خبر على جدار جامعة الأزهر!!!.. الدكتور/ أيوب عثمان

الساعة 06:46 ص|21 أغسطس 2012

كاتب وأكاديمي فلسطيني

جامعة الأزهر – غزة

أفهم أن النجاح فرح، وأفهم أن فرح النجاح لا يعدله فرح، لكنني أفهم أن لفرحة النجاح طرقاً سليمة ومشروعة وسالكة للتعبير عنها، غير تلك التي نراها فتؤذي فينا أبصارنا وتقمع عقولنا وتقهر أرواحنا.

هالني كثيراً وأثار حفيظتي ما قرأته على الجدار الغربي لجامعة الأزهر، ليس في مضمونه ومحتواه، وإنما في موضعه ومبناه، الأمر الذي يحفزني ويحرضني على أن أشير إلى تصرف أتت عليه الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية حيث رسمت – وبخط ضخم وعريض على مسافة لا يقل طولها عن ثلاثين متراً على الجدار الغربي لجامعة الأزهر – ترحيباً تقول فيه ما نصه: "الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية ترحب بطلبتها الجدد والقدامى". وهنا أسأل الجامعة الإسلامية والكتلة الإسلامية فيها، منتظراً رداً موضوعياً عن سؤالي، وهو على النحو الآتي:

على أن أحداً لا يحق له الاعتراض على الترحيب بطلبتها الجدد والقدامى، لاسيما إذا كان الترحيب عبر وسيلة سليمة ومشروعة وسالكة لا تحدث لأي أحد ضرراً، انطلاقاً من القاعدة الشرعية التي تقضي بأنه "لا ضرر ولا ضرار"، فما الذي يدفع الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية إلى الترحيب بطلبتها الجدد والقدامى من على جدار تمكله جامعة الأزهر ولا تملكه الجامعة الإسلامية في وقت تستطيع فيه هي أن توجه ترحيبها من على جدار تملكه الجامعة الإسلامية ذاتها، وذلك انطلاقاً من قاعدة شرعية مفادها "أولى لك فأولى"؟! ألا تدرك الجامعة الإسلامية والكتلة الإسلامية فيها أن هذا الفعل – وإن كان من قبيل الترحيب بالطلبة – يُعد فعلاً يفرضه من لا يملك على ما لا يملك، اللهم إلا إذا كان فاعل هذا الفعل قد استأذن لفعل هذا الفعل ممن يملكه! فهل استأذنت الجامعة الإسلامية أو الكتلة الإسلامية فيها من جامعة الأزهر التي تملك هذا الجدار؟! ولم قامت بفعل هذا الفعل على جدار جامعة الأزهر بالذات ولم تقم بفعله على جُدرها الكثيرة؟!

وفوق ذلك كله، ألا يحق لنا أن نتساءل:

أين أرباب جامعة الأزهر الذين يكثر قولهم فيما يقل فعلهم؟! وإضافة إلى ذلك، أليس للحكومة في غزة دور في صيانة الممتلكات العامة منها والخاصة؟ وأليس لها في هذا السياق من دور إرشادي توعوي تحذيري؟!

آما آخر الكلام: فانطلاقاً من قول الخليفة العادل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: "اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه". فإنني أتساءل: لو كان الفاروق عمر معنا اليوم وبيننا، فما الذي كان سيقوله في السياق الذي نحن الآن فيه؟! هل كان سيقول: "لست، والله، أمير المؤمنين إن لم أقف ضد مثل هذا التصرف الطافح بالاستعداء والاستقواء"؟!