خبر نعم للختيار .. معاريف

الساعة 12:05 م|17 أغسطس 2012

بقلم: بن كاسبيت

        (المضمون: شمعون بيرس ختيار القبيلة، الكبير المسؤول الاخير، قال أمس قولته. حاول أن يقنع. ولكن ليس مؤكدا أنه نجح - المصدر).

        شمعون بيرس بالاجمال قال رأيه. من ينصت الى الرئيس يعرف بان هذا رأيه منذ اللحظة الاولى. في الحملة المجنونة التي يديرها هنا زعماؤنا ضد الولايات المتحدة، ميز بيرس نفسه بثبات ولم يشارك في رقصة السيوف. وعندما اضطرت هيلاري كلينتون وليون بانيتا الى سماع صليل سيوف بيبي وباراك كان هناك بيرس ليقول كم هو واثق بامريكا ويصدق اوباما ويعتقد بأن هذا ليس لوقت لان تعمل اسرائيل وحدها.

        أمس قال ذلك مرة اخرى، ولكن مثلما هو الحال دوما في الحياة، التوقيت هو الذي يقرر. وتوقيت امس، حين كانت أطراف الاعصاب مستفزة حتى النهاية، حين انتفخت شرايين الرقبة حتى كادت تتفجر، وحين كان عدم الثقة بين واشنطن والقدس في ذروة كل الازمنة – باراك وبيبي يطلعان وسائل الاعلام ضد الامريكيين على أساس يومي وديختر ينفض عنه النفتالين كي يعين وزيرا لحماية الجبهة الداخلية – جاء ختيار القبيلة وقال قولته.

        من بنيامين نتنياهو كنت أتوقع في مثل هذا اليوم أن يتجلد. فهو يعرف بان هذا هو رأي بيرس. وهو يسمعه كل اسبوع. ولكن نتنياهو أظهر مرة اخرى عدم سيطرته الذاتية الشهيرة وأمر رجاله بان يتحدثوا ضد الرئيس. وهم جيدون في ذلك، في الحديث ضد الرئيس، ضد أي رئيس.

        وبالمناسبة، بيرس حقا أخطأ في 1981 حين عارض قصف المفاعل العراقي. ولكن الايام مختلفة الان، والوضع آخر تماما، الخصم آخر تماما، الانجاز المطلوب يوجد خارج مدى التحقق لاسرائيل (حسب شهادة رئيس الاركان الامريكي) والمخاطر هائلة. إذن يوجد احتمال لا بأس به بشكل عام أن يكون بيرس أخطأ في حينه، ولكنه محق الان.

        بيرس مجنون بالقلق، يتابع بتخوف انهيار شبكة العلاقات التي تحمي اسرائيل منذ سنوات جيل، ينظر في غياهب الطريق التي يتحرك فيها نتنياهو وباراك، ينظر الى التهافت السياسي، الى العزلة الدولية، الى الحلف المخيف هذا بين خريجي سييرت متكال اللذين اعدا الطبخة، كل واحد بدوره، كل في زمنه – وببساطة يخاف.

        بيرس خسر أمام كل واحد منهما، لباراك (الذي اضطر الى تسليمه الحزب) ولبيبي أيضا (الذي هزمه في 1996). بيرس يكن لكليهما ضغينة ولكن في عمره، في مكانته، حين لا يكون له ما يخسره، وليس له هدفا يسعى اليه، فان المتفائل الخالد، الطفل الاعجوبة للسياسة الدولية، ينظر الى الامام وتظلم عيناه.

        من يتابع بيرس في السنوات الثلاثة الاخيرة يعرف كم من المرارة شبع من نتنياهو وأكل من باراك أيضا. بدءً من المفاوضات اياها مع ابو مازن، والتي انكشف أساسها هنا، بما في ذلك السفر الى الاردن والذي الغي في اللحظة الاخيرة. بيرس واصل الايمان، واصل الضغط، الاقناع، الامل. والان يعطي الانطباع بانه في الاشهر الاخيرة يصحو. على السلام اياه، على ما يبدو، قد تخلى. المشكلة هي ليست في السلام، بل في الحرب.

        شمعون بيرس ختيار القبيلة، الكبير المسؤول الاخير، قال أمس قولته. الامريكيون ترقبوا ذلك بشغف وفي النهاية تلقوا شيئا ما. أقل مما ينبغي، متأخر أكثر مما ينبغي، ولكنه لا يزال شيئا ما. فهل هذا سيؤثر؟ هل هذا سيجدي؟ في هذه الاثناء ذعر من نفسه، الرئيس، ونزل الى تحت الارض. منذ أُنتخب رئيسا وهو يقول، في الغرف المغلقة انه لا يحاول اداة الدولة ولا يتطلع الى الحلول محل رئيس الوزراء. وهو يعرف مكانه ويحاول فقط ان يقنع. أمس أيضا حاول أن يقنع. ليس مؤكدا أنه نجح.