خبر أطفال يفرحون بالعيد على طريقتهم الخاصة!!

الساعة 05:44 م|19 أغسطس 2012

غزة

"بدنا نطش.. نشتري شاورما ونروح نأكلها على البحر في غزة" ونروح على الملاهي .. هذا ما يراود الأطفال جميعاً وخاصة الأطفال المحرومين من الترفيه لعدم انتباه أسرهم لهم، فيلجأون إلى الكذب والذهاب الى أماكن بعيدة عن منازل سكناهم دون علم ذويهم.. غير مكترثين بالنتائج التي قد تترتب على اتخاذ قرارهم.. وهم معذورين في ذلك بحكم سنهم وهمهم هو الفرحة وعدم انتباه اهاليهم لهم.

صحيح أن الخروج الى الملاهي والمطاعم يكلف ليس بالشيء القليل، وهناك الكثير من الأهالي غير قادرين على تحمل مثل هذه النفقات بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، لكن الأمر الغير منطقي هو أن يتناسى الأهل حق أطفالهم في التنزه. وأنه في يوم العيد الأطفال يتطلعون إلى بعضهم البعض. وبإمكان صاحب الأوضاع الاقتصادية الصعبة أن يذهب إلى أماكن لا تكلفه أعباء اقتصادية. بمعنى ان فرحة الأطفال بالعيد يجب أن تتم في كل الأحوال.

أطفال سمعتهم يتحدثون بلغة الشباب، أحد الأطفال من حي الفالوجا شمال قطاع غزة يقول :" بدي اروح على "الساحة" آكل شاورما وروح.. فرد عليه آخر هو انت بتعرف الطريق.. فأجاب بنقول للسيارة تودينا وبنسأله كيف نروح.

الشقيقان التوأمان أحمد ومحمود في الثانية عشر من عمرهما، يقولان :" أن والدهما مشغول والكل بيعرف في الدار انا بنلعب، فبنروح نطش على البحر وبنروح بدون ما أحد يشعر بنا من الأهل".معذورون هؤلاء الأطفال لأن همهم ونظراً لبرائتهم هو الفرح والمرح.

وفي نفس الموضوع تقابلت بثلاثة أطفال في سيارة خرجوا من منازلهم من حي الشيخ رضوان واستقلوا السيارة وطلبوا من السائق أن يوصلهم إلى الشاليهات على بحر مدينة غزة، وكان الأطفال يتحدثون ببراءة ماذا سيفعلون هناك وكيف سيعودون لبيوتهم في وقت قريب لأن أهاليهم لا يعلمون أنهم سيذهبون الى ذلك المكان البعيد عن أماكن منازلهم.

هنا سألتهم ولماذا لم تخبروا أهاليكم ؟ رد أحدهم أصلاً ما بيرضوا يخلونا نروح بفكرونا صغار، واحنا حابين نروح، فبنروح وبنروح بدون ما يشعروا فينا .. واذا سألونا وين كنتوا بنقلهم بنلعب في الشارع..

وهناك من الأطفال من يقول لوالده أو والدته أنه ذاهب إلى بيت عمه أو أحد أقاربه ويخرج ليفرح إلى أماكن بعيدة.. المهم أن هؤلاء الاطفال يستخدمون وسائل متعددة لكي يفرحوا بالعيد خاصة وأنهم قد تعيدوا.

ويضر هؤلاء الأطفال الذين يخرجون لوحدهم لأماكن الترفيه إلى الكذب على أهاليهم كي يفرحوا بالعيد غير مكترثين الى النتائج التي قد تصيبهم أثناء خروجهم سواء من زحمة المواصلات ومخاطر الطرقات أو الاعتداء عليهم من قبل آخرين أو حتى سرقتهم، والسبب أن الكثير الكثير من الأهالي لا ينتبهون إلى متطلبات أبنائهم ولا يدركون أن من حق الأطفال على أهاليهم هو ترفيههم لكي يشعروا بأنهم أطفال.

جدير بالذكر أن أطفال فلسطين عامة لا يتمتعون بطفولتهم أسوة بأطفال العالم وذلك بسبب الاحتلال الاسرائيلي الذي لا يتواني عن إفساد الفرحة عليهم في كل عام، ولكن هؤلاء الأطفال بحيلهم يتحدون الاحتلال دون أن يعلموا وكذلك يتحدون أهاليهم الذين يتناسون حقوقهم أيضاً.