خلال مهرجان في ذكرى استشهاد ابو علي مصطفى

خبر الشعبية: أيها الانقساميون لن نصدقكم إلا إذا طبقتم اتفاق المصالحة

الساعة 01:12 م|27 أغسطس 2012

غزة

وصف عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول سيرة الأمين العام الشهيد القائد أبو علي مصطفى بانها تجربة غنية وعميقة.

وقال الغول أنها تكثف تجربة الامساك بالمبادئ والثوابت والدفاع عنها في كل الأوقات، وفيها الصمود والكبرياء والتحدي، الجرأة والاقدام، الصرامة والشجاعة، النزاهة ونظافة اليد واللسان، الزهد والتواضع، الالتزام ونكران الذات والاستغراق التام في المهام مهما تعددت ومهما كانت الصعوبات.

وأضاف الغول خلال كلمة الجبهة في مهرجان احياء الذكرى الحادية عشرة لاغتيال الأمين العام أبو علي مصطفى، الذي نظمته الجبهة بمركز رشاد الشوا الثقافي بمدينة غزة، أضاف قائلاً عن الشهيد الراحل: "سيرة فيها ممارسة السياسة النظيفة البعيدة كل البعد عن النفاق والرياء والخديعة، لم ير في السياسة الا وضوح الموقف والرؤية والانتماء، وضوح الموقف من الأعداء ومخططاتهم، ووضوح الرؤية للأهداف والوسائل والمسار المؤدي الى تحقيقها، وفي أهمية الاعتماد على الشعب واشراكه في تقرير السياسات التي تتعلق بمصيره، وفي عمق الانتماء للأمة العربية بمشروعها القومي التحرري الديموقراطي، ولمعسكر التقدم والاشتراكية على الصعيد الكوني.

وأكد الغول أن الاحتلال عندما قرر اغتيال ابو علي، اراد اغتيال المشروع الذي مثله أبو علي، المشروع النقيض والمهدد للمشروع الصهيوني ولمشاريع الهيمنة الرأسمالية الاستعمارية للمنطقة، معاهداً العهد له ولكل الشهداء بصون الامانة وحمل الراية والاستمرار بالثورة والمقاومة حتى تحقيق مشروعه ومشروع كل الشعب الساعي لتحرير فلسطين.

وعلى صعيد  تأثير ما يجري في المنطقة العربية على القضية الفلسطينية، أكد الغول أن السبيل للحفاظ على حقوق شعبنا، ومكانة قضيته هو استعادة وحدته والتوافق على استراتيجية وطنية موحدة للتحرير.

وقال الغول أمام حشد من أنصار الجبهة وأصدقاءها وممثلي القوى السياسة والمجتمعية في قطاع غزة: "أيها الانقساميون لن نصدقكم كما لم نصدقكم من قبل فيما تدعون من حرص على الشعب وحقوقه، ولن نصدقكم بما تدعون من بذل الجهود من أجل التخفيف من معاناته، ولن نصدقكم الا اذا بادرتم لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وعلى ما وقعتم عليه لا أكثر".

كما شدد الغول على ضرورة اجراء مراجعة مسؤولة لسياسة التفاوض، كما لكل تجربة العمل الوطني منذ أوسلو وحتى الآن، مراجعة يجري فيها استخلاص الدروس، والتأسيس لاستراتيجية وطنية متوافق عليها، يعاد فيها تأكيد الحقوق ببعدها التاريخي، واعتماد كل وسائل مقاومة الاحتلال، واعادة صوغ التحالفات الاقليمية والدولية بما يعزز من قدرتنا على الصمود ومواجهة الاحتلال وسياساته.

من جانبه، قال القيادي في حركة "فتح" د. زكريا الأغا في كلمة منظمة التحرير الفلسطينية، والقوى الوطنية والاسلامية، أن اغتيال الأمين العام للجبهة الشعبية، ذلك القائد الوطني والقومي الكبير مثل خسارة لشعبنا الفلسطيني، وللحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة.

وأضاف: "كان أبو علي مصطفى طوال مراحل النضال الماضية قائدا تاريخيا صاحب مبادئ، تصدر الصفوف في سبيل حماية الهوية الوطنية الفلسطينية، وحقوق شعبه الوطنية الثابتة، وكان ايضا محط احترام كل الشرفاء والاحرار، فكانت مواقفه الوطنية يستمد الاحرار منها طهارة النضال ومن افكاره يستمد شعبنا مواقف الوحدة والتواصل.

وأكد د. الأغا أن ظرفنا الدقيق يقتضى أعلى درجات المصارحة، ولا أظن أن نقرأ ما يريده عدونا لكي نحدد ما الذي ينبغي علينا عمله، ان العدو لا يبحث فقط عن قيادة وطنية بديلة لتحل محل قيادة لا ترضيه بل يعمل ايضا عملا منهجيا نراه رؤية العين في كل ما يقوم به، وهدفه تفكيك كل تمثيل وطني أنجزه شعبنا تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، وتدمير مقومات نشوء الدولة الفلسطينية.

ودعا الكل الوطني لابداء أكبر قدر من المسؤولية الوطنية بمقاييس الحكمة والشجاعة وحسن التقدير للامكانات، والخيارات، بعيداً عن المزايدات والانفعالات العبثية..فجميعنا مستهدف وجميعنا في قارب واحد وليس من حق أي اتجاه أو فصيل أن يقامر بمصير شعبنا ومستقبله.

بدوره، قال نجل الشهيد الراحل، الدكتور هاني الزبري أن ذكرى والده تستحضر معها ذكرى نكبة شعبنا وتهجيره عن أرضه، مستذكرا رواية والده ليوميات الثورة والاعتقال مع المناضلين الفلسطينيين والعرب، لافتاً الى أن والده كان المهاجر قسرا عن وطنه، والمناضل الصنديد الذي حمل هم الوطن، فكان يشغله دائماً، وهو الذي خرج منه خالي الوفاض، وعاد اليه حاملاً البندقية، ليستشهد فيه ويلقب بقمر الشهداء.

واعتبر الزبري أن الثورات العربية أثبتت ان الانسان العربي لم يعد يستكين للصمت والخنوع، موجهاً التهاني لوالده  والحكيم وغسان كنفاني وجيفارا غزة ولكل شهداء شعبنا بتحقيق ما قدموا ارواحهم في سبيله فها هو المواطن يستفيق من سباته، ويخرج للساحات ليطالب بحريته وكرامته، ويسقط الطواغيت، مؤكداً أن المسيرة ستتواصل حتى استرداد حقنا التاريخي في فلسطين بتحرير أرضنا، واقامة دولتنا المستقلة كاملة السيادة.

ووجه تحياته للاسرى القابعين خلف القضبان، وعلى رأسهم الامين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات، الذي وعد ووفى، عندما قال العين بالعين، والسن بالسن، والرأس بالرأس، فكان له ما اراد.

وختم عريف المهرجان، عضو اللجنة المركزية الفرعية للجبهة هاني الثوابتة برثاء فارس الانتفاضة، وقمر الشهداء، الشهيد القائد الأممي العربي أبو علي مصطفى، معلمنا ورمز عزتنا.

وقال الثوابتة في الشهيد: "اسمح لنا أن نلمك عن الأفق..أن نجمع الشظايا والرصاص والقنابل..أن نرى أنفسنا للمرة الأخيرة..جسد يوزع فلسطين على أبنائها، يخبئ الفكرة التي لم يجدوها في لحمه المتفتت، فاصلة من دم تفصيل بين الأعوام، منذ هذا التاريخ ضاعت الخارطة وظلت بلا نبات وجداول".