خبر مرسي لا يستطيع تحدي واشنطن والخليج بتحسين العلاقات مع طهران

الساعة 07:00 ص|20 أغسطس 2012

وكالات

حازت زيارة الرئيس محمد مرسي المتوقعة لإيران نهاية الشهر الجاري على نصيب من التعليق والتحليل في الصحف الأمريكية فكتبت "لوس أنجلوس تايمز" أن "إيران تسعى منذ سنوات لإعادة علاقاتها مع مصر، والتي انقطعت عقب قيام الثورة الإيرانية وتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، لكن الرئيس السابق حسني مبارك رفض عودة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل، وزيارة مرسي المتوقعة لطهران قد تغير ديناميكية هذه العلاقات، وتعطي للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد دفعة معنوية قوية في ظل الضغوط الدولية المتزايدة التي تواجهها طهران بسبب برنامجها النووي وعلاقاتها بنظام الرئيس السوري بشار الأسد".

 

وأضافت الصحيفة، أن "الإسلاميين يطالبون الرئيس بتحسين العلاقات مع إيران، لكنه يتعرض لضغوط من الولايات المتحدة ودول الخليج كالسعودية التي تسعى لعزل طهران، حيث تعتمد مصر بشكل كبير على المساعدات العسكرية الأمريكية سنويا وتنتظر مليارات من الدولارات كمنح من دول الخليج، لكن زيارة مرسي لطهران تمثل مؤشرا صارخا على الزلزال السياسي الذي ضرب شمال أفريقيا والشرق الأوسط منذ بدء ثورات الربيع العربي في تونس أواخر عام 2010".

 

وتابعت الصحيفة أن "مصر عضو في حركة عدم الانحياز، والهدف من زيارة مرسي هو نقل الرئاسة الدورية للمنظمة إلى طهران، وليس مؤكدا إذا كان الرئيس المصري سيجري محادثات مباشرة مع أحمدي نجاد أو غيره من قادة إيران، "فالولايات المتحدة ودول الخليج لن تكون سعيدة إذا تحسنت العلاقات المصرية الإيرانية"، كما يقول عماد جاد المحلل في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، "والرئيس مرسي لا يستطيع في هذه المرحلة تحدي حلفاءه الاستراتيجيين، خاصة أنه في حاجة إلى دعمهم ومساعداتهم".

 

أما صحيفة "وول ستريت جورنال" فرأت أن من السابق لأوانه تقييم الآثار المترتبة على الزيارة أو حجم تطبيع العلاقات الذي يمكن أن تقدم عليه مصر، أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان، لكن المحللين يعتقدون أن الزيارة ستضع مصر مجددا على مسرح السياسة الإقليمية، فهي تتماشى مع المواقف الشعبية السائدة منذ الإطاحة بالرئيس السابق والتي تطالب بسياسة خارجية مستقلة عن أجندات الغرب ودول الخليج، وكما يقول د.مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية "تمثل الزيارة بالفعل أول استجابة لمطلب شعبي، وتعتبر وسيلة لتوسيع هامش المناورة للسياسة الخارجية المصرية في المنطقة... وتظهر أن سياسة مصر الخارجية تستعيد نشاطها مرة أخرى.. والزيارة تحوي رسالة ضمنية إلى دول الخليج بأن مصر لن تخضع لرغباتهم ببساطة، وتقبل وضعا متدنيا في العلاقة معهم".

 

وأضافت الصحيفة أن "موافقة مرسي على زيارة طهران ليست مفاجأة، فقد جاءت بعد أيام من اقتراحه خلال قمة منظمة التعاون الإسلامي في مكة بتشكيل مجموعة اتصال من مصر والسعودية وتركيا وإيران - الحليف الرئيسي لنظام بشار الأسد في سوريا- للتوسط من أجل إنهاء الحرب الأهلية".

 

ونقلت الصحيفة الأمريكية، عن محمود عزت نائب المرشد العام لجماعة الإخوان قوله "إن النظام القديم اعتاد تحويل منافسيه إلى أشباح، ونحن لا نريد أن نفعل ما كان يفعله مبارك ونبالغ في الخوف من إيران... لكننا في نفس الوقت نفسه لا ينبغي أن نستهين بطموحات الإيرانيين، وكما يريدون منا ألا نتدخل في شؤونهم. لا نريد نحن أيضا أن يتدخلوا في شؤوننا"، في إشارة لرفض جماعة الإخوان "مشروع نشر المذهب الشيعي".

 

واختتمت الصحيفة بأن "حكم مبارك ظل لعقود يقنع المصريين بوجود مؤامرات إيرانية تستهدف زعزعة الاستقرار، لكن الرأي العام في مصر يتعاطف مع الثورة الإسلامية ويعتبر تحدي إيران للولايات المتحدة نموذجا يستحق أن يحتذى، ويطالب آخرون – على الأقل - بانتهاج سياسة خارجية أكثر استقلالية عن واشنطن، من هنا سيمثل أي تفاهم جديد مع إيران تغييرا جذريا في منطقة منقسمة بين معسكر طهران - ويشمل سوريا وحزب الله في لبنان وحماس في غزة – ومعسكر تدعمه الولايات المتحدة بقيادة السعودية ودول الخليج الغنية، وما يزيد الوضع تعقيدا أن حركة حماس هي فرع من جماعة الإخوان التاريخية، التي تهيمن على السياسة المصرية منذ فوزها في الانتخابات".