضى المصرية، تريد أن تحتفظ بها لنفسها ولكن تعطيها أسماء وهمية فى غزة حتى تضر بالعلاقات بين غزة ومصر وأن يكون لها مبرر لاغتيال هؤلاء الشباب فى غزة، وهذا حدث قبل وقوع هجوم رفح عندما اتصلت بنا المخابرات المصرية تطلب منا تسليم اسمين فى غزة بعدها قصف الطيران الإسرائيلى القطاع فى صباح اليوم التالى.

السؤال إذا كانت إسرائيل حريصة على أمن مصر ولا تريد أن تقع بها أعمال من هذا النوع فى سيناء فلماذا لاتسلم المخابرات المصرية هذه المعلومات أو على الأقل تقدم لها كشفاً بأسماء الأشخاص الموجودين فى سيناء ممن لهم علاقة بهذا الحادث، لذلك أدعو إخواننا فى مصر أن يتوخوا الحذر فى التعامل مع الأخبار الإسرائيلية وفى كل ماينشره الإسرائيليون لأن إسرائيل لاتريد الخير لا لمصر ولا فلسطين ولا العالم العربى.

* إسرائيل استغلت أحداث رفح وبدأت تلمح إلى أن الأنفاق كان لها دور كبير فى تنفيذ أحداث رفح، فما تعليقك؟

- الأنفاق هى شريان الحياة فى غزة، خاصة فى ظل غلق المعابر والحصار المستمر للقطاع براً وبحراً وجواً لدرجة جعلتنا نفقد أبسط مكونات الحياة، وبدأنا فى استخدام السيارات التى كان تسير باستخدام الزيت النباتى «زيوت الطعام»، البيوت خالية من الصحون والزجاج نتيجة الحصار لذلك لم يكن لدينا خيار سوى الأنفاق لكى يحصل الشعب على لقمة العيش والكساء والأدوية، فالأنفاق ظروف استثنائية لجأ إليها الشعب الفلسطينى، فلو كان النظام السابق فتح معبر رفح أمام الأفراد والحركة التجارية، لما كانت هناك حاجة للأنفاق، الأنفاق موجودة للغذاء والكساء والدواء ومواد البناء.

لذلك أقولها للمرة الثانية إذا فتحت المعابر بشكل طبيعى كأفراد وتجارة وإذا أقمنا منطقة التجارة الحرة بين الحدود المصرية الفلسطينية فبالتأكيد لن يكون لنا أى مبرر لاستخدام الأنفاق، وسوف يغلقها الجانب الفلسطينى فنحن نريد أن تأتينا الأشياء من فوق الأرض وليس من تحت الأرض، اليوم نأتى بالأشياء من تحت الأرض لأن فوق الأرض مغلق.

* إذن كيف تضمن ألا تستخدم هذه الأنفاق فى تجارة الأشياء أو الأعمال غير المشروعة؟

- نحن كحكومة غزة لدينا رقابة أمنية مشددة على تلك الأنفاق ونحن نتابعها ولا نسمح إطلاقا بأن تكون هذه الأنفاق منفذا لعناصر تضر بالأمن المصرى وكذلك بالأمن الفلسطينى لأن العناصر التى تفكر أن تعمل فى مصر يمكنها أن تعمل فى فلسطين فمن باب المصلحة المشتركة والأمن الذاتى الفلسطينى وعدم الإضرار بالمصالح العليا للشعب الفلسطينى توجد هذه الرقابة المشددة.

* ما أشكال الرقابة الأمنية المشددة التى تتحدث عنها؟

- هناك هيئة تسمى هيئة الحدود وتشكل من معظم الأجهزة الأمنية، من الشرطة، والأمن الداخلى، وأمن الجمارك تعمل على مدار الساعة ولديها مقرات رئيسية وأفراد وأذرع مراقبة على هذه الجهود ونحن نجتهد بما استطعنا من جهد وطاقة لضبط حركة الأنفاق.

* وماذا عن الإجراءات المتبعة فى حالة ضبط نفق يتاجر أو يعمل فى أشياء غير شرعية؟

- نغلق هذه الأنفاق فوراً، ونحن بالمناسبة أغلقنا بعد حادث رفح عددا من الأنفاق التى لم تعد ضرورية لحركة نقل المواد الغذائية والبناء والأدوية والكساء خاصة الواقعة شرق المعبر وحتى الجانب الإسرائيلى، خاصة أن هذه الأنفاق ليست خاضعة لرقابة أمنية فلسطينية بقدر ماهى خاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية، أما الأنفاق المستخدمة غرب المعبر فتسيطر عليها الحكومة وأى ممنوعات تضبط يتم التعامل معها.

* فى الفترة الأخيرة تعالت الصيحات من الجانب الفلسطينى بضرورة إنشاء منطقة تجارة حرة بين القطاع ومصر عوضاً عن الأنفاق، فهل طرح هذا المشروع على الرئيس المصري؟

- بالفعل طرحنا المشروع تفصيلياً على مدير المخابرات المصرية السابق اللواء مراد موافى فى زيارات سابقة، كما وضعنا الرئيس مرسى فى صورة هذا الموضوع، وأنا حالياً أسمع تصريحات أخوة مسئولين ووزراء يبدو من خلالها أن هذا المشروع مطروح بقوة على طاولة النقاش المصرى لعدة أسباب، أولاً توفير دعم لقطاع غزة، وثانياً لإنهاء ظاهرة الأنفاق، وثالثاً حماية الأمن القومى المصرى، ورابعاً يعد مصدراً من مصادر التنمية، خاصة لسكان رفح وسيناء الذين يعانون من بطالة ونحن نشجع ذلك وعلى استعداد لتحمل النفقات والمستحقات المطلوبة.

* هل هذا المشروع قدم فقط كفكرة أم وفق دراسة من قبلكم؟

- نحن بالفعل تقدمنا بمشروع مكتوب كامل أعدته وزارة الاقتصاد الفلسطينية وقدمنا إياه لجهاز المخابرات المصرية والقيادات المصرية.

* البعض أعلن تخوفه من إمكانية أن تكون هذه المنطقة الحرة بداية لتخلى القطاع وانفصاله عن الضفة الغربية فكيف ترى هذا التخوف؟

- هذه التخوفات كانت يثيرها النظام المصرى السابق لإبقائه على حصار قطاع غزة ولايسمح بتخفيف المعاناة عن أهله حتى لا يلقى القطاع فى الحجر المصرى، وأنها سوف تقتطع من الأرض الفلسطينية، نحن نريد أن نثبت أن غزة وشعبها جزء لا يتجزأ من شعب فلسطين، غزة ليست كيانا منفصلا عن الأراضى الفلسطينية وقلنا إنه لا دولة فلسطينية فى غزة ولا دولة فلسطينية دون غزة، كما أن الشعب الفلسطينى بطبعه يكره التهجير والاستيطان فى أى مكان غير فلسطين والحديث عن اقتطاع غزة وشعبها ليس له أساس من الصحة، وأكبر مثال على ذلك فى الحرب الأخيرة على القطاع، وستجدين كل العالقين خارج غزة جميعهم عادوا إليه وكان عددهم يقدر بحوالى 6 آلاف و500 فلسطينى أثناء الحرب ولم يخرج من غزة أى مواطن فلسطينى وبالتالى فإن ذلك يعد تكذيباً لأى أحد يزعم بوجود مواطنين فلسطينيين يريدون البقاء فى رفح أو سيناء، مصر للمصريين وغزة للفلسطينيين، لكن فى أى مكان فى العالم فى الدول المجاورة هناك معابر ومنافذ ومناطق حرة لتبادل المصالح والتبادل التجارى وهذا موجود بين مصر وليبيا ومصر والسودان وكذلك مصر وفلسطين.

* إذن بم تفسر تصريحات سلام فياض بمطالبة الجانب المصرى بسرعة غلق الأنفاق حفاظاً على أمنها؟

- سلام فياض والسلطة لا يريدون رفع الحصار عن غزة فهم يريدونها تحت الحصار وهذا للأسف الشديد برهنت عليه كل السنوات السابقة عندما تواطأوا فى الحرب على غزة، حيث قدمت عناصر أمنية تابعة لحركة فتح فى غزة معلومات للعدو عبر الأجهزة الأمنية فى رام الله، والإسرائيليون شكلوا من خلال هذه المعلومات بنكاً أمنياً فى ضرب القطاع، والدليل على أن فتح ما زالت متورطة فى موضوع حصار القطاع ما أكدته لنا مصادر أوروبية خلال زيارتها لنا فى القطاع أن أوروبا وصلت إلى قناعة بضرورة رفع الحصار عن غزة وأن هذه جريمة إنسانية، إلا أن فياض كان يطلب من قيادات أوروبية بألا يتعجلوا فى رفع الحصار عن القطاع وكان يقول لهم انتظروا قليلاً فإن غزة سوف تنهار وإن حكومتها سوف تسقط لذلك فإن تصريحات فياض بمناشدة الحكومة المصرية غلق الأنفاق حفاظاً عن أمنها قادمة من هذا الباب، وكأنه حريص على أمن مصر أكثر من حرصنا نحن عليه.

* أين وصل ملف المصالحة الفلسطينية؟

- ملف المصالحة فى الثلاجة.

* والأسباب؟

- الأمريكان طلبوا من أبومازن 3 أشياء هى، لا مصالحة مع حماس، ولا ذهاب إلى الأمم المتحدة لأخذ عضوية الدولة، وعودة المفاوضات مع إسرائيل، وإلا سيمنعون عنه الأموال ومن ملك قوته يملك قراره، وأبومازن لا يملك ماله فهو يملك مالاً أمريكياً غربياً لذلك فهو ينفذ إرادة الخارج فى موضوع المصالحة إلى جانب وجود عامل فلسطينى داخلى وهو وجود قوة داخل السلطة الفلسطينية، خاصة الأجهزة الأمنية لا تريد مصالحة مع حركة حماس، تريد أن تحافظ على مصالحها، لأن المصالحة تعنى مشاركة حماس لها فى القرار والسلطة والرقابة والمحاسبة.

* أين الجانب المصرى من موضوع المصالحة؟

- مصر بذلت جهدا فى موضوع المصالحة فى الفترة السابقة ونحن وقعنا ورقة مصر، لكن مصر لم تمارس الضغط على الأطراف لتنفيذ هذه الورقة وأملنا فى العهد الجديد وأن تكون هناك أفعال أكثر حيوية والوقوف على حقيقة أسباب تعطيل هذه المصالحة، ومَن الطرف الذى يعرقلها حتى يمكن ضخ دماء جديدة لموضوع المصالحة الفلسطينية.

* فى عهد النظام السابق كان اللواء عمر سليمان مسئولاً عن ملف القضية الفلسطينية فهل هذا الرجل أضاف أم عطل هذا الملف؟

- نحن مع مصر نتعامل على أن هؤلاء رجال دولة وأنهم رجال مرشحون من قبل الدولة لمتابعة الملف الفلسطينى فعلاقتنا تقوم على احترام متبادل ونقاش حر ونحن كفلسطينيين كان لنا معه علاقات رسمية بصفته الوزير المكلف من قبل الدولة لمتابعة الملف ونحن تعاملنا معه بأريحية واستقبلناه فى القطاع أكثر من مرة وهو استقبلنا فى القاهرة ونسأل الله أن يغفر لنا وله.

* خلال لقائك الأخير الدكتور محمد مرسى فى القاهرة ما المطالب التى عرضتها عليه وهل وافق عليها أم لا؟

- تكلمنا فى 3 ملفات أولها الملف السياسى، واستعرضنا تطور الوضع والقضية الفلسطينية على مستوى غزة والضفة وما تتعرض له من تهديدات إسرائيلية وأين موقع القضية الفلسطينية فى ظل ثورات الربيع العربى مستثمرين هذه الثورات التى كانت من أهم مطالبها بعد إسقاط الأنظمة، تحرير فلسطين، ثم تدخلنا فى الإطار السياسى لملف المصالحة الفلسطينية وكيف يمكن أن نعيد الحياة لملف المصالحة ربما برؤية مختلفة لنظام مصرى جديد، أما الملف الثانى فكان عن قضية الحصار والأنفاق والكهرباء وكانت هناك قرارات أبلغنا بها وهى فتح معبر رفح لمدة 12 ساعة، والسماح بمرور 1500 مواطن يومياً، كل فلسطينى يدخل إلى مصر يمنح إقامة 72 ساعة أى بمعنى رفض الترحيل من رفح إلى المطار والعكس، وتكلمنا عن موضوع الكهرباء وكان هناك قرار بتمرير 450 ألف لتر يوميا من الوقود القطرى تصل إلى غزة عن طريق مصر لتشغيل محطات الكهرباء إضافة إلى رفع كفاءة الجهد المصرى فى خط الكهرباء القادم من رفح المصرية إلى رفح الفلسطينية من 22 ميجا وات إلى 30 ميجا وات وإمكانية إنشاء محول فى محطة الوحش بمنطقة الشيخ زويد، إضافة إلى ربط غزة بالخط الثمانى العربى فيما يتعلق بالكهرباء وتسيير خط غاز مصرى إلى قطاع غزة، أما الجانب الثالث فكان الجانب الأمنى وأكدنا أننا لدينا جاهزية واستعداد للتعاون الأمنى من أجل حماية الأمن الفلسطينى المصرى المشترك وبالفعل نحن وجدنا رئيساً مؤمنا بربه وأمته المصرية ومؤمناً بقضية فلسطين باعتبارها قضية تحرير لكل الأمة، رئيساً مؤمناً بتراث وتاريخ وثقافة هذه الأمة، يعرف ماذا يريد ودور مصر المفقود كيف يمكن أن يعاد كدولة قائدة رائدة فى المنطقة العربية والإسلامية، وجدنا رئيساً ودوداً لمسنا فيه تواضعاً جماً، رئيسا يعبر عن الشعب المصرى الأصيل وعن ثورته.

* هل هذه الوعود كان لها إطار زمنى؟

- القرارات كان من المفترض أن تنفذ فوراً، لكن أحداث سيناء عرقلت تطبيقها نتيجة الانتشار الأمنى، واليوم أبلغنا بفتح المعبر على مدار الأسبوع وسوف نتابع مع الجانب المصرى تنفيذ هذه الوعود، أما الوقود القطرى فحتى لحظة إجراء الحوار لم يصلنا نتيجة الإجراءات الأمنية الموجودة فى سيناء والحكومة وعدتنا بالتنفيذ مباشرة.

* إسماعيل هنية فى 2006 كان يجلس على الرصيف أمام معبر رفح بعدما مُنع من دخول الأراضى المصرية، وفى 2012 دخل مصر واستقبل فى قصر الرئاسة بل وألقى خطبة فى المسجد الأزهر الشريف، كيف ترى هذا التناقض؟

- الكلمة هى مصر الجديدة، كل الجمهورية أصبحت مصر الجديدة بعد الثورة فى سياستها ونظامها الرئاسى وتحديد علاقاتها مع الجوار، مصر القديمة جلسنا فيها على الرصيف، مصر الجديدة اعتلينا فيها منبر الأزهر، مصر القديمة لم يستقبلنا أى رئيس، مصر الجديدة استقبلنا الرئيس فى قصر الاتحادية وأنا أتكلم عن مصر القديمة باعتبارها النظام السابق وليس شعب مصر فالشعب المصرى، هو شعب عظيم الذى قدم 100 ألف شهيد من أبنائه من أجل القضية الفلسطينية خلال حروب مصر مع إسرائيل، فالشعب المصرى لم يتورط فى حصار غزة وإغلاق المعبر وإعطاء غطاء للحرب على إسرائيل، الشعب المصرى كان يبكى دما أثناء الحرب على غزة لكن حينما آن الأوان وانطلقت الثورة المصرية أعتقد أن جزءا من الغضب الكامن فى النفس المصرية كان له علاقة بما يحدث فى فلسطين وكيف كان النظام متواطئاً ولم يحرك ساكناً تجاه الشعب الفلسطينى، لذلك نحن أملنا كبير فى مصر اليوم، أملنا كان دائماً كبيرا فى مصر، أما اليوم فهو أكبر ونحن نستشعر بوجود خير قادم على فلسطين وعلى الشعوب العربية لأن كامب ديفيد كانت تحييد دولة ونكبة أمة، تحيّد دولة مصر بإخراجها من الصراع ونكبة أمة لأنها أصبحت بلا قيادة، فتغول العدو عليها فقصف المفاعل النووى العراقى، واجتاح لبنان، وطرد كل منظمات الثورة الفلسطنية، ودخلت أمريكا على خط المنطقة واحتلت العراق، والعراق تقاتل دولة عربية، والسودان تنقسم إلى دولتين، كل هذا جاء بعد اتفاقية كامب ديفيد، أما اليوم فمصر كشعب وقيادة يمكن أن تبدأ بترتيب أوراق المنطقة وإعادة الاعتبار ووضع القضية الفلسطينية على رأس اهتمامات الأمة، نقول انتظروا فإن الخير قادم من مصر.

* من وجهة نظرك لماذا كان يتعمد النظام السابق التضييق والحصار على قطاع غزة؟

- أولا لأنهم وجدوا حكومة فى غزة لا تتماشى والسياسة الاستراتيجية فى مصر والقائمة على التسوية والمفاوضات والعمل مع الإسرائيليين وثانياً كانوا يعتقدون أن حكومتنا هى امتداد للإخوان المسلمين وبالتالى فهناك عداء تجاه الحكومة الإسلامية ولا يريد لها نجاح تجربتها حتى لاتتأثر بها المنطقة، ثالثاً لا أعرف هل كان هناك عداء تجاه فلسطين وللمرة الثانية أقولها إن هذا الأمر كان متعلقا بالنظام وليس الشعب، وعندما كنت فى مؤتمر فى قطر وقف أحد الشباب المصرى وقال نحن كنا 10 آلاف شهيد كنا مسجلين من أجل حماية الثورة وميدان التحرير استشهد منا حوالى الألف وبقى 9 آلاف وهؤلاء وغيرهم على استعداد للتضحية بدمائهم من أجل تحرير فلسطين وقال يا أبا العبد أنتم فى فلسطين يكفيكم ماقدمتوه، قدمتم دماء كثيرة والدور علينا كمصريين.. فهذا هو الشعب المصرى.

- صحيفة الوطن