خبر حقيقة أوباما- هآرتس

الساعة 09:05 ص|16 أغسطس 2012

 

بقلم: أري شبيط

ان النبأ الموضوع على مائدة الرئيس براك اوباما نبأ دراماتي معناه ان لايران مجموعة سلاح متقدمة تطور رأسا حربيا ذريا محكما. وبخلاف تقديرات امريكية سابقة تقدمت ايران لا في مجال بناء الصواريخ ومجال تخصيب اليورانيوم فقط بل في مجال انتاج السلاح ايضا. وتبين بخلاف توجيهات امريكية سابقة ان الغرب لا يعلم كل ما يحدث في أقبية طهران السرية. وقد زال نفاذ دعوى ان ايران تحتاج الى زمن طويل كي تشق الطريق الى قنبلة ذرية. وزال نفاذ دعوى ان الولايات المتحدة ستعرف كل اجراء ايراني سري في وقت مبكر. ان صورة الاستخبارات الامريكية وصورة الاستخبارات الاسرائيلية تتحدان. ونفد الزمن، كما تقول صورة الاستخبارات المتحدة. ان العقوبات تؤثر تأثيرا شديدا في الاقتصاد الايراني في الحقيقة لكن البرنامج الذري الايراني أخذ يقترب من غايته. وفي غضون نحو من سنة ستصبح ايران ذات قدرة على ان تصبح قوة من القوى الذرية.

دعت صحيفة "نيويورك تايمز" اسرائيل هذا الاسبوع الى اجراء حوار مسؤول في الشأن الايراني. وصحيفة "نيويورك تايمز" على حق. لكن من حق الاسرائيليين ان يتجهوا الآن الى الامريكيين ويُعبروا عن الطلب نفسه. صحيح الى الآن ان الخطاب الامريكي في الشأن الذري الايراني ليس مستقيما كثيرا وليس شجاعا كثيرا وليس مسؤولا كثيرا. ولا توجد مواجهة صادقة عميقة من المنظومة السياسية الامريكية وبعض وسائل الاعلام الامريكية لحصول الشيعة على القدرة الذرية ومعنى ذلك.

ان ما بعد صدمة افغانستان وما بعد صدمة العراق وصدمة الازمة الاقتصادية جعلت امريكا لا تنظر مباشرة الى آلات الطرد المركزي في نتناز والى الملجأ المحصن تحت الارض في فوردو. وهي لم تفهم ايران ولم تستدخل ايران ولم تُجند أكثر مواردها لصد ايران.

الفشل الامريكي فشل مأساوي. كان يمكن ان يُفهم قبل عشر سنين ان أكبر تحدٍ للقوة العظمى هو شق طريق ثالث يُجنبنا جميعا المعضلة الفظيعة لقنبلة ذرية أو قصف. وكان يمكن ان يُفهم قبل خمس سنين ان الواجب على واشنطن ان تفرض على ايران عقوبات تسبب الشلل وان تحاصرها حصارا محكما وان ترفع عليها هراوة عسكرية شديدة.

لكن امريكا لم تفهم لأن امريكا كانت غارقة في شؤون اخرى مؤلمة. ويمكن ان نفسر عدم فعلها لكن لا يمكن ان ننكره. وفي كل ما يتعلق بايران، عملت الولايات المتحدة قليلا جدا ومتأخرة جدا وبلا قدر كاف من التصميم.

ان ادارة اوباما خاصة عملت في السنين الاخيرة غير قليل. فقد قادت المعركة في مجال العقوبات وعملت عملا حثيثا في مجال السايبر وأعدت خيارا عسكريا حقيقيا. لكن كل هذه الاعمال لم يكن يصاحبها دفع دولار سياسي واحد. ولم تكن مصحوبة ايضا باعداد الرأي العام لمواجهة اقتصادية أو عسكرية تجبي ضحايا. وقد فعل اوباما أكثر كثيرا من جورج بوش، لكنه فعل أقل من المطلوب، فلم يردع الايرانيين ولم يوقف الايرانيين ولم ينجح في مواجهتهم الى الآن.

ان النبأ الدراماتي الموضوع الآن على مائدة رئيس هيئة الاركان يُفترض ان يُبين له انه حانت ساعة الحقيقة. ومن المؤسف جدا ان الامتحان الحاسم لم ينتظر الى ما بعد انتخابات تشرين الثاني بل ظهر الآن. ومن الحق الكامل لرئيس الولايات المتحدة ان يقرر انه هل تُسوغ الذرة الايرانية حربا. ومن حقه الكامل ان يقول لتركيا واسرائيل والسعودية وامارات الخليج انه يختار سياسة الاحتواء والتسليم. لكن ليس من حق الرئيس ان يضلل حلفاءه وان يخفي الحقيقة عن مواطنيه.

يجب على اوباما ان يعلن الآن هل سيكون مستعدا لصد ايران بالقوة في 2013؛ وعليه ان يعلن هل سيوقف القنبلة الذرية الايرانية بقصف امريكي اذا ما استُنفدت جميع الاجراءات السياسية.