خبر الحرب في آب أفضل- هآرتس

الساعة 09:09 ص|16 أغسطس 2012

 

بقلم: نيري لفنه

لم أحضر المظاهرة المعارضة للهجوم على ايران التي تمت تحت بيت اهود باراك لعدة اسباب. كان أحدها حالة الجو التي لا تطاق التي تسود المدينة حول البرج الفخم الذي يسكنه الوزير. ولم يحضر كثيرون مثلي المظاهرة بسبب الحرارة الخانقة. وهو شيء أفضى بي الى استنتاج انه قد يكون لتوقيت اعلان رئيس الوزراء ووزير الدفاع عن نيتهما المبادرة الى هجوم على ايران، سبب جوي.

ليس لأحد في آب قوة للخصام وبخاصة اولئك الذين يسمون "يساريين" ويُتهمون بسبب ذلك بأنهم تل ابيبيون، وعلى ذلك فانني أتلذذ بأن أتوجه الى رئيس الوزراء ووزير الدفاع وأقول لهما بصوت صاف شجاع: أنا من ورائكما، فامضيا بقوتكما هذه. ولما كنت قد قرأت عند كبار المحللين كلاما يهديء الجأش عن انه اذا أعلن رئيس الوزراء و/ أو وزير الدفاع بارادتهما مهاجمة ايران فتلك علامة على انه لا احتمال لأن يهاجما ايران – فمفهوم لماذا أريد ان أعززهما في نيتهما ان يهاجما (أي لا يهاجما بحسب المنطق المذكور آنفا). ومشكلتهما الوحيدة هي فقط كيف يروجان للحرب التالية بين من لا يعلمون مكاسبها الممكنة ويجعلانها أكثر وداً لاولئك الذين قد يموتون فيها.

لنبدأ بأمر التوقيت. مع كل ارادتي الخيّرة، وهي موجودة عندي، أن أمضي كالمشنوقة على أثر القادة الحكماء – فانني أرى أن اختيار نهاية تشرين الاول مخطوء. لأن الخيارات الأفضل هي ان تكون الآن في هذه اللحظة في الوقت الذي يوجد فيه عند كثيرين منا اضطروا للبقاء في البلاد في آب شهوة للموت، ولا سيما اذا كانوا يعتنون باولاد صغار؛ واذا لم يكن ذلك ففي الخامس والعشرين من آب لنُجنب اولاد اسرائيل الأعزاء الحاجة الى العودة الى المدارس.

اذا لم يستطع قادتنا ان يفعلوا جميع الترتيبات الضرورية للاهتمام بأمن أعزائهم حتى بدء السنة الدراسية فيمكن تأجيل الهجوم الى مساء رأس السنة كي نُجنب أنفسنا كابوس الأعياد. ومن المرغوب فيه ان يكون ذلك بعد الساعة الثانية عشرة ظهرا لأنه يفترض ان أُقلع الى خارج البلاد في الساعة الحادية عشرة واربعين دقيقة.

بعد ان أنهينا مسألة الموعد، يمكن ان نشير الى المكسب الكبير الذي ستجلبه الحرب القادمة على الصعيد الاقتصادي. أولا لا شك في ان اسعار العقارات في غوش دان ستنخفض في نهاية الامر وكذلك العقارات نفسها ايضا أو على الأقل تلك التي بُنيت قبل سنة 1989 وسوف تنهار مع أول صاروخ كما يقول مهندسون مختصون. ولا حاجة منذ الآن لأن تكون مستوطنا تسكن في بؤرة استيطانية غير قانونية كي تحظى باخلاء – بناء؛ فهل يوجد حلم أروع من هذا؟ وبين الاخلاء والبناء سينتقل الناجون من سكان المدن للسكن في خيام وهو ما سيمنح احتجاج الخيام زخما غير عادي.

آخر شيء يجب ان نحسمه هو قائمة القتلى في الحرب. تتحدث جهات امنية عن 500 قتيل في تل ابيب. وهذا هو موضع سؤالنا: هل قررت تلك الجهات من هم الناس الذين ستشتمل عليهم القائمة أم تكتفي بأنها تعلم من الذين لن يكونوا فيها؟ يجب ان نغلق القائمة في أسرع وقت كي نُمكّن قتلى المستقبل من توديع أعزائهم بصورة مناسبة وليقوموا بجميع الترتيبات الضرورية، واذا كان اسمي في القائمة ايضا فانني أنوي أن أوقف الحمية فورا وأن أعود الى التدخين.