خبر أحمد منصور القرارات الثورية للرئيس المصرى..أحمد منصور

الساعة 10:28 ص|14 أغسطس 2012

كل ثورة بحاجة إلى قرارات ثورية حتى تثبت أركانها، وتواصل مسيرها، ورغم أن الرئيس مرسى لم يمض عليه فى منصبه سوى عدة أسابيع إلا أن القرارات التى اتخذها يوم الأحد الماضى بإقالة أقوى شخصيتين فى مصر وفى المؤسسة العسكرية وهما وزير الدفاع محمد حسين طنطاوى ورئيس الأركان سامى عنان وإلغاء الإعلان الدستورى المكمل هى قرارات ثورية بامتياز، تمهد الطريق لإنهاء عصر الزعامات الورقية المنفوخة وترسخ لمسيرة الثورة وسيادة الشعب واختيار الأكفأ وعقاب المقصرين، وتؤكد أن مرسى قد أخذ زمام القيادة الذى طالما انتقدناه فيه طوال الأسابيع الماضية، وفى هذا الإطار أذكر أنى كنت فى حديث مع أحد الأصدقاء الذين يعرفون الرئيس المصرى الدكتور محمد مرسى معرفة وطيدة، وتناقشنا فى شخصية الرئيس التى صُورت خلال فترة الانتخابات على أنها شخصية بديلة، حتى إن بعض المرجفين الذين يمارسون الهرطقة والتدليس على الفضائيات المصرية جاء بإطار سيارة فى برنامجه إشارة إلى ما أطلقه الفلول على الرئيس مرسى من أنه لم يكن سوى بديل «استبن» لمرشح الإخوان المهندس خيرت الشاطر، قال لى الصديق: أنا أعرف الدكتور محمد مرسى جيداً، هو صاحب شخصية وليس تابعاً أو بديلاً، وإذا نجح ستجد رئيساً يدير مصر بعيداً عن كل ما يقال وبعيداً عن أى تأثير للإخوان على قراره، وضعت الكلام فى إطاره الطبيعى وقلت: ستبقى أفعال مرسى هى المؤشر الذى سنحكم من خلاله على أدائه؛ إن أحسن نقول له أحسنت، وإن أساء نقول له أسأت. وبعدما فاز مرسى ظهر خلال الأيام الأولى من رئاسته متهاوناً، حتى إنه جعل الرعاع يتجرأون عليه على الفضائيات وفى الصحف وفى الشارع وعلى القصر الجمهورى، وكتبت فى هذه الزاوية مطالباً الرئيس بأن يحمى المنصب والمكان وأن يلقى الخطاب الذى ينتظره الشعب منه وأن يضرب بيد من حديد على من يتطاول على رئيس مصر وألا يسمح لهؤلاء الذين يقطعون الطريق ويملأون ما حول القصر الجمهورى بالقاذورات أن يواصلوا أفعالهم، لأننا لا نقبل أن يهان رئيس مصر سواء اتفقنا أو اختلفنا معه.

وجاءت الجريمة الكبرى فى رفح ليكشف مرسى عن شخصيته وكان أول قراراته القوية بإقالة مدير المخابرات ومحافظ شمال سيناء وبعض القادة الأمنيين، ليطبق العقاب الذى لم يعد يطبق فى مصر منذ سنوات طويلة، لكنى وغيرى كنا نقول إن العقاب يجب أن يكون للقادة الأرفع الذى تفرغوا للسياسة والتجارة فى كل شىء وحولوا جيش مصر إلى عمال يومية بدلاً من أن يصبحوا جنوداً محترفين يدافعون عن الوطن، إن جنود مصر مهمتهم حماية مصر وشعب مصر، وما حدث خلال العقود الماضية يجب أن يتم تصحيحه وأن يعود الجيش إلى ثكناته ويتفرغ القادة العسكريون الجدد لإعادة بناء القوات المسلحة التى دُمرت خلال عهد الكنز الاستراتيجى لإسرائيل حسنى مبارك، لقد فاجأ مرسى الجميع بقراراته الشجاعة، كما جاء اختياره لشخصية عسكرية احترافية فى منتصف الخمسينيات هو الفريق أول عبدالفتاح السيسى أصغر أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة كوزير للدفاع حتى يعيد ترسيخ مبدأ جريان الدم فى عروق القوات المسلحة وينهى حالة التكلس التى كانت قائمة، وبالنسبة للتوقيت فإن هذا هو أفضل توقيت لهذه القرارات، وإذا لم يقم مرسى باتخاذ هذه القرارات فى هذا التوقيت ربما لم يكن يستطيع أن يتخذها فى وقت آخر، لقد أجبر مرسى الجميع على احترامه ما عدا المرجفين من العلمانيين والمهرطقين على الفضائيات وأعمدة الصحف، الذين لطموا الخدود وشقوا الجيوب على قرارات مرسى، وهذا شأنهم أن يعارضوا للمعارضة أو للشهرة أو للمنفعة الشخصية أو للهرطقة بعدما شعروا أن الشعب بدأ يشعر بسيادة الدولة ووجود قيادة على رأسها، إن إقحام الإخوان المسلمين فى قرارات الرئيس هو شىء من السذاجة والتدليس، فمرسى هو رئيس لمصر وللمصريين ولن يقبل الشعب من الرئيس الذى اختاره أن يقاد من أحد لا من الداخل ولا من الخارج، أما اختيار نائب الرئيس المستشار محمود مكى لمنصب نائب الرئيس فهو اختيار من قلب الثورة لا يعرفه الجاهلون بها.. وغداً سوف أروى قصة نائب الرئيس مع الثورة..