خبر العيدية .. « كابوسٌ » يؤرق جيوب الغزيين و « غولٌ » يسحقُ فرحة العيد

الساعة 08:23 ص|17 أغسطس 2012

- محمد السيقلي

"العيدية" عادة مورثة يتناقلها الغزيين جيل بعد جيل, عادة تضفي ببريقها وبهجتها اسمى معاني الحب والفرح بما تحمله من معاني قيمة, ولكن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الغزيين حالت دون اداءها عند البعض, فمع اقتراب اطلالة عيد الفطر أضحت "العيدية" الغول الاكبر الذي يهدد فرحة العيد, والكابوس الأطول الذي يؤرق جيوب الغزيين, ليكون حال لسان بعض الغزيين .. "من وين" و "ياريت" !! .

المواطن احمد حسونة (42عاماً) تحدث عن امتعاضه من العيدية في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها حيث, قال "العيدية شيء جميل تتبادله العائلات الغزية بالقطاع, ولكن للأسف أصبحت مصدر قلق عند العديد من العائلات, وذلك نظراً للحالة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع" .

حسونة الذي يعمل سائق تاكسي اوضح انه بدأ بتكثيف عمله ليل نهار حتى يستطيع بالكاد تأمين مصاريف العيدية, حيث انه لديه عائلة مكونة من 7 افراد, بالإضافة الى اقربائه, الذي تعود في كل عيد معايدتهم, فقال "بدأت اواصل الليل بالنهار لتامين "العيدية"" .

واضاف حسونة انه مع كل هذا العمل ومواصلة اليل والنهار على سيارة الاجرة الا انها لا تكفي ولا تفي بمصاريف العيدية, واكمل حديثه, فقال "لذلك كله سوف انتقص من العيدية هذا العام الشيء اليسير حتى اتمم العيدية للجميع" .

تسنيم وأحمد بلا "عيدية"

حال احمد لا يختلف كثيراً عن حال المواطن سعيد دلول "35عاماً", الذي قال "تعودت على اعطاء ابنائي واهلي واقربائي في كل عام, لكن للأسف هذا العام لدي تكاليف كثيرة, حيث انني توقفت عن عملي ولا دخل لي, فلذلك كله لن أقوم بتوزيع العيديات هذا العيد" .

دلول بحرقة, أضاف "والله اشعر بالحرج وبالحزن, ما ذنب أطفالي ان لا اعطيهم العيدية وهم أطفال لا يقدرون الاوضاع الاقتصادية ولا يعرفون اسبابها, وما يعنيهم هو الفرحة والعيدية واحتسابها والتباهي بها".

وعن التكلفة العالية التي ينفقها دلول, قال "تكلفني مبالغ باهظة, حيث انها على اقل تقدير تكلفني في كل عيد حوالي 1500 شيكل, نظراً لاتساع عائلتي وتعددها حيث انهم يفوقون 40 فرد" .

ويقول "اننا ان لم نقوم بإعطاء العيدية او انتقصنا منها يقوم بعض الاهالي -لانهم اعتادوا عليها - بالعتب علينا حتى اولادي- تسنيم واحمد - عندما لا اعطيهم العيدية يشكوني لامهم "

احمد وتسنيم أطفال سعيد بدئوا بتحضير الحصالات ليملأها بنقود العيدية ولكن يبدو العام مختلف عن سابقه, وقد قالها سعيد بملء فيه "لا عيدية في هذا العيد" .

العيدية بالهدايا الرمزية "أوفر"

اما المواطن احمد الكموني (50 عاما) يعمل في مهنة البناء اوضح انه نظراً للأوضاع الاقتصادية الصعبة سيقوم بشراء هدايا رمزية كعيدية, وذلك لتوفير قدر الإمكان من الناحية المادية, فقال " سأقوم بشراء هدايا رمزية بقدر 20شيكل لكل عائلة ازورها, وأكون بذلك أدخلت عليهم الفرحة والسرور بما استطيع من ناحية مادية" .

واضاف الكموني " الذهاب الى الاقارب وصلة الارحام هذا فرض علينا ويجب ان ندخل الفرحة على قلوب عوائلنا وأقرباؤنا بأي طريقة, والا نجعل الاوضاع الاقتصادية الصعبة تؤثر علينا وعلى علاقتنا الاجتماعية وصلة ارحامنا" .

واكد الكموني في حديثه ان العديد من العائلات أصبحت لا تذهب لأقاربها بالعيد حرجاً من عدم إعطاء العيدية, نظراً للأوضاع الاقتصادية المتردية في القطاع .

بحسبها بالورقة والقلم

المواطن خالد الحطاب (35 عاماً) والذي يعمل موظف حكومي اوضح انها باتت بالفعل مشكلة طغت على فرحة العيد واجواءه, فقال اتقاضى راتب نوعاً ما بسيط ولكن النفقات المنزلية تستهلك هذا الراتب اول بأول, حتى انني أستدين من زملائي حتى اتمم النفقات, ولكن يطل علينا العيد وهو تكلفة باهظة لدي حيث انني يجب ان اقوم بالمعايدة على الاهل والاحبة" .

وأضاف الحطاب "أقوم بالاستعداد للعيدية من قبل الهنا بسنة حيث انني أقوم بحسابها بالشيكل من اول شهر رمضان واقتطع من هنا وهناك حتى اجمع نقود العيدية, لأنها اصبحت ضرورة اجتماعية لا غنى عنها, وأضحت متجذرة من الناحية الاجتماعية في الاوساط الغزية".

وبنهاية حديثه وجه الحطاب نصيحته لجميع الذين يمرون بضائقة مالية او ترهقهم العيدية, فقال "يجب ان لا نجعل العيدية والنقود والعادات الاجتماعية المورثة تطغى على فرحة العيد واجوائه, والعيدية ليست مقدار الحب من عدمه وقال الله تعالى في محكم التنزيل (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها. "