خبر غزة: ازدياد عدد ضحايا العبث بأسلاك الضغط العالي رغم التحذير من السرقة

الساعة 07:03 ص|22 أغسطس 2012

غزة

 

لم يأخذ العابثون ولصوص التيار الكهربائي العبرة ممن سبقوهم إلى الموت حين أرادوا سرقة الكهرباء العامة ليضيئوا بها منازلهم الخاصة، فأظلموها على من خلفهم بلقائهم حتفهم المحتوم، فترملت النساء وتيتم الأطفال.

الشاب شاهر أبو العطا (37 عاماً) من حي الشجاعية شرق مدينة غزة وصل، مساء أول من أمس، جثة متفحمة إلى مستشفى دار الشفاء بغزة بعد محاولته توصيل سلك كهربائي بعمود الضغط العالي الأمر الذي أدى إلى إصابته بصعقة كهربائية حولته إلى جثة متفحمة، ولم يسعفه تدخل المواطنين للبقاء على قيد الحياة.

وسبق أبو العطا إلى الموت الشاب أيمن عبد الكريم سمور (22 عاماً) الذي لقي مصرعه بعد تعرضه لصعقة كهربائية في ليلة زفافه بحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.

وكان سمور توفي حين هم بدخول الحمام، بينما شرع أصدقاؤه في إشعال المولد الكهربائي لإنارة المنزل، فإذا به يصاب بصعقة كهربائية وسقط مغشيا عليه.

وتحول فرح عائلة سمور في الشيخ رضوان إلى حزن خيم على عائلته وأصدقائه وجيرانه.

الشاب فراس أبو عون (25 عاماً) الذي لا يعرف عن الكهرباء سوى أنها تُضيء العتمة وتشغل الأدوات الكهربائية فقط اعتلى سطح منزلهم في مخيم يبنا برفح ليوصل سلكا من الضغط العالي، دون أن يدرك أن أحدها قد وُصل بعامود من الحديد استند إليه خوفاً من الوقوع، وفجأة صعق فراس لنحو دقيقتين وفقد الوعي على الفور، وشاء القدر أن يصل صديقه في تلك اللحظة ليعتلي سلماً من الخشب ويشد طرف بنطاله بقوة، إلا أن الصديق المنقذ أُصيب بتماس كهربائي فأفلت فراس، ووقع كلاهما على الأرض مغشياً عليهما.

قال فراس إن من نقلوهما إلى عيادة الطبيب ثم المستشفى أخبروه أنه تم إجراء عملية إنعاش للقلب لهما في عيادة طبيب قريبة من منزليهما، ثم نقلا بعدها إلى مستشفى أبو يوسف النجار، حيث كتبت لهما الحياة من جديد.

وفي هذا السياق يقول مهندس الكهرباء في بلدية جباليا عبد الرازق نصر الله: إن أي أخطاء في مرحلة التنفيذ تتسبب في وقوع كوارث بشرية وبيئية، منها عدم وجود مهندس كهرباء يشرف على تنفيذ الأعمال الكهربائية وعدم تنفيذ تلك الأعمال من قبل فنيين متخصصين ذوي خبرة في هذا المجال، وعدم التقيد بالمخططات والرسوم الكهربائية أثناء التنفيذ، وعدم استعمال المرابط الخاصة لتوصيل وربط الأسلاك ببعضها، وعدم ربط موصلات التأريض بمرابطها المخصصة في الأجهزة الكهربائية والمآخذ والمفاتيح.

وأضاف نصر الله لـ"الأيام": إن زيادة عدد الأسلاك في الماسورة الواحدة عن الحد المسموح به وربط موصل التيار بقاعدة المصباح "اللمبة" وخط التعادل بمفتاح الإنارة وعدم إحكام ربط الأسلاك والكابلات بقواطع الحماية بصورة جيدة ينتج عنه شرارة كهربائية تتسبب في تلف القاطع وحدوث حرائق، إضافة إلى عدم إبعاد التمديدات الكهربائية عن تمديدات المياه والغاز وعدم المحافظة على استمرارية موصل سلك التأريض.

ولتفادي الوقوع في الأخطاء دعا نصر الله المواطنين إلى إجراء الكشف والاختبار الدوري على التمديدات والأجهزة الكهربائية وتنظيف وصيانة الأجهزة والمواد الكهربائية وفصل التيار الكهربائي أثناء إجراء أعمال الصيانة والإصلاح، وكذلك استبدال وسيلة القطع والوصل (الحماية) عند ملاحظة خروج شرر منها أثناء عملها، ومراجعة الأحمال الكهربائية والتأكد من ملاءمتها للقواطع والأسلاك، وإحكام ربط نهاية الأسلاك بمآخذ التيار أو المفاتيح أو القواطع.

من جهته، قال الطبيب العام في جمعية الإغاثة الطبية محمد شومر إن مرور التيار الكهربائي في جسم الإنسان يتسبب في إحداث آثار تتوقف خطورتها على مسار التيار المصاب وشدته والمدة التي يبقى خلالها المصاب تحت تأثير التيار، وينشأ عن ذلك حروق بسيطة، مؤكدا أن مرور التيار قد يتسبب في إحداث شلل موضعي أو الوفاة.

وأضاف شومر لـ"الأيام" أن للتيار الكهربائي آثارا حرارية هي التي تسبب الحروق وآثارا كيميائية هي التي تتسبب في تحليل الدم والخلايا العصبية، مبيناً أن زيادة خطورة الكهرباء وآثارها على الجسم الإنسان تزداد بزيادة شدة التيار المار فيه، حيث أن الآثار الحرارية والكيميائية للتيار تدمر خلايا الجسم أو تسبب الحروق أو الشلل أو الوفاة، وتتوقف قيمة التيار المار في الجسم على مقدار الجهد الكهربائي الذي يلامسه المصاب أو يقترب منه وتزداد قيمة التيار بزيادة الجهد وتنخفض بانخفاض الجهد.

وأوضح أن المقاومة الكهربائية تختلف من جسم مصاب إلى جسم آخر، وتؤثر على قيمة تيار الصدمة، حيث تزداد قيمة التيار كلما كانت المقاومة صغيرة وتقل قيمة التيار بزيادة المقاومة، مشيراً إلى أن خطورة حالة المصاب تزداد كلما طال زمن مرور التيار الكهربائي في جسمه لما يسببه هذا التيار من حروق وإتلاف للخلايا العصبية وقد يسبب شلل الرئتين أو عضلة القلب وتحصل الوفاة بسبب ذلك، مشددا على ضرورة فصل مصدر التيار عن المصاب فوراً.