تقرير محرر يُفاجئ بطفلته ويروى عذابات الزيارة في السجون الصهيونية

الساعة 03:56 م|28 أغسطس 2012

غزة- (خاص)

"كانت طفلة رضيعة تركتُها مع زوجتي، بكت عيني وذهلت حينما رأيتها بعد عشر سنوات من الحرمان الجبري الذي تعرضت له، فرحتي ممزوجة بالسعادة والآلام بعد اعتقال دام عشر سنوات" هكذا عبر المحرر سليمان أبو شماس من دير البلح وسط قطاع غزة عن فرحته للإفراج عنه من سجون الاحتلال الصهيوني بعد انقضاء محكوميته.

أبو شماس اعتقل عام 2002 على خلفية نشاطه الجهادي والمقاوم على أحد الحواجز العسكرية في قطاع غزة وحكم عليه عشر سنوات، ترك طفلته الرضيعة في أحضان زوجته ومنعته سلطات الاحتلال الصهيونية من تربية طفلته الصغيرة على يديه فكبرت وكبر العمر حتى التقيا بعد عشر سنوات من الغياب.

المحرر أبو شماس وفي اتصال هاتفي مع مراسل "فلسطين اليوم الإخبارية" اليوم الثلاثاء، أكد أن الاحتلال الصهيوني لن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني مهما فعل من انتهاك لحقوق الإنسان ومهما عذب ونكل بحياة الأسرى الفلسطينيين في زنازينه.

وقال أبو شماس :"أشعر بفرحة كبيرة لا توصف إلى جانب غصة وألم كبيرين يعتصران قلبي لفراق أحبة عشت معهم عشر سنوات من الإخوة والمحبة والصداقة.

الإضراب لم تشهده السجون من قبل

وفيما يتعلق باتفاق الأسرى كشف أبو شماس بأن أهداف الاتفاق الذي أبرمته قيادة الإضراب مع إدارة مصلحة السجون خلال معركة الكرامة كانت الشغل الشاغل للأسرى المضربين عن الطعام حتى لو كلفهم ذلك حياتهم، مبيناً أن هذا الإضراب لم تشهده السجون الصهيونية منذ اعتقاله فكانت الإرادة والعزيمة لدى الأسرى عالية وكبيرة ولم يستطيع الاحتلال رغم محاولاته القمعية أن يفشل الإضراب.

وأوضح أبو شماس بأن الاحتلال أراد أن ينفر بالأسرى المضربين عن الطعام كلٌ حسب فصيله السياسي إلا أن الوحدة داخل السجون كان لها الأثر البالغ والقوي في نجاح معركة الكرامة التي بدأها الشيخ خضر عدنان.

الزيارات أشبه باتصال الأنتركوم

وعن الزيارات التي سمحت بها سلطات الاحتلال الصهيوني بعد اتفاق الأسرى أكد أبو شماس بأن السماح لأهالي قطاع غزة بزيارة أبنائهم كان حلم يراود الأسرى وذويهم وإن السماح لعدد قليل جداً هو انجاز لمعركة الكرامة.

وبخصوص الزيارات كشف المحرر أبو شماس بان الاحتلال الصهيوني يحاول التعكير على ذوى الأسرى وأبنائهم عند الزيارة قائلاً :"الزيارة عبارة عن اتصال هاتفي أشبه "بالسكاي بي" أو "الإنتركوم" فيجلس ذوى الأسرى أمام حاجز زجاجي كبير لا يوجد به فتحات لسماع الصوت الطبيعي للأسرى وذويهم حتى أن سلطات الاحتلال تمنعهم من إدخال أي شيء يجلبونه لأبنائهم حتى الأموال لا تدخل إلا عبر الكنتين".

وعلى الرغم من معاناة الزيارة لأهالي أسرى قطاع غزة إلا أن المحرر أبو شماس أكد لفلسطين اليوم على المعنويات العالية والكبيرة التي يتمتع بها الأسير عقب رؤيته لأهله وذويه حتى لا يترك مساحة للاحتلال للعب بمشاعره.

السجن مهمته التعذيب حتى نيل الحرية

وعن معاناة الاعتقال عام 2002 أكد أن طبيعة العدو الإسرائيلي دائماً واحدة مهما اختلف المكان والزمان ففي بداية الاعتقال تعرضت كباقي المعتقلين الفلسطينيين للضرب والإهانة والشبح في كل وقت صباح ومساءً أثناء الراحة وأثناء التعب فلا موعد محدد للتعذيب والإهانة ورغم ذلك الإرادة تبقي قوية وعالية.

وأضاف :"بعد الانتهاء من التحقيق ينتقل الأسير إلى مدرسة منظمة تقودها إدارة مصلحة السجون مهمتها تعذيب الأسير خلال فترة اعتقاله منذ بداية دخول السجن وحتى أخر دقيقة من الإفراج عنه ونيل حريته.

وعن رسالة الأسرى للفصائل الفلسطينية المقاومة أكد أبو شماس على أن الأسرى الفلسطينيين يؤكدون مراراً وتكراراً أنهم صامدين حتى التحرير والإفراج عنهم من زنازين الاحتلال.