خبر هكذا قرعت طبول الحرب مع الجزائر -هآرتس

الساعة 09:03 ص|28 أغسطس 2012

بقلم: عاموس هرئيل

(المضمون: الصحافة الجزائرية تنشر تلفيقا على لساني لا أساس له من الصحة وكأني أنا واسرائيل نعتبر الجزائر، البعيدة عنا والتي ليست على الاطلاق في بالنا عدوا وتهديدا لنا  – المصدر).

الانشغال المكثف للصحافة العربية بما يجري في اسرائيل ليس ظاهرة جديدة. أنباء من الصحافة الاسرائيلية، ومن موقع الانترنت بالانجليزية بشكل خاص، تترجم باستمرار وبتوسع في صحف عربية مختلفة.

ومثل مراسلين اسرائيليين كثيرين آخرين، اعتدت على ذلك، مثلما اعتدت على حقيقة أن الكتب التي كتبتها مع آفي يسسخروف، حظيت بترجمات قرصنة في لبنان وفي السلطة الفلسطينية دون تنسيق معنا. في اقصى الاحوال، يمكن للانسان ان يرى في هذه الاحداث مثابة علامات طريق مهنية صغيرة. المرة التي اقتبس فيها حسن نصرالله مقالي في مهرجان في بيروت، الرسائل الالكترونية لبشار الاسد التي كشفتها صحيفة "الغارديان" البريطانية – والتي في احداها يتلقى الطاغية من مساعده توصية بقراءة تقرير لـ يسسخروف ولي، "كيف يعرف كيف يفكر الصهاينة". كانت أيضا مرة بعث فيها زميل أجنبي، رغب في عدم ذكر اسمه، اليّ بالهاتف النقال صورة عن نافذة عرض في بنت جبيل: نسخة عن كتابنا عن حرب لبنان الثانية والى جانبه اعلان يظهر فيه آية الله خميني وخمينئي.

بالمقابل، التقيت امس بظاهرة جديدة. ليس أقل من ست صحف في الجزائر، قيل لي، تقتبس بتوسع تقريرا من "هآرتس" بتوقيعي. ثلاث من الصحف، واحدة بالفرنسية واثنتان بالعربية، تنشر القصة في الصفحة الاولى. في تقريري زعم أن الرئيس الجزائري بوتفليقة أخطر على اسرائيل من سلفه بوميديان وان اسرائيل تخاف من عدوان عسكري من جانب الجزائر. "الخبير الاستراتيجي" لـ "هآرتس"، كما زعم، يعتمد على الاستخبارات الاسرائيلية التي تقضي بان الدولتين توجدان في مواجهة مباشرة، في اثنائها قد تتعرض اسرائيل الى ضربة ذراع الجزائريين بشكل أخطر حتى من الضربات التي زعم انها تلقتها من الجيش الجزائري الذي أُرسل لمساعدة المصريين في حرب يوم الغفران.

اسرائيل، كما يتبين من التقارير، تعتبر الجزائر تهديدا وجوديا – مثل ايران وسوريا – وهي تفهم الان بانها اخطأت حين تجاهلت بناء القوة العسكرية لـ "القوة الاكبر في شمالي افريقيا". بعض الصحف في الجزائر تقتبس التقرير من مصدر غير مباشر: صحيفة "اللواء" الاردنية التي نشرته من قبل.

توجد فقط مشكلة واحدة مع هذه القصة، بالطبع: لم يسبق لي أن كتبت اي شيء يتناول، ولو بالتلميح، عن تهديد جزائري على اسرائيل. مشكوك جدا أن يكون هناك حتى تهديد غير مباشر وطفيف من الجزائر، التي تبتعد عنا مسافة قرابة 3 الاف كم. فلا تنقصنا تهديدات حقيقية، من لبنان وغزة القريبان وحتى ايران البعيدة، ولكن يخيل أن الجزائر توجد أبعد بكثير من مجال الاهتمام، ان لم يكن للاستخبارات الاسرائيلية، فبالتأكيد من جهتي أنا نفسي.

هذه القصة تعد غريبة بعد الشيء، هكذا يبدو، في نظر صحفيين في الجزائر نفسها أيضا. بعضهم كتب لي وهاتفني شخصيا، كي يتأكد بان هذا تلفيق حقا. مدون يدعى أكرم كريف، نشر في موقع يتناول المسائل الامنية في شمالي افريقيا تحليلا منمقا وصحيح في معظمه، يثبت بالدليل بان هذا نبأ لا أساس له من الصحة.

"بضعة تفسيرات مطلوبة هنا"، كتب كريف يقول. "من أين يأتي المقال؟ مثل الكثير من المقالات التي تشق طريقها، تأتي الوثيقة من مجلة من جهة فلسطينية، وتنشر في الشبكات الاجتماعية ومجموعات النقاش الجزائرية في الفيس بوك. هذه المجلة، "الوطن ويست"، نشرت فقط من جديد مقالا كتب في 2009، اقتبس هو ايضا مقالا عن صحيفة اردنية، "اللواء" كانت نشرته اغلب الظن في 2008. وباختصار: "المقال موضع الحديث لا يثير الشك فقط، إن لم نقل ممجوج، بسبب حقيقة أنه يأتي من يد خامسة. فهذا أساسا مقال انتهى مفعوله، لا بد أنه كتب في حينه في سياق الجسر الجوي بين الجزائر والسودان".

كريف محق في تحليله، باستثناء حقيقة أنه حتى قبل خمس سنوات لم أكتب شيئا أو شبه شيء عن الجزائر. أغلب الظن هذا ببساطة تلفيق. وعلى حد قول المثل الروسي الذي اعتاد زميلي اليكس فيشمان على ترديده: "هذا كان منذ زمن بعيد، وحتى في حينه لم يكن صحيحا". من يقف خلف كل هذه القصة؟ لا فكرة لدي، ولكن معقول الافتراض بان احدا ما في العالم العربي استخدم اسم "هآرتس" كي ينشر قصة كاذبة من أ حتى ي .