خبر الطالب المشاكس- يديعوت

الساعة 07:55 ص|22 أغسطس 2012

 

بقلم: دوف موران

ان المزاعم التي تسمع من الحكومة في شأن الذرة الايرانية غوغائية ولا عقلانية فيها. والتهديد بـ "محرقة ثانية" او اشتراط "قنبلة أو قصف" يعززان فقط رأيي في انه لا يوجد هناك تفكير منهجي. ولا يوجد أي تفكير خارج الصندوق.

كتبت قبل بضعة اشهر الى اصدقائي أنني آمل وأريد ان أومن بأن رئيس الوزراء يستعين بجماعة متنوعة من الخبراء أُنشئت للشأن الايراني، تشتمل ايضا على علماء نفس وباحثين في التنفيذ وتشتمل على ناس مبدعين. في بحث التنفيذ ينظرون الى العمل والى احتمال ان ينجح والى معاني الفشل والنجاح في الأمدين القريب والبعيد.

أستمع الى قادة جهاز الامن وكثير منهم يعارضون قصف ايران. وأستمع الى الامريكيين وكلهم يعارضون قصف ايران الآن (ونؤكد الآن). وأستمع الى مزاعم نتنياهو وباراك المؤيدة للقصف وهي مزاعم سطحية غير مقنعة. "500 قتيل فقط"، أهذه دعوى جيدة؟ أيعدنا أحد ما بأن "500 فقط" سيمنعون قنبلة ذرية ايرانية حقا؟ من الواضح ان قصف ايران سيزيد باعث الايرانيين على التوصل الى قنبلة ذرية والقائها على من هاجموهم "بلا ذنب أذنبوه".

تصرفنا الى الآن مثل الطالب المشاكس، الذي يجري الى المعلمة ويشد كمها ويشير الى أزعر الصف ويصرخ قائلا: "انه يوشك ان يضربني"، وهو ما يجعل الأزعر آخر الامر يضرب الولد المشاكس حقا. ونحن الآن نوشك ان نركل الأزعر، وقد تكون ركلة جدية لكن من المؤكد أنها ليست ركلة تشله الى الأبد.

"أقنبلة ذرية أم قصف"؟ توجد بدائل اخرى. فقد حان الوقت مثلا لتسريب أننا أنهينا تطوير "القبة الحديدية 4"، المعدة لاعتراض صواريخ بعيدة المدى. وتوجد في الحقيقة مشكلة طفيفة لأن التصادم بين صاروخنا والصاروخ الايراني يتوقع ان يحدث فوق بغداد، لكن يفترض ان يقلق هذا الامر اصدقاءنا العراقيين أكثر. وحان وقت ان نقول للعالم اننا أنهينا تسليح غواصاتنا الجديدة بصواريخ مع قنابل ذرية موجهة الى ايران. ان صاروخا واحدا من جهتهم علينا سيُعمل زرا آليا لاطلاق هذه الصواريخ على طهران، على بيت احمدي نجاد.

ان الزعامة لا تقاس بالاعمال فقط بل تقاس احيانا ايضا ببطولة عدم الفعل. كانت بطولة شمير في حرب الخليج الاولى هي ضبط النفس وعدم الرد على تهديدات صدام. وكان من الممكن آنذاك ايضا ارسال أفضل طيارينا (قبل ان يهاجم الامريكيون) "لمنع محرقة ثانية" كما كان يعبر بيبي وباراك لو كانا يشغلان في تلك الايام منصبيهما الحاليين.

عندنا كنيست منتخبة، يمكنها ان تصد بيبي وباراك. ومن حق اعضاء الكنيست ان يطلبوا تفسيرات وان يأتوا بالقرارات للتصويت عليها، وان يتركوا الائتلاف. ان باراك الذي حكمته الكبرى هي حل الساعات والاحزاب، لم يعد يقلقه الرأي العام منذ زمن، ولديه خطة اخرى للبقاء وزيرا للدفاع. أما بيبي فيهمه الرأي العام. فقد كان مستعدا كي لا يخسر اصوات الحريديين للاستسلام لمطالبهم والاستمرار في مظلمة عدم تجنيد الحريديين والعرب (ماذا عن الخدمة الوطنية؟)؟

ان وزراء يهددون بالاستقالة، واعضاء الكنيست يطلبون تفسيرات، وناسا مثلي يكتبون للصحف ويخرجون للتظاهر – سيمسون النقط الحساسة لبيبي. فيجب على كل واحد منا ان يحاول وقف الكارثة التي يوشكان على جلبها علينا بالوسائل الديمقراطية التي نملكها.

مس الاحتجاج الاجتماعي بنوعية حياتنا. ويفترض ان يمس هذا الاحتجاج مسألة حياتنا وحياة أبنائنا والناس الذين يعيشون حولنا.