خبر وليس ذلك على السوريين بعزيز ..علي عقلة عرسان

الساعة 09:06 ص|28 أغسطس 2012

كما أن لكل باطل جولة، ولكل أجل كتاب، ولكل بداية نهاية، ولكل شدة فرج، ولكل مأزق مخرج، وأنه لا يدوم وضع على حال، فلا بد لنا من مخرج من أزمتنا السورية الدامية.. ذاك قانون الحياة، والحياة حركة، والحركة تحمل التغيير، والتغيير يشمل التكتلات والجماعات والأشخاص والأفكار والتوجهات والسياسات ومظاهر القوة وأدواتها ومرتكزاتها ومواقع تمركزها.. ولا يدوم إلا وجه الله الذي قال سبحانه في محكم تنزيله:" قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير". لكل مأزق مخرج، ولا يمكن أن يحكمنا في مأزقنا مسار الدم وأن يستمر ويسبطر ويستولي على العقول والإرادات والضمائر ويزجها في مساره، ويرسم صورة قاتمة وبائسة لمستقبلنا، متجاوزاً ما يجمعنا منذ آلاف السنين وما يكوِّن وجداننا الجمعي وهويتنا وتطلعاتنا، ويحول حياة السوريين إلى جحيم ومستقبلهم إلى مجهول!!.. والبحث عن مخرج من الأزمة الدامية لا يعني المتاجرين بها والمستثمرين فيها الذين لا يكتوون بنار القتال، ولا يتأثرون بضائقات العيش، ولا يطال أبناءهم وأحفادهم خطر ما جرى ويجري وما يغلّ في أرض الشام ناراً وحقداً وعاراً.. لأن ما يعني أولئك هو ما يكسبون وما يروي طمعهم وتعلقهم بالظهور وشغفهم بالتبجح والتسلط، من دون أن يفكروا بمصائر الناس وبالثمن الفادح الذي يدفعه الفقراء والبسطاء والبرياء ممن يحترقون بالنار التي يشعلها أولئك الذين لا يطالهم شررها مهما كبر وانتشر، لأنهم يقبعون في بروج مشيدة معزولين عن الناس وبعيدين عن الأخطار والمعاناة، إنهم ليسو بأي حال كمن يخوض غمار الأزمة من الداخل بينما يتباعها من هم وراء البحار ويمدونها بالكلام والمال والسلاح والرأي والخبَر من دون أن يتأذوا بما يجري.. فأولئك وهؤلاء وكل من هم على شاكلتهم لا يعيشون المآسي اليومية ولا يفكرون كما يفكر الذين أيديهم في النار، ويدفعون ضريبة الدم، وينهار عليهم البناء المادي والمعنوي للوطن ساعة بعد ساعة، في بلد ليس لهم غنى عنه ولا بديل، ولا يملكون في معاناتهم وتشردهم ما يقيهم شر القتل والعذاب والرعب والجوع والمرض.

صحيح أن مخرج السوريين من مستنقع الدم الذي أصبح يزخر بإفرازات الأزمة وسمومها وأدواتها ووقودها ومحركاتها وبالتحريض على استمرارها، ليس بأيديهم الآن لأسباب وعوامل غدت معروفة ومعلنة، منها ما يدخل في باب تدويلها وارتهان أطراف من أطرافها لآخرين لا يعنيهم شأن البلاد والعباد، ومنها استغراق تلك الأطراف في مجرى الأحداث والتحديات التي أصبحت أهدافها وخلاصاتها وغايات من يدخلونها بشراسة واضحة وتتلخص بالاجتثاث المتبادل.. ولكن ذلك المخرج لا يستعصي عليهم كلياً، ويمكن لهم أن ينفذوا إليه، إذا ما فاؤوا إلى رشدهم وأعلوا الشأن العام على الخاص، وحكّموا العقل والضمير في شؤونهم وفي كل ما شجر بينهم، وتبصروا بما جروه على شعبهم ووطنهم من ويلات وكوارث أخذت تكرج وتكبر.. إنهم بأمس الحاجة إلى نظافة السرائر وخلوص النوايا والثقة المتبادلة وإلى أن يطمئن بعضهم إلى بعض في حضن وطن للجميع ويحفظ حق كل فرد فيه. وإذا ما توفر الحد الأدنى من ذلك اتجهوا عملياً إلى حقن الدماء وتضميد الجراح ومعالجة المشكلات والملفات الراهنة والعالقة منها وما يقبع في النفوس ويتفاعل فيها منذ زمن بعيد، وسلكوا طريق التفاهم والتعاون بوعي ومسؤولية.. إن بإمكانهم، إذا ما فعلوا ذلك، أن يسيطروا على القسم الأكبر من الفوضى وتطورات الأحداث ومثيرات الفتنة ومسبباتها، وأن يستعيدوا التحكم بالغرائز المنفلتة وبسير الأمور.. وكل ذلك يحتاج إليه البلد من أجل الحفاظ على ما تبقى منه وفيه وعلى العلاقات ومقومات العيش المشترك والبناء بشمول الكلمة له التليد منه والطارف. ولا أعني هنا بتخصيصي وتطلعي وتفاؤلي سوريين لم تعد لهم ببلدهم علاقة مصيرية تذكر منذ سنوات وسنوات، ولا سوريين قطعوا الحبال مع الواقع المعيش لسبب من الأسباب وسيطرت عليهم نزوات وغرائز بدائية ونوازع مرَضيَّة، ولا سوريين غرقوا في الدم وفي تفاصيل التفاصيل من الأحداث والمواقف والأحقاد ولم تعد أبصارهم وبصائرهم ترى ما يتفاعل في أرض الواقع وفي المحيط الجيوسياسي من حولهم مما يتهدد مصير البلد والشعب، ولا الذين كانوا وما زالوا لا يشعرون بالمعاناة الكبيرة للفقراء والبسطاء والأبرياء من الناس، ولا يعنيهم في شيء تدفق الدم في شعاب أرض الوطن وما يزرعه ذلك وينتجه من غلال مسموم.. بل أعني سوريين يزرون وزر غيرهم ويشعرون بالمسؤولية ويعون جيداً نتائج ما يجري، ويعنيهم بعمق وصدق ألم الناس ومصير البلد.. وأولائك موجودون وإن بنسب متفاوتة في الأوساط الاجتماعية كلها، بما فيها أوساط في المعارضة والسلطة.

والمخرج يستدعي اتخاذ مواقف وقرارت ومبادرات تنبع من حس المسؤولية والانتماء الوطني والقومي والبعد الأخلاقي والإنساني، وكل ذلك يقتضي التضحية، ولا بد من أن ينطوي على رؤية استشرافية مستقبلية، وحرص على الوطن وقيم المواطنة ومقومات الهوية، واحترام لحياة الناس وحرياتهم وحقوقهم.. والسير بخطا ثابتة نحو وقف العنف فوراً بكل أشكاله ومن كل مصادره وأياً كانت الأسباب الداعية إليه، لكي يبدأ عمل العقل والعقلاء في ظروف تمكنهم من السير في طريق البناء الوطني على أسس متينة وسليمة وثابتة وتراعي الشأن الوطني العام بصرف النظر عن مصالح الأشخاص والفئات والتكلات والأحزاب .. فالوطن القوي الآمن الناهض هو للجميع وضمانة للجميع.. وعلى تلك الطريق لا بد من رجال ومواقف وقدرات وتضحيات، وأن يقدم السالكون مبادرات خلاقة تنبع من إرادات حرة، وتصب في مصلحة الشعب والدولة بفاعلية.

 

إن المهمة صعبة والوضع أصعب، وهناك أوضاع معقدة ومعطيات في أرض الواقع، متبادلة ومتداخلة، تصعب مقاربتها بنجاح من دون مواقف باهرة وشجاعة نادرة وقدرة فائقة على وضع الوطن ومصلحة الشعب فوق كل الاعتبارات مهما كانت. ومن ذلك ما يتعلق بالسلاح والمواقع والمتاريس والمهجرين والمعتقلين والجرحى والممصابين بعاهات وغصابات تخلف معوقين دائمينو .. إلخ مما يطرح نفسه أولاً وثانياً وحتى عاشراً على كل مبادر. إن تعاون الشركاء المخلصين مهم جداً ولكن الوعي الذاتي للسوريين أهم، واصطفاف الشعب وراء من يراهم قادرين على فرض حل على جميع الأطراف المعنية يجعل لهم قوة ونفوذ وكلمة مسموعة ودور وراية هي راية الوطن التي تعلو على كل الرايات. ولا بد من المباشرة بنزع الأغام وبناء الثقة، ولكن قبل كل خطوة ومن أجل نجاح أية خطوة لا بد من:

- وقف الحرب الإعلامية لأنها أحد أهم مفاتيح وقف الحرب الدموية، ذلك لأن أوراها يذكي الحرب والحقد في أنفس ومواقع وأماكن وحالات لا حصر لها، فالصورة والصوت كلاهما أصبحا من الأسلحة المؤثرة في الأزمة، بل الفتاكة فيها على مستويات بشرية وسياسية واجتماعية. وعلى من يقف وراء حملات الإعلام أن يدرك مسؤولياته الإخلاقية والإنسانية والقومية، وأن يواجَه بها لكي يقرر ويغير.. وعلى الإعلاميين والإعلاميات في المواقع الفاعلة كلها، أن يتذكروا شيئاً رئيساً: أن الكلمة رسالة وفي خدمة الحقيقة والإنسان، وأنها أيضاً تساهم في توجيه الرصاصة والصارخ وفي إشعال نار الفتنة وإخمادها، هذا من جهة، وأنهم في الوقت ذاته بشراً وليسو من جنس الملائكة من جهة أخرى.. وإذا راق للبعض منهم أن يتجاوز الجموح إلى الجنوح، تأخذه العزة بالإثم، فيغوي ويحرض ويغري ويخترع ويصطنع..إلخ، مفترضاً أنه بذلك يرضي ويستقطب ويحقق " سبقاً وتفوقاً؟!"، ويرتقي ذروة من ذرى النجاح، دون مراعاة لشرف المهنة وروح الميثاق، فعليه أن يذكر وأن يتذكر أن إبليس كان من الملائكة وأنه حين عصى الله وتوعد آدم، وقال إنه " ليَحتَنِكَن ذريته"، وأخذه التيه عليه لأنه خُلق من نار وآدم خلق من طين، وجلس له ولأبنائه مفارق الدروب يغري ويغوي ويحرض ويتشاطر.. تردَّى بسبب ذلك إلى الدرك الذي نعرف، وجاء الشاعر أبو نواس ليلتقط من ذلك لقطة ذات دلالة وعبرة، إذ قال:

عجبت من إبليس في تيهه     وفرطِ ما أظهر من نخوته

تاهَ على آدم في سجدةٍ      فصار قواداً لذريَّته

-         وقف الاقتتال بصورة شاملة والالتزام التام بذلك بأي شكل من جميع من يقومون به أو يلجأون إليه لأي سبب كان. أما معالجة ما يتصل بذلك ويترتب عليه، فذاك رهن بفعل المؤسسات الدولية التي دخلت على الخط وفعاليتها، وقدرة  الوسطاء وحكمتهم وحنكتهم/ ودور السوريين المعنيين بهذه المناشدة وما يستطيعونه من عمل يحقن الدم ويمهد الطرق إلى الثقة ومن ثم التعاون والتفاهم. 

ـ عودة السوريين الهاربين من القتال والمهجرين والمشردين والنازحين إلى بيوتهم بأمان، سواء أكانوا ممن هم داخل البلد أو ممن أصبحوا خارجه. إن الشكوى المرة للسوريين والسوريات تفتت الأكباد، وهم/ وهن صادقون وصادقات، ومحقون ومحقات في شكواهم ودعواهم، وكل من تهمه عزة شعبه ووطنه يخجل مما يعانون ومن أنهم أصبحوا على وجوه الناس بلا.. ولا.. ولا.. إلخ. قد يقال إنهم مسؤولون عن بعض ما أصابهم؟ وقد يُقال ويُقال.. ومن ذلك القول بأنهم يشعرون أو لا يعرفون خلفيات المؤامرة ولا من وضعهم في هذا الموقف وفرض عليهم هذه المعاناة.. وقد يكون هذا القول مدعاة للتأمل ولكن هذا لا يعني مطلقاً أن البسطاء والأبرياء من أولئك ضالعون في مؤامرة بل هم ضحايا بكل البساطة والدقة والوضوح، ولهم حق في وطنهم وحق عليه وعلى المسؤولين فيه، ويجب التفكير بذلك جدياً ووضع حد بسرعة لهذه المعاناة. 

 نعرف أن جهوداً دولية وإقليمية تبذل لإيجاد حل أو مداخل لحل الأزمة السورية المتفاقمة، وإن مؤتمر دول عدم الانحياز سيشكيل مجموعة اتصال بقرار منه، وأن لذلك الأمر أهمية وفاعلية، وأن الرئيس السوري "أبلغ الوفد البرلماني الايراني، أنه من منطلق الثقة المطلقة بالجمهورية الاسلامية الإيرانية، يؤيد أي خطوة تتخذها"، وأن الاقتراح يتضمن " تشكيل لجنة مكونة من إيران ومصر وفنزويلا باعتبارهم أعضاء في حركة عدم الانحياز"، وأن هذا قد يكون عاملاً مساعداً على تقريب وجهات النظر بين الجهات المتعددة التي قدمت مبادرات وبين اللاعبين الخارجيين الأساسيين في الأزمة من جهة، وبين بعض أطراف المعارضة المسلحة وربما بينها وبين النظام من جهة أخرى. إلا أن سؤلاً يطرح نفسه: ما ذا عن العلاقة بين مجموعة عدم الانحياز ومكتب الاتصال الأممي الذي يقوده الإبراهيمي والمهمة التي كلف بها؟! لا شك في أن المبادرات واللجان ومجموعات الاتصال والمراقبة التي انتهت مهمتها تكاثرت على هذه الأزمة، ولم تعط النتيجة المطلوبة حتى الآن، وهذه مجموعة اتصال جديدة لقوة دولية كبيرة تضم 120 دولة و تحضرها 17 دولة بصفة مراقب، وتمثل بذلك أكبر كتلة للبلدان بعد منظمة الأمم المتحدة في العالم.. ومن هذا المنطلق ينبغي أن تكون رديفاً للمسار الذي يعمل فيه الإبراهيمي بتكليف من مجلس الأمن الدولي وباسمه، وألا تكوِّن مساراً موازياً بل يتقاطع معه ويرفده إن جاز القول بذلك. لكن مجموعة الاتصال المقترحة بدت متصدعة قبل أن تبدأ، فتصريح الرئيس محمد مرسي الذي أدلى به يوم الإثنين 26 آب / أغسطس الجاري الذي قال فيه" على الرئيس الأسد أن يتنحى"، قد يشكل موقفاً مسبقاً أو شرطاً مسبقاً لعضو لجنة ثلاثية مؤثرة، وقد يزيد الأمور المعقدة تعقيداً.. ولذا فإن العمل من داخل صفوف الشعب العربي في سورية مهم للغاية، وقد يكون مفتاح حلول تحول دون التدخل العسكري المباشر للناتو بذريعة الأسلحة البيولوجية والكيمياوية، أو المناطق الآمن ومناطق الحظر الجوي التي تعد لها كل من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا، وهي دول اتفقت على تطبيق مناطق حظر جوي أو مناطق آمنة من خلال التنسيق مع تركيا، في خطوات قالت إنها تمهد لإسقاط النظام في سورية ولما بعد إسقاطه.. وهذا الموقف إن استمر وتفاعل لا يتوافق مع دعم مهمة الإبراهيمي، وقد كانت مواقف الدول الكبرى سبباً في إفشال مهمة عنان وقبله الدابي.. وهذه خطوات تؤثر على كل الجهود ومجموعات العمل والاتصال واللجان.. وما لم تنته سياسة الوجه والقناع في مواقف الدول الدائمة العضوية، والازدواجية المعلنة التي تعبر عن نفسها في تصريحات تظاهرية تناقض مع العمل على الأرض والممارسات الفعلية التي لتلك الدول، فإن الحل لن يجد طريقه إلى الوجود، والمجموعة التي ستشكلها دول عدم الانحياز لن تكون مؤثرة ولن تقدم عملياً أية حلول سياسية ناجعة للأزمة السورية، وكذلك شأن مهمة الإبراهيمي، لأن من يشجع العسكرة المكلفة يشجع الاقتتال والتدخل العسكري بصورة مكشوفة خارج أي قرار لمجلس الأمن الدولي.. وهذا لا يؤدي إلى حلول سياسية بل إلى حرب ودمار وسيول دم وويلات.

إن التغذية المستمرة والمتصاعدة للعنف الدموي تؤدي بدورها إلى عنف دموي مضاد من النظام، يتصاعد هو الآخر مع زيادة التوسع في الاختراقات وفي نوعية تسليح المعارضة المسلحة وعملياتها والتغطيات السياسية والإعلامية الواسعة لها.. وكل ذلك الأمر باهظ التكاليف ويدفعه السوريون نظاماً ومعارضة مسلحة وأبرياء ومدنيين يقعون بين الطرفين.. وهذا ما ينبغي أن يأخذه عقلاء السوريين من القادرين على الفعل والتضحية والمبادرة الخلاقة بعين الاعتبار ممن لم يتورطوا في القتل والإرهاب والتعذيب والتآمر والشحن الطائفي والتحريض والتشجيع على الحلول الأمنية والعسكرية وعلى رفض الحلول السياسية والدعوة إلى التدخل الخارجي في الشأن السوري.. أولئك العقلاء الذين ننشد دورهم هم من عليهم ولهم كل الحق في أن يمثلوا الإرادة السورية المنقذة، ويفرضوا الحل السياسي والرؤية المستقبلية لمعالجة الأزمة وكل الملفات الناتجة عنها، والملفات الأخرى القديمة المعلقة التي بمعالجتها تزال عقبات كأداء من طريق المصالحة الوطنية الفعلية الراسخة، حيث تصفى القضايا السياسية وغير السياسية المتصلة بأطراف تصارعت وتتصارع الآن في سورية، ومن ثم يبدأ عهد جديد يحمل التغيير ويجسده مبنى ومعنى وروحاً، من خلال أشخاص لا يشعر فريق في المجتمع بأنهم يمثلون الموت والظلم والتسلط والإرهاب والتخريب والتواطؤ والتآمر، أشخاص لم يلغوا في دم السوريين، وليسو من رموز الاستبداد والقهر والظلام والتبعية أو الفساد والإفساد.

سورية يجب أن تتعافى وتنهض بهمة أبنائها، وأن ترتدي الثوب الذي يليق بها، وتظهر بحلة جديدة، ورموز جديدة، وبنظافة وعدالة ومساواة واحترام للإنسان والقانون والحريات والحقوق، وإعلاء لشأن الإنسان والقيم، ولسورية التاريخ والحضارة والدور القومي المقاوم للاستعمار والاحتلال والتدخل الخارجي في الشأن الداخلي للدول ذات السيادة.. سورية ذات الدور والهوية والانتماء والمبدأ والمواقف النضالية والثوابت الوطنية والقومية التي منها وعلى رأسها قضية فلسطين وما يتصل بها.. وليس ذلك على العمل المنقذ السوريين بعزيز، ولكنه ينبغي ألا يتأخر عن وقته حتى لا نندم حين لا ينفع الندم.