خبر اصرار مبارك- هآرتس

الساعة 08:51 ص|27 أغسطس 2012

بقلم: أسرة التحرير

يشعياهو ليختنشتاين (84) ويحزقيل بيرزون (76) ببساطة لم يوافقا على الاخلاء (دفنا أراد، "هآرتس"، 26/8). محل بيع البوظة الذي يملكانه، وإن كان قائما منذ 1960 في ساحات المعرض في ميدان تل ابيب، وأصبح رمزا للمكان، إلا أنه حتى قبل نحو شهر كان هدفا مركزيا للاخلاء الى جانب 70 مُلكا آخر، من معامل وكراجات، اصحابها في معظمهم سكان محميون يدفعون خلو رجل.

        ونجحت ضد ليختنشتاين وبيرزون "الطريقة" – في هذه الحالة شركة "اتاريم"، التي تعنى بتنمية المواقع السياحية ومراكز الترفيه والثقافة في تل أبيب، وكانت تلقت من البلدية تفويضا بتحويل المنطقة الى "حديثة" بكلفة 100 مليون شيكل. "محل البوظة لا يمكن أن يبقى"، صرح ايتمار شمعوني، مدير عام الشركة. "المنظر الجديد لا يتناسب ومبنى على هذا القدم. كل شيء سيكون بهدف الترفيه". بعد سنة ونصف من هذا التصريح، لم يبقَ منه شيء. فقد وقعت شركة أتاريم" مع ليختنشتاين وبيروزن اتفاقا سيبقى بموجبه الرجلان في الملك كسكان محميين، والمبنى سيجتاز ترميما جذريا، وسيواصل معمل البوظة العمل فيه، وأقسام اخرى من الارض ستؤجر الى أعمال تجارية، و 70 في المائة من بدل الايجار يحول الى المالكين.

        وقد انتصر ليختنشتاين وبيرزون في صراعهما لانهما صمدا أمام الضغوط عليهما: فلم يوافقا على الحصول على المال مقابل الاخلاء (بيروزون: "من المحل لم يبقَ شيئا")، لم يخافا التهديدات القضائية (ليختنشتاين: "العقد يشهد على المواظبة، لا يسمح بامكانية اخلائنا")، وبالاساس أصرا – حتى في سنهما المتقدمة – على مواصلة العمل (بيروزن: ما الضير من أن أعمل هنا؟ ماذا سأفعل؟ أنتظر الموت في البيت؟ أصلي في الكنيس؟). انتصار محل البوظة جدير بالاهتمام. على خلفية المحاولة العنيفة من السلطات لشطب رموز الماضي، وانطلاقا من الافتراض بان الناس في سن معينة يفترض أن يتوقفوا عن العمل ويخلوا المجال العام لقوى جديدة وحديثة – فان إصرار الرجلين على الحفاظ على مشروع حياتهما، هو إصرار مبارك وجدير بالاشارة.