بالصور صور: طفل يخاطب والده عبر الصورة « بابا بدي عيدية العيد » فيُبكي من حوله !!

الساعة 11:41 ص|20 أغسطس 2012

غزة- (خاص)

"ينظر لصورة والده الشهيد ويطلب عيدية العيد فتبكي عيني ويحترق قلبي ويهتز وجداني وأكاد أجهش من البكاء ليسمعني الأهل والجيران ولا تمضي سوى ثواني حتى احتضنته وأعطيته عيدية والده" هكذا يعيش الطفل ضياء السيقلي بعد أن حرمه الاحتلال الصهيوني من والده الشهيد وعاداته الطيبة في أول أيام العيد.

والدة الشهيد شادي السيقلي تحتضن الطفل ضياء البالغ من العمر خمس سنوات وعيونها مليئة بالدمع وقلبها يحترق لفراق مهجة قلبها "شادي" تمسك بيدها صورة ولدها وتنظر بحرقة لعلها تخمد حريق الشوق ولوعة الفراق.

مراسل "فلسطين اليوم الإخبارية" زار بيت الشهيد شادي السيقلي أحد أبطال الوحدة الصاروخية التابعة لسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في أول أيام العيد ليشاهد شوق الأم لولدها وعشق الأطفال لوالدهم واشتياق الإخوة والأخوات والزوجة والوالد لابنهم الشهيد شادي السيقلي.

أسوأ عيد

أم شادي كغيرها من أمهات الشهداء تخفي جرحها وحزنها أمام مراسلنا وتقول :"العيد لا طعم له بل هو أسوأ عيد يمر علي في حياتي، فكيف يطيب لي أن أبتسم وأخرج من البيت قبل أن يعيدني ولدي شادي ويقبل يداي؟".

وتضيف الوالدة أم شادي بحرقة وآلم، ":"أكثر ما يؤلمني في هذا العيد عندما ينظر الطفل ضياء لصورة والده شادي ويطلب منه العيدية حينها يحترق قلبي وأجهش من البكاء بعيداً عن الزوج وأبنائي وأهالي".

وتستذكر والدة الشهيد لمراسلنا ما كان يفعله الشهيد شادي أول أيام العيد وتقول :"قبل أن يأتي العيد ونحن في أخر يوم من شهر رمضان المبارك يفاجئني شادي بتقبيل يدي وجبيني ويهنئني قبل الجميع بقدوم العيد السعيد، ويشتري لي الحلويات والمكسرات ولوازم العيد".

مطلب الشهيد في العيد

وعن أكثر ما كان يطلبه الشهيد من والدته في يوم العيد وفقدته الوالدة هذا العيد :"أوضحت بأن بكرها شادي كان يطلب ويلح كثيراً لعمل الكعك والمعمول وتوزيعه على المحتاجين والأحباب وأصدقائه في الرباط والجهاد.

وفي صباحية يوم العيد تقول كان يأكل الفسيخ والسماقية مع إخوانه ووالده وبعدها يبدأ زياراته لرحمه، وتقول على مضض الاحتلال الإسرائيلي أفقد عائلتي شاباً مخلص حنون كشادي وسنتذكر بألم ماذا كان يفعل؟، وكيف كان يعيد إخوانه؟".

أم شادي تمالكت نفسها ونظرت إلى الطفل ضياء وحدثته عن والده الشهيد وهو يردد بصوته الحنون الطيب وكأنه يحمل صفات والده منذ صغره، :"أبوي يا ستي في الجنة وانا راح أطخ اليهود لما أكبر بسلاح أبوي ومش راح أنسى دم أبوي وأصدقائه".

ما انطلقت هذه الكلمات الزكية القوية من فم الطفل ضياء حتى استعاد نشاطه وبدء يتحرك وكأنه في معسكر تدريب وبخطواته الثابتة قال :"بابا كان يدربني وانا صغير" حينها ابتسمت والدة شادي وقالت :"أنا أفتخر باستشهاد شادي وأمنيتي الوحيدة أن ألقاه في الجنة باذا الله تعالى".

حنون وعطوف وهادئ

توقف الطفل ضياء عن ممارسة نشاطه المميز حينما أوقفه جده الذي لم يتمالك نفسه وبدأت الدموع تنهمر من عينيه ويتذكر بحرقة وألم ما كان يفعله الشهيد شادي في أول أيام العيد، ويقول لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية"، :" شادي من رواد المسجد كان حنون جداً وعطوف وهادئ لم أسمع في يوم من الأيام أن أحد من الجيران أو أصدقائه أشتكي لي منه فهو محبوب عند الجميع".

فحين تلتفت عينك على اليمين واليسار تجد صوراً للشهيد شادي معلقة على جدران الغرفة تحمل في طياتها معاني الحب والشوق وألم البُعد، والد الشهيد لم يتمالك نفسه بكى وأبكى زوجته والدة شادي وقال بصوت هادئ يكاد أن يُسمع :"في أول أيام رمضان كان يتحدث مع شقيقاته ويطالبهن بقراءة القرآن الكريم ويحفزهم بإعطائهم 50 شيقل لمن تُنهي القراءة أولاً".

ويستذكر والده بشوق :"عندما يصيبني المرض لا يبتعد عني شادي فيأتي بكل ما أشتهيه وما أطلبه وما لم نطلبه وهذا يدلل على كرمه لي ولوالدته وللأطفال الصغار فكان يفسحهم في أيام العيد بسيارته إلى الملاهي والمنتزهات ويشتري لهم ما يحلوا لهم.

وعن شهادة شادي قال :"كان دائماً شادي يتحدث عن الشهادة والجهاد والكفاح في سبيل الله تعالى من أجل تحرير فلسطين من دنس الاحتلال الإسرائيلي وكان يخفف عنا استشهاده بالحديث عن خنساء فلسطين أم الشهداء أم رضوان الشيخ خليل والأمهات التي فقدت أكثر من ابن لها فالاحتلال الإسرائيلي لا يفرق بين أخ وصديق وحبيب"

وثمن والد الشهيد ووالدته دور رجال المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي.

 


عائلة شهيد
عائلة شهيد
عائلة شهيد
عائلة شهيد
الشهيد شادي السيقلي
الشهيد شادي السيقلي
الشهيد شادي السيقلي
الشهيد شادي السيقلي