خبر الضجة الاسرائيلية حول شن ضربة ضد ايران هدفها الضغط على واشنطن

الساعة 06:36 م|19 أغسطس 2012

القدس ـ (ا ف ب)

يرى محللون اسرائيليون ان الحديث الذي يملأ الدولة العبرية حول احتمال شن ضربة عسكرية اسرائيلية وشيكة ضد منشآت ايران النووية يهدف الى انتزاع التزام اقوى من واشنطن بشأن البرنامج النووي الذي تطوره الجمهورية الاسلامية.

وخلال الايام القليلة الماضية امتلات وسائل الاعلام بالحديث عن نوايا اسرائيلية بضرب ايران، حيث نقلت تصريحات لصحافيين وجنرالات متقاعدين ومسؤولي امن سابقين وعدد كبير من المعلقين حول هذه النوايا.

ولا تخلو الاعمدة اليومية في الصحف والبرامج الاذاعية والتلفزيونية من تعليقات وآراء منها ما يؤيد شن ضربة استباقية ضد ايران سواء بموافقة الولايات المتحدة او بدون موافقتها، ومنها ما يعارض ذلك.

ويعزز تلك التكهنات توزيع اقنعة واقية من الغازات على السكان، والاختبارات على نظام ارسال التحذيرات من اي هجوم بواسطة الرسائل النصية على الهواتف المتنقلة، والتكهنات بشأن العدد المحتمل للضحايا الاسرائيليين الذين يمكن ان يسقطوا في اي هجوم ايراني مضاد على اسرائيل.

وقدر وزير الحرب "الاسرائيلي" ايهود باراك وعدد من كبار المسؤولين ان النزاع يمكن ان يستمر 30 يوما ويؤدي الى مقتل 500 اسرائيلي.

وكتب رئيس الاستخبارات العسكرية السابق يوري ساغوي في صحيفة هآرتس اليسارية يقول "هناك هستيريا منظمة، وموقتة بشكل مقصود، لوضع البلاد في حالة من القلق سواء اكان مصطنعا ام لا".

وقال دينيس شاربيت استاذ العلوم السياسية في جامعة اسرائيل المفتوحة ان تصاعد التصريحات العلنية بشان ايران يهدف الى تحضير الراي العام لعواقب حدوث نزاع وكذلك لدفع الرئيس الاميركي باراك اوباما الى توضيح نواياه.

وصرح لفرانس برس ان "استخدام هذه الدبلوماسية العامة من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه تهدف الى الحصول على التزام اكثر وضوحا من جانب الولايات المتحدة لمهاجمة ايران اذا ما استمرت في برنامجها النووي او على الاقل لاعطاء اسرائيل الضوء الاخضر للقيام بذلك".

وقال اوباما ان واشنطن ستمنع ايران من "الحصول على اسلحة نووية"، فيما قالت اسرائيل انه يجب حرمان ايران حتى من القدرة على صنع مثل هذه الاسلحة.

وهناك مخاوف في واشنطن من ان لا تؤدي ضربة اسرائيلية احادية الى تدمير منشآت ايران النووية المبنية تحت الارض، ويمكن ان تدفع ايران الى القيام بحملة انتقامية على مستوى العالم، وقد تجر الولايات المتحدة الى حرب اخرى في الشرق الاوسط.

ويقول شاربيت ان "القادة الاسرائيليين يعتبرون تصريحات البيت الابيض غامضة .. ومن خلال زيادة الحديث العلني عن احتمال شن عملية عسكرية اسرائيلية وشيكة، فانهم يرغبون في دفع الاميركيين الى توضيح مواقفهم".

واعرب رئيس الاستخبارات السابق عاموس يادلين في مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" مؤخرا ان اسرائيل ترغب في التزام اقوى من الولايات المتحدة.

وقال انه "على الرئيس الاميركي ان يزور اسرائيل وان يبلغ قيادتها، والاهم، شعبها، ان منع ايران من الحصول على السلاح النووي هو في مصلحة الولايات المتحدة، واذا اضطررنا الى اللجوء الى الخيار العسكري، فسنفعل".

واقترح ان يتحدث اوباما امام البرلمان الاسرائيلي.

وقال يادلين الذي يتصل باستمرار بنتانياهو وكبار مسؤولي الجيش والامن ان "هذه الرسالة التي يمكن ان يقدمها رئيس الولايات المتحدة الى الكنيست الاسرائيلي ستكون اكثر فعالية من محاولات المسؤولين الاميركيين توصيل هذه المشاعر خلف ابواب مغلقة".

الا ان ايتان غيلبوا الخبير في العلاقات الاميركية الاسرائيلية في جامعة بار-ايلان القريبة من تل ابيب، حذر من ان الاستراتيجية الاسرائيلية بممارسة الضغط على البيت الابيض يمكن ان تؤدي الى نتائج عكسية.

وقال ان "الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الاميركية غير مناسبة. وسلسلة التسريبات والاعلانات في الاعلام الاسرائيلي له نتائج سلبية من حيث انها تكشف عن مستوى عال من انعدام الثقة بين البلدين وغياب التنسيق بين اسرائيل والولايات المتحدة".

الا ان غيلبوا اعرب عن تفاؤله الحذر حول احتمال عقد اجتماع بين نتانياهو واوباما على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة الذي سيعقد في نيويورك الشهر المقبل، رغم ان مكتب نتانياهو لم يؤكد بعد مشاركته في الاجتماع. وقال ان "الاجتماع قد يوفر فرصة جيدة لاستعادة الثقة والتفاهم بين الزعيمين فيما يتعلق بسياستهما حول ايران".