خبر انتهى رمضان والعيد... وعاد الأقصى رهينة للمحتلين!

الساعة 09:22 ص|22 أغسطس 2012

القدس المحتلة (خـاص)

"ما أن ينتهي شهر رمضان وما يتبعه من عيد الفطر السعيد حتى يعود المسجد الأقصى المبارك حزينا كئيبا ورهينة بيد المحتلين والمستوطنين".. هذا ما وصف به أحد حراس المسجد، المعاناة والانتهاكات التي تحل على المسجد.

الحارس الذي فَضل عدم ذكر اسمه خشية الملاحقة لفت إلى أن المسجد يحتضن طوال شهر رمضان الآلاف من أبنائه من الوطن، وتشعر حينها أن الأقصى قد تحرر والقدس القديمة من الاحتلال ومن ممارسات المستوطنين.

وأضاف لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": للأسف يدرك الاحتلال والجماعات اليهودية المتطرفة مسألة في غاية الحساسية تتعلق بقلة تواجد المصلين بعد رمضان في ساعات الصباح الباكر والتي تسبق موعد صلاة الظهر، فيركزون استباحتهم للمسجد وتدنيسه واستهدافه في هذه الأوقات.

ونوه إلى أن كل النداءات للمواطنين بالتواجد المكثف في هذه الساعات لا تلقى تجاوبا حقيقيا بسبب انشغال المواطنين بأشغالهم. ومشددا على أن الاحتلال والجماعات اليهودية المتطرفة شرعت باستغلال ذلك بالدعوة إلى تقسيم المسجد زمانياً يلحقه تقسيمٌ للمكان بين المسلمين واليهود على غرار الحرم الإبراهيمي بالخليل.

أما الشاب سرحان محمد علي فيقول بأنه وعدد من طلاب العلم يتواجدون يوميا في ساعات الصباح بالمسجد الأقصى ويرون بحسرة ولوعة عمليات الاستباحة للمسجد من سوائب المتطرفين وشرطة الاحتلال وأحيانا كثيرة جنود الاحتلال بلباسهم العسكري وما يصاحب ذلك من لباس فاضح للنساء وممارسات لا أخلاقية في مرافق المسجد المبارك.

وأوضح بأنه لا يستطيع وطلبة العلم- وعددهم قليل جدا- التصدي لهذه الظواهر، كما أن العاملين من دائرة الأوقاف لا يستطيعون الاقتراب من هؤلاء تحت طائلة الملاحقة والتحقيق ثم الإبعاد عن المسجد الأقصى، وهو ما حصل مع عدد كبير من حرس المسجد المبارك.

وأشار إلى أن الحل الممكن حاليا هو بأن تتبنى جهة ما تمويل دوريات بشرية من المصلين للدوام في الأقصى من خلال التواجد عبر دوريات-وخاصة في ساعات الصباح-بالمسجد مقابل مكافآت مالية معقولة.

وأوضح أن مئات الشبان المقدسيين عاطلون عن العمل بسبب فتح ملفات أمنية لهم بأجهزة حرب الاحتلال مّا يعيق التحاقهم بأي مكان عمل في القدس أو داخل الكيان، وبالتالي فانه يمكن الإفادة من قسم كبير منهم بالاتفاق معهم للرباط في المسجد ساعات الصباح مقابل مردود مالي يعينهم على قضاء حاجاتهم ويكونوا خط الدفاع الأول لأي محاولة استهداف للمسجد من قبل الاحتلال والمتطرفين.

وكان العديد من قادة الاحتلال صرحوا علنا في المدة الأخيرة حول إمكانية تقسيم المسجد الأقصى، في حين تعمل عشرات المؤسسات اليهودية على تحقيق أسطورة الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى فضلاً عن استمرار ممارسات الاحتلال في فرض أمر واقع على المسجد من خلال منع الأوقاف من ممارسة نشاطاتها ودورها سواء في ترميم مرافق المسجد أو التحكم في بواباته وغيرها بالإضافة إلى استمرار الحفريات أسفل ومحيط المسجد والكثير من الممارسات التي تصب في خدمة المشروع التلمودي الخبيث.

 وكانت القيادات الوطنية والدينية المقدسية-على وجه الخصوص- حذرت بشكل جدي من مخططات الاحتلال التي تستهدف المسجد الأقصى، وليس أدلّ على ذلك في بيانات الهيئة الإسلامية العليا ومجلس الأوقاف وأخرى للمفتي العام وغيرهم في ذكرى الحريق المشئوم للمسجد الأقصى التي حلّت يوم أمس، والتي أكدت بمجموعها جدّية المخاطر التي تحدق بالمسجد الأقصى.

وقد عادت هذه القيادات مجددا لمناشدة المواطنين بشد الرحال والتواجد المكثف في المسجد الأقصى، وناشدت المجموع الفلسطيني والعربي والإسلامي وحتى الدولي إلى الانتباه لممارسات الاحتلال وخطورة الوضع الذي سيفجّر الأوضاع ليس في القدس وحدها بل في الأراضي الفلسطينية وربما يمتد إلى المحيط الإقليمي.