خبر منطقة الأنفاق في رفح تعيش حالة فريدة من الهدوء القسري

الساعة 05:33 ص|14 أغسطس 2012

رفح

في حالة فريدة لم تتكرر منذ أكثر من خمس سنوات، تعيش منطقة الشريط الحدودي الممتدة مسافة تزيد على 13 كيلومتراً، حالة من الهدوء القسري، وتبدو شبه خالية من المواطنين والمركبات.

فتلك المنطقة التي ظلت على مدى السنوات الماضية تعيش أجواء من الضجيج والنشاط على مدار الساعة، باتت شبه خالية، ولا يسمع فيها سوى زقزقة العصافير وحفيف الأشجار.

وخلا الشارع الرئيس القريب من بوابة صلاح الدين الحدودية، - مركز الحركة والنشاط للأنفاق - من الشاحنات والمركبات الثقيلة، عدا القليل منها التي كانت تنقل بقايا مواد بناء كانت متجمعة داخل الأنفاق.

وخيمت أجواء من الهدوء التام في محيط المناطق السكنية القريبة من الحدود، ولم يعد يسمع فيها ضجيج المولدات ولا آلات السحب، واشتم المواطنون هواء عليلاً بدلاً من الغبار والدخان المتصاعد من تلك المنطقة.

أما العمال ممن كانوا يتوافدون إلى تلك المنطقة بعربات الكارو ودراجات "توك توك" لجمع بقايا الحصمة المتساقطة من الشاحنات فلم يعد لهم وجود، ومعظمهم انصرفوا للبحث عن أعمال أخرى، أو جلسوا بالقرب من منطقة الأنفاق أملاً في عمل يدر عليهم قليلاً من المال.

ويشير المواطن محمود صالح، من سكان المناطق القريبة من مجمع الأنفاق، إلى أنه ورغم عدم رضاه عن إغلاق الأنفاق، لما يلحقه ذلك من ضرر بالغ على سكان القطاع، فإنه وباقي سكان المنطقة يعيشون أجواء هادئة خالية من التلوث والغبار.

وأشار إلى أنه لم يعد يستيقظ صباحاً على أصوات الشاحنات التي كانت ترتاد منطقة الأنفاق بأعداد كبيرة، ولم يعد مجبراً على غلق النوافذ لتلافي دخول الغبار إلى داخل المنزل.

ونوه صالح بأن أطفاله يستغربون الحالة المذكورة، ويسألونه دائماً عن الشاحنات والنشاط والحركة التي كانت تملأ المنطقة على مدار الساعة.

وينتشر على طول الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي المصرية وقطاع غزة، أكثر من 1200 نفق وفق آخر التقديرات، تنشط في جلب عشرات أنواع السلع والبضائع التي منعت إسرائيل إدخالها إلى قطاع غزة، منذ فرض الحصار قبل أكثر من خمس سنوات.

أما سائق إحدى الشاحنات وكان يتوقف بشاحنته قرب المنطقة المذكورة، فتمنى ألا يطول الحال المذكور، موضحاً أن إغلاق الأنفاق ألحق ضرراً بالغاً به وبرفاقه، وحرمهم من مصدر دخل مهم اعتادوا عليه طوال السنوات الماضية.

وقال يوسف عوض: لم نعتد إغلاقات طويلة كهذه، ففي السابق كان يحدث إغلاق وتوقف عن العمل بسبب الغارات الإسرائيلية ولا يدوم ذلك سوى أيام معدودة.

وطالب عوض بحل الأزمة وإعادة استئناف العمل في الأنفاق، كي تتواصل عجلة الإعمار في القطاع، ويعود آلاف العمال لأعمالهم مجدداً.

ووصف الشاب أيمن ربيع، حالة الهدوء المذكورة بـ "القاتلة"، موضحاً أن المنطقة الحدودية فقدت رونقها وحيويتها، وباتت أشبه بالأرض الخلاء.

وأشار ربيع إلى أن استمرار إغلاق الأنفاق يفقده مصدر دخله الوحيد الذي يعتاش منه وأسرته منذ سنوات، مبيناً أنه ينتظر عودة الأمور لطبيعتها بفارغ الصبر.