خبر نصر لطهران -يديعوت

الساعة 08:00 ص|26 أغسطس 2012

بقلم: سمدار بيري

اليكم سببا آخر يجعل من الواجب علينا ان نطارد تركيا ولا نكف عن البحث عن سبل لمصالحتها وانهاء قضية "مرمرة"، فقد ذهب الكثير جدا من المصالح (وبخاصة من جهتنا) الى الجحيم، وتعقد الكثير من القضايا بسبب الكرامة الوطنية في الجانبين. ولا جدل في أننا خسرنا شريكا استراتيجيا مهما.

انتبهوا الى ان تركيا هي الدولة الوحيدة التي تبيح لنفسها ان تبصق مباشرة في وجه حرس الثورة وخامنئي وآيات الله وتعلن: لن نحضر الجمع الذي سيتم هذا الاسبوع في طهران. فالرئيس غول "مشغول"، ورئيس الوزراء اردوغان له "مشاكل صحية" بل ان وزير الخارجية داود اوغلو وجد مشاغل أهم من قمة دول عدم الانحياز. إننا نستخف بكم.

لا عجب من ان طهران تتزين: فسيكون هناك اربعون أو خمسون من رؤساء الدول واربعون وفدا على مستوى رؤساء حكومات ووزراء ومراقبون ومدعوو شرف، ومرسي مصر وأبو مازن من رام الله مع اسماعيل هنية من غزة. وسيلعب الفتيان أمامنا وربما يقاطع أبو مازن المستشيط غضبا، المؤتمر. حتى ان السعودية أرغمت نفسها على إرسال أمير من الأسرة المالكة.

لولا أُجري هذا المؤتمر في طهران لما تأثر أحد. فليس لمنظمة عدم الانحياز التي أُنشئت في أعقاب سقوط الاتحاد السوفييتي ونجحت في تجنيد 119 دولة، أسنان حادة، بيد ان هذا نصر مسبق هذه المرة في طهران للجانب المضيف – وهو نصر يكسر العزلة الدولية ولو مؤقتا. اعتمدوا على فرق التصوير الايرانية التي لن تضيع تصوير حتى رئيس دولة واحد ويشمل ذلك الامين العام للامم المتحدة قرب أريكة خامنئي.

سيحظى مرسي مثلا ببساط أحمر براق بصورة مميزة، فهو الذي سيُسلم مفاتيح رئاسة المنظمة الى احمدي نجاد. لو ان القرار كان له وحده لبقي في البيت بدل ان يُنهي قطيعة عمرها 33 سنة. كان الذي اطفأ النور في السفارة المصرية آنذاك هو الملحق العسكري في ايران، معرفتنا المرحوم محمد بسيوني.

يثيرنا ان نعلم ماذا سيكون عند مرسي ليقوله حينما تجتاز قافلة السيارات ميدان اسلامبولي في طهران المسمى باسم قاتل السادات. لم تطأ قدما مبارك ايران مدة 30 سنة حكمه بسبب تلك اللافتة. ولمرسي ايضا حساب مع الايرانيين بسبب ما مر في أنفاق غزة، وبسبب الانفاق على الارهاب ومعسكرات التدريب السرية التي أفضت الى قتل 16 جنديا مصريا في سيناء.

فيم سيتحدثون أمام مكبرات الصوت؟ يعِد وزير الخارجية الايراني بالكشف عن خطة مصالحة وانهاء سفك الدماء في سوريا. ان الاسد هو الوحيد الذي حصل على اعفاء من الايرانيين، فهم يعلمون بالضبط كم يساوي، ويتوقع ان نرى مرة اخرى افكارا هاذية هي إجلاس النظام قبالة المتمردين. وقد سُجل في هذه الاثناء رقم قياسي في حركة الهروب من سوريا، فقد هرب 2400 في يوم واحد الى الاردن و3500 الى تركيا.

ستكون هذه ايضا فرصة ذهبية لوزير الخارجية صالحي ورئيس بلدية طهران كليباف للانتفاع الدعائي استعدادا لانتخابات الرئاسة في السنة القادمة. سيمضي احمدي نجاد آخر الامر وأخذت قائمة المتنافسين تزيد. لن نسمع احمدي نجاد هذا الاسبوع، اذا جاز لنا التنبؤ يقول كلاما متحمسا في معاداتنا. فقد أومأ اليه آيات الله انه توجد قضايا أكثر اشتعالا من السرطان الصهيوني، وأهم من ذلك احراز تأييد دولي للبرامج الذرية لأهداف سلمية.

ان اصرار الامين العام للامم المتحدة على إظهار حضور في طهران غريب. فقد أبلغوه الآن فقط ان الايرانيين لا ينوون التعاون مع فرق رقابة وكالة الطاقة الذرية. ويشتكي أحد مساعديه من ان ايران ما تزال تنقل سلاحا ومعدات عسكرية الى مؤيدي بشار. ويشتكي لبنان في الامم المتحدة من الأيدي الايرانية التي تحاول اشعال حرب أهليه عنده. ونشر بان كي مون قائمة تعلاّت تُبين لماذا الامر ملح بالنسبة اليه. ونسأل نحن ما الذي يبحث عنه هناك حقا، وما الذي ينوي احرازه، أولم يكن من المناسب ان يرسل ممثلا عنه. فهو سيتلقى في الشهر القادم احمدي نجاد عنده في الملعب في الجمعية العامة للامم المتحدة مع حاشية ضخمة.