تقرير تصريحات عباس حول وجود « إسرائيل » تحظى باستنكار واسع

الساعة 06:16 م|29 أغسطس 2012

غزة- (خاص)

حظيت تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الأخيرة خلال لقاء أجراه بمقر الرئاسة في رام الله يوم الاثنين الماضي، وفدا من رجال الدين اليهود برئاسة الحاخام "ميخائيل مالكيئور"، والحاخام "ميناحيم ثرومان" إضافة إلى ابنة الحاخام "عوفاديا يوسف"، والتي قال فيها:" إن "إسرائيل" وجدت من أجل أن تبقى دولة لها كيانها وليس لأن تزول". حظيت باستنكار واسع من قبل الفصائل الفلسطينية والحكومة الفلسطينية في قطاع غزة برئاسة إسماعيل هنية.

الجهاد: الكيان باطل ولن يدوم

قال داود شهاب المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين:" لا يملك أحداً أن يسقط حقنا في كل شبر من أرضنا ووطننا فلسطين فضلاً عن أن يسقطه تصريح، في إشارة إلى تصريح رئيس السلطة الفلسطينية "إسرائيل وجدت لتبقى لا لأن تزول".

وأضاف شهاب في تصريح خاص لـ "فلسطين اليوم"، إن "إسرائيل" كيان استيطاني قام على طرد وتقتيل شعبنا، واغتصب أرضنا التي لا يملك فيها حقاً. مؤكداً في الوقت ذاته أن وجود الكيان الصهيوني على أرض فلسطين باطل ولن يدوم ولن يسمح له بالاستقرار. مشدداً على أن الاحتلال باطل والباطل ليس له بقاء.

الشعبية: تصريح خاطئ

وفي السياق ذاته استهجنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تصريحات الرئيس عباس"، مؤكدة انها تصريحات خاطئة وفى وقت وسياسة خاطئة يصر على الاستمرار بها.

وأوضح عضو المكتب السياسي للجبهة د. رباح مهنا في تصريح خاص لــ" فلسطين اليوم" أن سياسة "أبو مازن" خاطئة في إعطاء الكيان الصهيوني كل هذا المجال، داعيا في الوقت ذاته للعودة إلى برنامج الوفاق الوطني الذي ينص على حماية القضية الفلسطينية والعودة للكفاح بكل أشكالها حتى نستعيد قوتنا وأرضنا ومقدساتنا.

وعبر عن قلقه في أن تكون تصريحات "عباس" هي خطوة للعودة للمفاوضات الذي كان الكيان يدعو لها، في ظل رفض المجلس المركزي والشعب بأكمله هذه الخطوة.

كما عبر عن خشيته من استمرار مشروع المفاوضات العبثية الذي لا يزال "أبومازن" متمسك به، داعيا إلى ترك هذا الملف العبثي واللجوء إلى عودة اللحمة لشطري الوطن وإنهاء الانقسام بكافة أشكاله والمضي قدما من اجل تحرير فلسطين.

حماس: تصريحات عباس خارجة عن السياق الوطني

من جهته أكد الدكتور سامي أبو زهري، المتحدث باسم حركة "حماس" أن تصريحات عباس، خارجة عن السياق الوطني. وقال أبو زهري في تصريح مكتوب وصل "فلسطين اليوم" نسخة عنه: إن تصريحات عباس تعكس حالة الانسجام بينه وبين الاحتلال.

وأضاف: إن تصريحات عباس، شكلت صدمة لمشاعر الشعب الفلسطيني؛ لأننا كنا نندد بمثل هذه التصريحات عندما تصدر من أي مسئول "إسرائيلي"، فكيف إذا صدرت من شخص ينتسب للشعب الفلسطيني. ودعا عباس إلى الاعتذار عن هذه التصريحات التي شكلت إساءة للشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية والتاريخ النضالي الفلسطيني.

وشدد على أن هذه التصريحات تجعلنا نؤكد أن عباس وهو يشارك في قمة طهران (قمة دول عدم الانحياز) منقوص الشرعية بحكم انتهاء شرعيته القانونية وبحكم عدم تطبيق اتفاق المصالحة الوطنية، وبالتالي عدم وجود توافق على استمراره في رئاسة السلطة.

حكومة هنية تطالب عباس بالاعتذار للشعب

بدورها دعت حكومة غزة برئاسة اسماعيل هنية رئيس السلطة محمود عباس إلى الاعتذار للشعب بعد التصريحات التي أدلى بها حول تصريحه بان "إسرائيل وجدت لتبقى".

واستنكرت الحكومة في بيان لها عقب لقائها الأسبوعي تصريحات الرئيس عباس حول بقاء المؤسسة الإسرائيلية وقوله: "إسرائيل وجدت لتبقى"، ودعته إلى الاعتذار للشعب الفلسطيني عن هذا الموقف الذي مس مشاعر كل فلسطيني حر.

وقالت: "نستغرب أن يصدر هذا التصريح عن إنسان فلسطيني فضلاً عن مسؤول في حركة "فتح" ومنظمة التحرير بشكل يشير إلى مدى الانهيار السياسي الذي وصلت إليه قيادة منظمة التحرير الفلسطينية".

ويأتي تصريح عباس في الوقت الذي يطالب فيه الكل الفلسطيني باستعادة الأراضي المحتلة من الكيان الصهيوني التي اغتصبها منذ عام 1948 وهَّجر الشعب الفلسطيني إلى بقاع الأرض وقتل منه الآلاف وشرد عشرات الآلاف.