خبر الأزهر يطالب قمة مكة بسحب المبادرة العربية ردا على انتهاكات الاحتلال الصهيوني للقدس

الساعة 05:13 م|14 أغسطس 2012

وكالات

طالب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قادة العالم الإسلامى الـ 57 الذين سيجتمعون بمؤتمر القمة الإسلامى بجدة بالمملكة العربية السعودية بسحب المبادرة العربية ردا على ممارسات الاحتلال خلال الفترة الماضية ضد مدينة القدس والانتهاكات الصهيونية المستمرة التي طالت الحرم القدسي.

وقال شيخ الازهر "لـمَّا كان "الدِّين النصيحة" كما ثبَتَ عن نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم، فإنَّ الأزهرَ الذى يُعبِّرُ عن ضمير الأمَّةِ، ومشاعرِ أبنائِها كافَّةً، فى هذه الظروفِ التاريخيةِ الدقيقةِ، التى تستوجبُ الصدقَ والمصارحةَ، يتوجَّهُ إلى أئمةِ المسلمينَ وقادَتِهم بالنصائحِ التالية: أن كلَّ مَن يتابعُ أحوالَ العالمِ الإسلامى المعاصِرِ، ومشكلاتِه المتتابعةَ، وما يَموجُ به من أزماتٍ، يعلمُ علمَ اليقينِ أن مَرَدَّ ذلك كلِّه، إلى قضيَّةِ القَضايا، ومنشَأِ المشكلاتِ والأزماتِ جميعًا، وهى قضيةُ فلسطينَ، التى حرصَتِ القُوَى الدوليةُ، فيما بعد الحربِ العالميةِ الثانيةِ، أن تظلَّ جُرحًا نازفًا فى جسَدِ الأمةِ، يتهدَّدُها بالأخطارِ، ويضعُ مقدَّساتها فى مَهَبِّ رياحِ الغدرِ والبغى والتآمُرِ الرخيصِ، وغيرُ خافٍ على أحدٍ ما يجرى فوقَ الأرضِ المقدَّسةِ الآنَ، من تصفيةٍ للوجودِ العربى فيها، وتهويدٍ لكلِّ معالمِها، وابتلاعٍ لما بَقِى من أطرافِها، وهو لا يزيدُ عن عـشرينَ بالمائةِ من أرضِ فلسطينَ بالاستيطانِ، وتغييرٍ للمعالمِ والموازينِ الديموجرافيةِ والمعماريةِ، حتى طالَتْ أخيرًا "الحرمَ القدسى نفسَه"، وليسَ القدسَ العربيةَ وحدَها، إذ يُنادِى قادَةُ الاحتلالِ الباغى بتقسيمِه بينَ العربِ واليهودِ، كما فعَلُوا فى الحرمِ الإبراهيمى من قبلُ.

وتابع: "إن لم نستَطِعْ أن نُواجِهَ هذا البغى الذى يُمثِّلُ جريمةً صريحةً فى نظر القانونِ الدولى والمواثيقِ المرعيةِ بالقوةِ المُلزِمةِ، فلنَسحَبِ المبادرةَ العربيَّةَ التى استُقبِلَتْ أسوأَ استقبالٍ، ونشقَّ طريقًا جديدًا يقومُ على الشفافيةِ والمصارحةِ لمواجهةِ هذه السياساتِ الظالمةِ القائمةِ على فرضِ الإذعانِ وقبولِ الأمرِ الواقعِ على أمةِ العربِ والمسلمينَ، فإنَّ المشاعرَ - أيها القادةُ - مُستَفزَّةٌ، والأخطارَ مُحدِقةٌ، ولا بُدَّ من موقفٍٍ صريحٍ، يجمعُ الأمةَ من ورائِكم، ويُوحِّدُ المواقفَ والصفوفَ، وأوَّلها الصفُّ الفلسطينى قبلَ أى شيءٍ آخَر"َ.

واعتبر الطيب أن هذا الاجتماع حدَثٌ جليلٌ بالغُ الأهميَّةِ والخطَرِ، فى ظُروفٍ عالميَّةٍ قلقةٍ ومضطربةٍ، وبخاصَّةٍ فى رُبوعِ العالمِ الإسلامى نفسِه، الذى يموجُ بالمشكلات، والقضايا العالقةِ والأزمات.