خبر اليهودي الطيب يكره العرب- هآرتس

الساعة 08:02 ص|22 أغسطس 2012

 

بقلم: تسفي برئيل

المجرمون الصغار الذين ضربوا دون رحمة جمال الجولاني وأبناء عمه فقط لانهم عرب لا يسكنون في المستوطنات. فهم لم يحتلوا مدينة ولم يستولوا على تلة جرداء في المناطق. ولعلهم شاركوا في الجولات التي تجريها وزارة التعليم في الخليل، لتعميق معرفة الشبيبة للتراث اليهودي، وهكذا سمعوا بانه يوجد احتلال.

العجلة في ربط هذا العنف بالاحتلال المفسد زائدة لا داعي لها. فالاقتباس المثير للقشعريرة على لسان أحد الفتيان "من ناحيتي فليمت، فهو عربي، ليس وليد الاحتلال. ولكن كراهية العرب والرغبة في موتهم، الوقوف جانبا، مثلما وقف عشرات المارة ولم يتدخلوا، مثلما القى أفراد الشرطة بالمعتقل الفلسطيني المريض وتركوه يموت – فان هذا بات مذهبا فكريا.

لا داعي لقراءة الكتاب المقزز "توراة الملك" الذي صاغه الحاخامان اسحق شبيرا ويوسف اليتسور من مدرسىة "عود أبينو حي" في يتسهار، وكتب فيه ضمن امور اخرى بانه "الحظر على قتل الغير لا ينبع من مجرد قيمة حياته التي هي في واقع الامر ليست شرعية كما هي". فهذان هما حاخاما احتلال، مرشدا فقه لزعران التلال. وهما ينتميان الى دولة اخرى، تعد فيها قوانين دولة اسرائيل كقشرة الثوم.

يجمل النظر في التصريحات الفظيعة للحاخام شموئيل الياهو، حاخام صفد، المدينة الاسرائيلية، التي تخضع في القانون لجهاز التعليم الاسرائيلي. مدينة ليست محتلة. الياهو قضى، ضمن امور اخرى، بان "لدى العرب يدور الحديث عن قواعد اخرى، أنماط عنف أصبحت أيديولوجيا. ومثلما هي السرقات الزراعية لدى العرب ايديولوجيا. ومثلما هو ابتزاز الخاوة من الاقتصادات الزراعية في النقب ايديولوجيا.

وماذا يريد العربي؟ ليس فقط سرقة الانابيب أو قطعان الماشية من المزارعين اليهود. العربي، كما هو معروف، يغرس عينيه في بنات اسرائيل. تليلة نيشر، مراسلة التعليم في "هآرتس" كشفت النقاش في حزيران كيف أن كتاب في التربية المدنية يساعد التلاميذ على أن "يفهموا" من هو ذاك العربي. في الكتاب تعرض رسالة الحاخاميات اللواتي يحثن بنات اسرائيل على الابتعاد عن محيط العرب. وفي تمرين نموذجي ورد في الكتاب طُلب من التلاميذ ابداء الرأي في الرسالة، وكما ينبغي لكتاب يعد التلاميذ للامتحانات الثانوية، يقترح أجوبة صحيحة. الجواب يقول هكذا: "تسكع بنات اسرائيل في محيط العرب قد يؤدي الى علاقات زوجية بل والى الزواج. هذا الاندماج لبنات اسرائيل اليهوديات مع أبناء الاقليات العربية سيؤدي الى المس بالحفاظ على اغلبية يهودية في دولة اسرائيل". والتعليل الاضافي هو: "تسكع بنات اسرائيل مع العرب قد يعرض أمنهن للخطر على خلفية قومية وقد يمس بحقهن في الحياة والامن". ومع أن هذا ليس كتابا يوجد ضمن رقابة وزارة التعليم، الا انه يباع بالاف النسخ كمادة مساعدة في امتحانات الثانوية.

"أدبيات" الكراهية الاسرائيلية للعرب سبقت الاحتلال. سلسلة كتب الاطفال داني – دين لشرغا جفني مليئة بالتعابير والتصاوير، التي وضعت أساسا ممتازا لكراهية العرب. سلسلة "ميكرؤوت يسرائيل" التي تربى عليها مئات الاف اطفال اسرائيل، مثيرة من حيث مادة "التحريض" الكامنة فيها. كتب مشابهة تنشر في السلطة الفلسطينية تغذي جيدا  صيادي التحريض الفلسطيني. ولكن لا يوجد الزام حقا في تفصيل كل مضامين الكراهية للعرب التي غذونا بها وطورناها في أنفسنا، كي نعد مرافعة دفاع سامية للمجرمين من القدس الذين "بالاجمال" فعلوا ما وجهتهم التربية وفكرة "الموت للعرب" لعمله.

هذه فكرة ستبقى جزءا لا يتجزأ من الهوية الوطنية اليهودية – الاسرائيلية حتى لو انتهى الاحتلال غدا. إذ أن "الموت للعرب" ليس تعبيرا عن كراهية "عادية" للاخر، شعارا مرفوضا لعصابات "شارة ثمن". وهي لا تشبه كراهية الاجانب او الخوف من المسلمين اللذين يميزان العنصرية الاوروبية. كراهية العرب هي جزء من اختبار الولاء للهوية تقدمه الدولة لمواطنيها اليهود. اليهودي الطيب يكره العرب. الاسرائيلي المخلص يترك العربي يموت، لانه "هو عربي". اما من ليس كذلك فهو كما هو معروف "ينام/تنام مع العرب".