تقرير هل ستنقذ اقتراحات إيران « القضية الفلسطينية » دولياً؟

الساعة 09:27 ص|29 أغسطس 2012

غزة (خـاص)

خرجت الجلسة الخاصة بلجنة فلسطين على هامش قمة عدم الانحياز المنعقدة بإيران، باقتراح تضمن تشكيل لجنة تضم الفصائل الفلسطينية ومجموعة عمل لفلسطين بنيويورك، بهدف متابعة القضايا المرتبطة بفلسطين بشكل أكثر جدية.

وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، الذي أكد أن الجلسة الخاصة بلجنة فلسطين التي عقدت أمس على هامش الاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز في طهران، جاءت بنتائج جيدة للغاية، حيث قُدمت خلال الجلسة اقتراحات لدعم الشعب الفلسطيني وأن المجموعة المذكورة ستبحث في نيويورك سبل تنفيذ هذه الاقتراحات بشكل عملي.

إيران تعني ما تقول

البروفيسور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح، وصف هذا الاقتراح بالجيد الذي يخدم القضية الفلسطينية، خاصةً أن أصحاب القضية باتوا لا يخدمونها، ومن المهم أن يقف أحدهم مع فلسطين ويجعل مها قضية يومية في الأمم المتحدة.

أما كون الاقتراح يخرج من دولة مثل إيران، فقال الدكتور قاسم لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية":"كون الاقتراح يخرج من إيران فهو له وزن وثقل كبير، حيث أن إيران تعني ما تقول، وتعمل ولا ترفع مجرد شعارات.

وعن مدى استفادة الفلسطينيين من هذه الاقتراحات، عقب قاسم:" الفلسطينيون لن يستفيدوا طالما كانت هناك اتفاقيات أوسلو ومفاوضات، ولقاءات رئيس السلطة محمود عباس باليهود، لكن حماس وفصائل المقاومة ممكن أن يستفيدوا".

تقارب فلسطيني

الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أوضح أن الاقتراح الذي أعلنت عنه إيران يعكس قناعتها بضرورة العمل الدبلوماسي وأهميته في الوقت الحالي، ويهدف لإحداث تقارب بين بعض الجهات السياسية الفلسطينية.

وأضاف عطا الله، أن الاقتراح يأتي في وقت تمر فيه القضية الفلسطينية في حالة انقسام وتشتت، لتؤكد إيران باقتراحها أنه لا يمكن أن يحدث تقدم على صعيد القضية الفلسطينية دون أن تعملوا يداً واحدةً، وهي بذلك تخرج من إطار وعباءة دعم طرف واحد وتصرف دولة ترى من منظار واحد.

وأشار عطا الله، إلى أن الاقتراح مهم بقدر ما يمكن أن يحصل على متابعة من كل الفصائل الفلسطينية، ومن المهم ألا يقتصر فقط على فصيل واحد، بل بحاجة لعمل كافة الفصائل.   

مهام المجموعة

وحسب صالحي فأن المجموعة ستدرس أيضا سبل إيجاد الوحدة بين المجموعات الفلسطينية واستخدام وسائل الإعلام وكذلك سبل مساعدة الشعب الفلسطيني بشكل عملي وكيفية مقاطعة السلع الإسرائيلية لان بعض الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز لها علاقات مع الكيان الإسرائيلي.

وأكد الوزير صالحي أن القضية الفلسطينية تمثل اليوم ابرز مشكلة على الساحة الإقليمية والدولية، وقال، أن هذه المشكلة مستمرة منذ أكثر من ستين عاما بسبب سياسة الكيل بمكيالين التي تتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بينما تشرعن الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين.

وأشاد صالحي بتشكيل لجنة فلسطين في حركة عدم الانحياز برئاسة مصر وقال: أن هذه الحركة كتجمع دولي يمتلك إمكانات كبيرة على الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية ويضم دولا عريقة، بإمكانه أن يلعب دورا هاما ويخطو خطوات كبيرة على طريق استعادة حقوق الشعب الفلسطيني.

وأشار صالحي إلى أن القدس الموحدة هي العاصمة الأبدية للفلسطينيين 'وهذا حق ثابت لا يقبل التغيير، ومن هنا فان استمرار احتلالها من قبل الصهاينة وسياسة التهويد المتبعة لتغيير معالمها كل ذلك يتعارض مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة' .

وأوضح صالحي انه بالإمكان تحرير كامل التراب الفلسطيني وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وتقرير المصير لفلسطين من قبل سكانها الأصليين؛ مسلمين ومسيحيين ويهودا؛ في استفتاء شعبي حر يشارك فيه الجميع.

وأكد مشروعية مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال الصهيوني، معتبرا ان رفض الاحتلال حق مشروع لكل الشعوب.

وأضاف، أن الشعب الفلسطيني حقق من خلال تمسكه بالمقاومة انتصارات مدهشة على مدى أكثر من خمسين عاما من الاحتلال والعدوان وأنتج تجارب ثمينة طوال تاريخه تمثلت بالمقاومة الأسطورية للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وكسر حصار غزة ومواجهة الجرائم والاعتداءات الصهيونية المستمرة.