خبر غـزة: أمنيات قبل الموت.. ودموع تسبق الكلام دوماً

الساعة 08:40 ص|27 أغسطس 2012

غزة (خاص)

"لم تمضِ سوى خمس ثواني على المقابلة حتى أذرفت عيونها الدمع والصمت خيم من حولها ليهيئ لها المكان لإكمال حديثها,, صوتها متقطع وكأن شيء يقف في حلقها،، والطفلة الصغيرة تحمل بيدها صورة عمها وتنظر بعين جدتها لعلها تخفف عن آلامها وأوجاعها".

هذا مشهد ليس معروض في السينما أو مسلسل تلفزيوني بل هو حقيقة موثقة موجودة في كل بيت فلسطيني عانى سنوات عديدة من آلام الفراق والبعد الجبري عن الأم والأب والزوجة والأبناء وأداة هذه الجريمة هو الاحتلال الإسرائيلي وعصابات النحشون التي تقتحم السجون وتنكل بالأسرى ما يزيد من معاناة البيوت الغزية.

نفسي أشوفوا قبل ما أموت

عائلة الأسير هاني داود تتضامن كل يوم اثنين مع أهالي الأسرى في مقر الصليب الأحمر بغزة لتأكد على مدى اشتياقها لابنها الأسير هاني ولتوضح معاناتها وآلامها في ظل استمرار زيادة عمرها وطول غياب ولدها.

أم هاني تقول لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية"، :"أشعر بخوف شديد على حياتي نتيجة الكبر وطول غياب ولدي هاني عن عيني وحضني فانا مشتاقة إلى احتضانه وتبريد نار شوقي برؤيته ولمس كتفه".

بعيونها الباكية وصوتها المتقطع تضيف أم هاني :" لم أزور ولدي هاني حتى اللحظة منذ ست سنوات وأنا لم أرى ابني ولم أكحل عيني برؤيته، وعن الزيارات قالت أم هاني :"الاحتلال الإسرائيلي يتلاعب بمشاعرنا والزيارة لا تكفي أهالي أسرى قطاع غزة فعدد الأسرى كبير والأهالي مشتاقة لأبنائها وكل والد أسير أو أم أسير تتمنى أن تزور أبنها في سجون الاحتلال قبل وفاتها.

أما الطفلة أسيل ابنة شقيق الأسير هاني تبلغ من العمر عشر سنوات كل أملها أن ترى عمها هاني وتتعرف على شخصيته وتقول لمراسلنا:" اعتقل عمي وأنا لا أعرف عنه شيء ولا حتى ملامح وجهه وأمنيتي الوحيدة أن أراه وأتعرف عليه.

وببراءة طفولتها تقول :"عندما يتم الإفراج عن عمي من سجون الاحتلال راح أفرح كتيير وراح نعمل عرس ويجي كل الناس يحضروا عمي بطل"."

 لماذا لا أزور؟؟

أما والدة الأسير شادي البابا سبقته الدمعة قبل الحديث عن اشتياقه لابنه الأسير وقال :"لماذا لا أزور ابني؟، خاصة أن الزيارة اليوم كانت لسجن إيشل وابني شادي موجود بالسجن نفسه، لماذا؟! هل اليهود بيلعبوا بمشاعرنا؟!".

ويتابع والدي الأسير شادي بصوته الجهور :"إلي 11 سنة ما شفت شادي وما بعرف كيف أوضاعه الصحية إلا عن طريق الأسرى المحررين وأنا نفسي أزور ابني قبل ما أموت ما في إنسان بعرف قدره إلا الله تعالى".

ومن الجدير ذكره، أن سلطات الاحتلال، سمحت لأهالي أسرى قطاع غزة بزيارة ذويهم بعد معركة الأمعاء الخاوية التي خاضها الأسرى داخل السجون الصهيونية بعد اتفاقية مع قيادة الإضراب تسمح لهم بالزيارة.

وقد سمحت اليوم الاثنين 39 أسير فلسطيني في سجن إيشل برؤية ذويه حيث غادر قطاع غزة ما يقارب 62 مواطناً لزيارة أبنائهم الأسرى.