خبر ألجنة تحقيق ؟ -هآرتس

الساعة 07:53 ص|14 أغسطس 2012

ألجنة تحقيق ؟ -هآرتس

بقلم: رؤوبين بدهتسور

        (المضمون: يجب الشك بتقدير رئيس الوزراء الاسرائيلي لأنه يُشكك في استقامة مسؤولي جهاز الامن الكبار الذين يشيرون عليه بعدم مهاجمة ايران - المصدر).

        ان من يستيقن من ان تكون لنتائج قراره تأثيرات ايجابية لا يتحدث عن لجنة التحقيق التي قد تنشأ في أعقاب تنفيذه. يبدو ان بنيامين نتنياهو يدرك انه قد تكون لقرار الهجوم على ايران نتائج كارثية، ولو لم يكن ذلك لما قال "اذا وجدت لجنة تحقيق فسأمضي وأقول إنني أنا المسؤول" (براك ربيد، "هآرتس"، 3/8). فلو ان رئيس الوزراء كان راضيا عن النتائج المحتملة لقرار مهاجمة المنشآت الذرية في ايران لرفض في امتعاض الكلام عن لجنة التحقيق.

        لا يعني هذا سوى ان نتنياهو يوافق في سريرته على تقديرات ذوي الاختصاص من رئيس هيئة الاركان الى قائد سلاح الجو والى كبار مسؤولي هيئة القيادة العامة بل الى كبار مسؤولي الموساد، ان الهجوم على ايران قد يجب كارثة علينا. لكن رئيس الوزراء أسير الشرك الايديولوجي الذي بناه هو نفسه في السنين الاخيرة. انه لا يحلل التهديد الايراني ومجابهته بأدوات عقلانية بل بمفاهيم المحرقة والنهضة. فالسلاح الذري في حوزة ايران يعني نهاية النهضة الصهيونية ومن هنا يأتي تشبيه  ايران بالمانيا النازية. واسرائيل تشبه تشيكوسلوفاكيا عشية ازمة ميونيخ، وكما سلّمتها القوى العظمى آنذاك لهتلر فان الغرب مستعد اليوم لترك اسرائيل للفناء الذي سيُحكم عليها به اذا ملكت ايران سلاحا ذريا.

        نتنياهو مقتنع بأنه يجب عليه منع ذلك وانه يجب عليه ان يُبين ان اسرائيل ليست تشيكوسلوفاكيا وان 2012 ليست 1938. ولا يؤمن رئيس الوزراء فقط بأن عمله هو انقاذ اسرائيل بل انقاذ العالم الغربي كله من خطر سلاح ذري في يد نظام آيات الله، ونتنياهو على يقين من انه من حسن حظ اسرائيل انه هو الذي يحل في ديوان رئيس الوزراء وان القرار الصحيح سيُصاغ في اثناء ولايته.

        ومن هنا ايضا يأتي التصريح الذي لم يسبق له مثيل والذي تناول كبار مسؤولي الجيش الاسرائيلي والموساد الذين يشاركون في المباحثات في شأن الهجوم على ايران، وهؤلاء كما تعلمون يعبرون عن معارضة شديدة لعملية عسكرية، وهذا الشيء فضلا عن انه لا يستوي مع موقفه يعرضه في ضوء سلبي ايضا بأنه يتجاهل ويستخف بكل من يخالف رأيه. وقد انتقد نتنياهو سلوك كبار مسؤولي جهاز الامن وأشار الى أنهم يأتون الى المباحثات في جو تغطية القفا، وقال: "ضقت ذرعا بهذا الجو، وهو موجود في المباحثات ايضا. يأتيني ناس بألواح عرض كلها للجنة التحقيق. وقلت لهم ان يكفوا عن ألواح العرض هذه وان يكفوا عن الحديث لمحاضر الجلسات وان يتحدثوا بصورة موضوعية".

        يبدو انه في هياج الأحداث والتصريحات حول الشأن الايراني لم يُصرف الانتباه المطلوب الى كلام رئيس الوزراء الخطير هذا. فنتنياهو لم يشكك فقط في استقامة مستشاريه الامنيين الكبار بل أوضح ايضا انه لا ثقة له بالتحليلات والتقديرات المهنية التي يعرضونها عليه. وقد قال نتنياهو في واقع الامر ان رئيس هيئة الاركان وقائد سلاح الجو وسائر مسؤولي جهاز الامن الكبار يعرضون في النقاشات موقفا يرمي الى انقاذهم في لجنة التحقيق التي ستنشأ، ولا يعرضون موقفهم المهني الحقيقي الذي يفترض في رأيه ان يؤيد الهجوم بالطبع.

        ان رئيس وزراء يخرج في هجوم لسلب الشرعية المنفلت على كبار مسؤولي جهاز الامن لأنهم غير مستعدين فقط لأن يكذبوا على نفسهم ويغيروا تقديراتهم المهنية بحيث تلائم تقديراته – هو رئيس وزراء خطير ينبغي الشك في تقديره.