خبر على مذبح رهان نتنياهو- هآرتس

الساعة 08:07 ص|29 أغسطس 2012

بقلم: سيفي راخلفسكي

        (المضمون: يحاول نتنياهو ان يحرج الادارة الامريكية ويعمل على اسقاط اوباما فيجب عليه ان يدفع ثمن ذلك هو لا اسرائيل وشعبها - المصدر).

        تكمن وراء كل ذلك خدعة كبيرة. زعم اهود باراك انه اذا عملت اسرائيل الآن في مضادة ارادة الولايات المتحدة فان مجلس النواب الامريكي سيفضل اسرائيل على ايران. ويزعم مايكل أورن، سفير بنيامين نتنياهو، ان الشعب الامريكي ومجلس النواب الامريكي سيؤيدان اسرائيل في حرب ايران الآن. وهذه خدعة. ففي الهجوم المحدود على المفاعل في العراق، وفي حرب لبنان الاولى – وقد نفذهما نظام يميني اسرائيلي وصف بالاعتدال بفضل اتفاق السلام مع مصر – كان يجب على اسرائيل ان تعارض ادارة يمينية امريكية خطواتها معارضة ضئيلة فقط. ولم تكن محتاجة احتياجا وجوديا الى عمل تُتمه (الادارة).

        ان نظام نتنياهو الاستيطاني يضلل على عمد أو خطأ ويجعلنا نظن ان منع التدخل في غير مصلحة اسرائيل في ثمانينيات القرن الماضي أو في مواجهة المستوطنات اليوم، يشبه بشيء ما جر الولايات المتحدة والغرب الى عملية فعالة من اجل اسرائيل المعزولة. ان حقيقة ان الاسد يمنع الى الآن تدخلا غربيا عسكريا في مواجهته لا يعني ان الغرب سيهب لمساعدته. ان اسرائيل نتنياهو ليست مُقصاة كالاسد لكن تعلقها بعمل تُتمه امريكا في مواجهة ايران تعلق وجودي.

        ان الحديث عن اخفاق يسعى في ضعضعة أسس الأمن. فحينما تكون اسرائيل أكثر احتياجا من كل شيء الى حلف وثيق مع الادارة الامريكية يفعل نتنياهو كل شيء لضعضعته. ان جذر المشكلة مزدوج وهو سياسة يراها الغرب متطرفة، ومحاولة لم يسبق لها مثيل للتدخل في السياسة الامريكية. لو أننا سمعنا بدولة يبيح رئيسها لنفسه ان يُرى انه يحاول علنا اسقاط رئيس دولة من الدول العظمى لما صدقنا. وحينما يكون رئيس الدولة الصغيرة هو رئيس مرعية تستمد من القوة العظمى ماليا وعسكريا وسياسيا، تتحول الدهشة الى تزعزع. وحقيقة ان هذا يجري والدولة الصغيرة متعلقة بمساعدة القوة العظمى في مشروع عسكري لا تستطيع ان تنهيه وحدها، هي من أكثر الاشياء دحوضا في التاريخ.

        لاسرائيل مصلحة وجودية في ان تنتظر الى الربيع بقرار هل تهاجم ايران. وهذا هو سبب معارضة جميع قادة جهاز الامن الهجوم الآن. تستطيع اسرائيل ان تحرز تأخير المشروع الايراني سنة ولهذا فانها متعلقة بمتابعة امريكية، ويمكن ان تؤثر العقوبات حتى الربيع وإلا فربما تعمل الولايات المتحدة. وقد يسقط نظام الاسد حتى الربيع وتتغير خريطة التهديدات الاستراتيجية لمصلحتنا تغيرا حادا. وقد يحل رومني محل اوباما حتى الربيع – عند غير المتحمس لاوباما. والشيء الأهم ان اسرائيل ستحصل حتى الربيع على شرعية العمل، الشرعية التي هي حاسمة من ناحية وجودية.

        بيد ان نتنياهو مصلحته الشخصية تضاد مصلحة اسرائيل. وفي الولايات المتحدة تُرى ارادة نتنياهو ان يهاجم الآن جزءا من محاولته اسقاط اوباما. والخشية هي من محاولة جر امريكا بخلاف ارادتها الى الحرب، ومن محاولة رفع اسعار النفط لاسقاط اوباما بسبب الاقتصاد. وكذلك تُرى محاولة ان يُبتز اوباما التزاما معلنا آخر لوقف ايران – وهو ينوي ان يقدمه – محاولة لاذلاله سياسيا من اجل تبديله وهذا أمر يجعل بذل الالتزام صعبا.

        يُبين نتنياهو في أحاديث خاصة انه لا يرى أفقا بعد السادس من تشرين الثاني. واذا فاز اوباما فسينتقم منه لمحاولته المعلنة ان يُسقطه وسيمنعه عن عملية في ايران. ولهذا يجب عليه ان يهاجم الآن – وهناك من يقولون ان ذلك يجب ان يكون زمن المؤتمر الديمقراطي حقا – في اسوأ توقيت لاسرائيل. فهذا هو ثمن صورته باعتباره عضوا من الثلاثة شلدون ورومني ونتنياهو.

        هذا من اسوأ ما في نقض الثقة. ويجب على نتنياهو ان يتحمل ثمن رهانه لا على اسرائيل. ويجب عليه ان ينتظر الى الانتخابات. فاذا فشل رهانه وانتُخب اوباما فانه يستطيع الاستقالة. ولن يُضحى بجنود ومواطني اسرائيل على مذبح رهان نتنياهو.