خبر هويدي: زيارة مرسي لطهران فرصة لكسر الجمود بين البلدين

الساعة 10:33 ص|26 أغسطس 2012

وكالات

شر موقع بوابة الشروق مقالا للكاتب والمحلل السياسي المصري فهمي هويدي تعليقا على زيارة الرئيس المصري محمد مرسي لايران جاء فيه إن زيارة الرئيس مرسي لكل من الصين وإيران تبعث برسالة يمكن أن تمهد الطريق لإحداث نقلة نوعية في علاقات مصر الدولية وسياساتها الخارجية. فالزيارة قد تهيئ فرصة لتحقيق مردود إيجابي إذا نجح الرئيس المصري في أن يحولها من زيارة مجاملة روتينية إلى زيارة عمل تخدم المصالح العليا لأطرافها.
 واستعرض الكاتب الرحلات الخارجية للرئيس المصري ومشاركته في القمتين الأفريقية في أديس أبابا والإسلامية في جدة وما لها وعليها من مآخذ واضاف : لست واثقا من أن حضور الرئيس للقمتين الأفريقية والإسلامية واتجاهه إلى الشرق يعكس بالضرورة إدراكا لأهمية وترتيب دوائر تحرك السياسة المصرية. وفي الوقت ذاته لا نريد أن نحمل زياراته تلك بأكثر مما تحتمل، حيث لا أستبعد أن تكون المسألة مجرد مصادفة، إلا أن ذلك لا ينبغي أن يصرفنا عن أمرين، أولهما أهمية الوعي بتتابع تلك الدوائر، وثانيهما الأهمية الخاصة لكل من البلدين الصين وإيران.
 وتابع : فالصين القوة السياسية والاقتصادية الكبرى التي تعمل لها واشنطن ألف حساب، تستحق انفتاحا حقيقيا من جانب مصر على الصعيدين السياسي والاقتصادي.  وإذا تطلعت مصر لأن تخرج يوما ما من بيت الطاعة الأمريكي الذي فرضه النظامان السابق والأسبق فإن الصين سوف تشكل محطة مهمة في ذلك المسار. في الوقت ذاته فإن تطلعات الصين الاقتصادية التي دفعتها إلى السعي لتوسيع تواجدها وأنشتطها في أفريقيا، ومحاولة النفاذ إلى منطقة الخليج ( الفارسي ) ، سيكون من مصلحتها أن تثبت أقدامها في مصر. التى تشكل بابا عريضا سواء للعالم العربي أو أفريقيا. أعني أن للبلدين مصلحة مشتركة في التعاون فيما بينهما، إذا أولت مصر ذلك الجانب ما يستحقه من اهتمام.
 وحول زيارة مرسي لايران قال : اما زيارة إيران التي هي بالأساس للمشاركة في قمة عدم الانحياز، تشكل بدورها فرصة جيدة لكسر الجمود وتذويب الجليد بين البلدين، وليتها تسهم في ردم الفجوة العميقة والملوثة التي لم تصنعها الهواجس الأمنية وغير الأمنية وحسب، وانما صنعتها أيضا الضغوط الأمريكية والإسرائيلية والخليجية ( يقصد جول الخليج الفارسي ) أيضا.  وهو ما انتهى بمصر إلى أن أصبحت إحدى دول ثلاث خاصمت الثورة الإسلامية منذ نجاحها فى عام 1979 وشكلت فيما بينها محور الكراهية لإيران. ( الأخريان هما الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي ) )
 ولفت الى تعليقه على الأخبار التي تسربت قبل أسابيع بخصوص اعتذار الرئيس المصري عن عدم حضور قمة طهران والتساؤلات التي طرحها انذاك عما إذا كان مرسى يستطيع أن يفعلها برغم الضغوط التي تسعى إلى منعه من ذلك وقال : لقد سرني أنه خيب ظني وفعلها. وحتى إذا كان هدف الرحلة هو حضور قمة عدم الانحياز وليس زيارة إيران، إلا أن ذلك يظل أفضل من القطيعة، لأنني أعتقد أن مبارك لو كان في السلطة لما فعلها.
 زاكد هويدي قائلا : ان الزيارة إذا استطاعت تذويب الجليد بين البلدين فإن ذلك سيعد خطوة أولى مهمة لردم فجوة الشكوك والهواجس. معربا عن امله بأن تكون خطوة على طريق الألف ميل، وألا تصبح الخطوة الأولى والأخيرة. من جانب مصر على الأقل لأن الجانب الإيراني سوف يعبر عن حفاوته وترحيبه بها.  ذلك إن قائمة المصالح الكبيرة التي تتحقق للبلدين لا ينكرها منصف، وهى تتجاوز حدود مصر ويمكن أن تكون فى صالح الأمة العربية عامة ومنطقة الخليج ( الفارسي ) بوجه أخص، لكن سياسة التبعية والانبطاح عطلتها وصادرتها.
وتابع هذا المحلل المصري قائلا : ادرك أن علاقات القاهرة وطهران أكثر دقة وتعقيدا مما يبدو لأول وهلة، ولم يعد سرا أن المتربصين بتلك العلاقة لن يهدأ لهم بال إلا إذا أعادوا عقارب الساعة إلى الوراء. وربما ساعدهم على ذلك ان مصر ما بعد الثورة لم تفتح بعد ملفات السياسة الخارجية الشائكة، قبل أن تنتهي من تأمين الوضع الداخلي.  لذلك فإنني أزعم أن زيارة الرئيس مرسي لو أنها كانت مجرد بادرة لإعلان النوايا الحسنة، فإن ذلك سيعد أمرا طيبا يستحق الترحيب والتشجيع، أملا في أن تتواصل الخطى الأخرى على ذلك الطريق الطويل المسكون بالألغام والأشواك.