خبر يا سادتي، أمريكا تقول لكم « لا »- يديعوت

الساعة 09:03 ص|16 أغسطس 2012

 

بقلم: ايتان هابر

في أحد الأيام، قبل سنوات عديدة، طلب سفير الولايات المتحدة في اسرائيل لقاءً فوريا مع وزير الدفاع. السفير، الذي كما يخيل لي كان توماس بيكرينغ، جلس في حينه أمام اسحق رابين، سحب قطعة ورق من جيبه وقرأ منها: "من وسائل الاعلام علمنا أن في نيتكم تعيين العقيد آفيئام سيلع قائدا لقاعدة تل نوف. عقلنا لا يرتاح لذلك" (سيلع كان في حينه ضالعا في قضية بولارد). قرأ السفير، أعاد الورقة الى جيبه وذهب.

اللقاء استمر لدقيقة، ربما دقيقتين. رابين أبلغ بذلك رئيس الاركان، موشيه ليفي طيب الله ثراه، وهذا أبلغ على ما يبدو على الفور قائد سلاح الجو في حينه عاموس لبيدوت. وعلى الفور كان هناك من نهض ليقول اننا دولة سيادية، مستقلة في قراراتها – ومن هم ليقولوا لنا؟ قالوا ايضا ان "عقلنا لا يرتاح" لا يعني اعتراض. النهاية معروفة. "أكلناها" بشدة، نحن دولة اسرائيل، الجيش الاسرائيلي، سلاح الجو وأفيئام سيلع. لم تجدي الهجمات من جهة ولا الاستجداءات من جهة اخرى.

عندما يقول رئيس اركان الجيوش الامريكية، مارتن دمبسي، علنا ان دولة اسرائيل، الجيش الاسرائيلي، سلاح الجو "غير قادرين على وقف النووي الايراني"، التأخير فقط، وليس التدمير، وليس الوقف، فما الذي يلمح به؟ بكلمات القصيدة اياها: "عندما تقول "لا"، ماذا تقصد؟". بنيامين نتنياهو وايهود باراك يعرفان الجواب جيدا. فهما خبيران في الشؤون الامريكية. وهذا هو السبيل الامريكي ليقولوا لنا وللرجلين اللذين يقوداننا: لا، يا سادتي، أمريكا تقول لكم لا.

رئيس الاركان، كبير المسؤولين في الجيش الامريكي، لا يصدر عن فمه قولا كهذا دون أن يتلقى الاذن مسبقا من كل القيادات السياسية الممكن. دمبسي يقول: "ما أقوله يقوم على أساس ما أعرفه عن قدرات الاسرائيليين"، ومن، بحق الجحيم، إن لم يكن هو، يعرف؟ فهذه أمريكا هي التي تزودنا بالطائرات وبالقنابل وبكل باقي أدوات الدمار، إذن إن لم تكن هي، فمن يعرف؟

صحيح أننا عباقرة ونضيف وسائل قتالية من جهتنا، على ما يبدو حتى الامريكيين لا يعرفون عنها (او يجعلون أنفسهم لا يعرفون)، ولكن جدير ومرغوب فيه أن يتشبه أصحاب القرار في دولة اسرائيل بالقردة الشهيرين الثلاثة الذين لا يرون، لا يسمعون ولا يتكلمون. اذا كان أصحاب القرار يحتاجون الى مترجم من الانجليزية الى العبرية (ونتنياهو بالتأكيد لا يحتاج)، فان مارتن دمبسي قال أول أمس بالانجليزية الدبلوماسية: لا تتجرأوا على عمل شيء، وبالتأكيد ليس دون علمنا.

على أمل أن يفهموا التلميح هنا.