خبر ما هي التحديات التي فرضتها مصر بقيادة مرسي أمام « اسرائيل »؟

الساعة 06:17 م|23 أغسطس 2012

القدس المحتلة

شرح العقيد احتياط فيجيش الاحتلال"روني كوهين" التحديات التي بإمكان القيادة المصرية الجديدة أن تفرضها على "إسرائيل", داعيا قيادة الجيش في المنطقة الجنوبية إلى تغيير خططها من أجل مواجهة المتغيرات الحاصلة, وقال "يتوجب على الجيش الإسرائيلي أن يزيل الصدأ عن معداته في الجبهة الجنوبية".

 

وأشار الضابط الإسرائيلي إلى أن مصر الجديدة بقيادة الرئيس محمد مرسي ستعمل أولا وقبل كل شيء على استقرار السلطة وتأمين بقائه لمدة أطول خلال عملية متواصلة وتدريجية وتحسين موقعه أمام المعارضة, وبجانب ذلك سيعمل على معالجة المرض الخبيث المعروف في مصر وهو الاقتصاد وانتشار البطالة وتحسين مستوى التعليم, علما أن سابقيه في المنصب خطوا خطوات مشابهة ولكن مقابل كل خطوة للأمام كانوا يخطون ثلاث خطوات للخلف.

 

وعلى مستوى السياسة الخارجية أوضح المسئول الإسرائيلي أن الرئيس المصري سيسعى لإعادة موقع مصر الاستراتيجي كزعيمة للعالم العربي بل للعالم الإسلامي وستمثل مصر السنية جوهر الثقل أمام إيران الشيعية, وستنصب مصر نفسها في المستقبل كقائد للمواجهة السياسية مع "إسرائيل" دون الانضمام إلى ما يسمى "محور الشر".

 

جيل القادة الجدد لم يتطرق أبداً لمصر كعدو محتمل لـ "إسرائيل", ولكن كيف يمكن ترجمة سياسة مصر الجديدة كتهديدات تفرض أمام الجيش الإسرائيلي:

 

بحسب الضابط الرفيع فإن التهديد الأول يتمثل في مساحة حرية العمل في ساعة الحاجة لنشاطات عسكرية في غزة والضفة الغربية ولبنان, ومن الواضح أن مصر ستُفَعِل ضغوط سياسية كبيرة في الوقت الذي سيتبعها فيه كل العالم العربي والإسلامي من أجل تقييد حرية العمل العسكري الإسرائيلي.

 

وأشار إلى أن هذه الفترة تشهد نهاية للمرحلة التي تكتفي فيها مصر بالهجوم الكلامي والاستنكار التي رافقت العمليات في حرب لبنان الأولى والثانية وعملية السور الواقي في الضفة الغربية والرصاص المصبوب في قطاع غزة.

 

وقال كوهين "من الآن فصاعدا ستكون مصر هجومية وستتخذ إجراءات بإمكانها أن تكبل حرية العمل العسكري لإسرائيل".

 

والتهديد الثاني يتمثل في سعي النظام المصري الجديد لتحويل مصر إلى دولة نووية, وسيستغل مرسي الدعم الأمريكي لمصر وسيستغل الحفاظ على اتفاقية السلام مع إسرائيل من أجل شق طريقه لجعل مصر دولة عظمى من خلال امتلاكها لقدرات نووية, ومن المعروف أن مصر منذ فترة تعمل على تطوير مشروع نووي مدني ولكن مرسي سيستغل ذلك من كأساس للمواصلة.

 

وأشار كوهين إلى أن التهديد الرابع هو مواصلة بناء القوة العسكرية, حيث تمتلك مصر سلاح, وسلاح بحرية هما الأكبر والأكثر تطورا في الشرق الأوسط وذلك إلى جانب سلاح بري كبير ومتقدم جزء منه مزود بوسائل قتالية غربية, وستعمل مصر في المرحلة المقبلة على تركيز القوات المدرعة على طول خط قناة السويس من أجل أن يضطر الجيش الإسرائيلي على تشتيت قواه.

 

ولفت الضابط الإسرائيلي الرفيع إلى أن مصر بقيادة مرسي لن تترد في إجراء تدريبات ومناورات موسعة في توقيت خاطئ أو حساس من ناحية "إسرائيل" من أجل شد حبل التوتر, وزيادة على ذلك يتوقع أن يعمل مرسي على تحسين وتطوير مخزون الصواريخ البعيدة المدى التي في حوزة مصر حاليا.

 

وختم كوهين بالتأكيد على ضرورة أن يأخذ الجيش الإسرائيلي في الحسبان المعاني والتحديات التي حلت وستحل في عهد مرسي وآثارها على قطاعات القتال المختلفة وعلى تخطيط العمليات في الأراضي الفلسطينية ولبنان, والأخذ في الحسبان القيود التي ستفرض على عمليات الجيش سواء في المدة الزمنية للعمليات أو شكلها, وكذلك الاستثمارات في بناء القوة العسكرية في الجبهة الجنوبية. داعيا إلى استثمار العلاقات مع أمريكا للضغط على مصر في قضايا تتعلق بمستقبل عملية السلام.