خبر أسير محرر: الكثير من الأسرى دخلوا السجون أميين وخرجوا علماء

الساعة 04:21 م|12 أغسطس 2012

رام الله

سلط الأسير المحرر المحاضر في جامعة القدس المفتوحة د.عدنان أبو تبانة الضوء على الجانب المشرق فى حياة الأسرى، بالحديث عن مئات الأسرى الذين اعتقلوا وهم لا يعرفون القراءة والكتابة وأصبحوا علماء، إضافة إلى الأسرى الذين أنهوا دراساتهم العليا داخل السجون.

وقال أبو تبانة في حديث لمركز أسرى فلسطين للدراسات بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال مؤخراً، "إن الحديث عن معاناة الأسرى في السجون وهي الجانب الأبرز غطى على الجانب المشرق في حياة الأسرى، الذين بددوا ظلمة وعتمة السجون والزنازين بنور العلم وحصلوا على الشهادات العليا، وبعضهم من دخل السجن وهو لا يعرف القراءة والكتابة، وثابر وتعلم وأصبح من المؤلفين في العديد من المجالات".

وأضاف أن "بعض الأسرى من برع فى حفظ القران الكريم، وتفسيره، والحصول على السند المتصل عن رسول الله -عليه السلام- ومنهم من حصل على شهادات الدراسات العليا كالماجستير والدكتوراه"، مؤكداً أنه أكمل الماجستير داخل السجن حين قام بتحقيق كتاب "الانس الجليل بتاريخ القدس والخليل"، وهو منشور في المكتبات العربية والعالمية.

وأشار إلى أن "الأسرى يقبلون بشكل كبير على الالتحاق بالجامعة بالتعاون مع الجامعات المحلية في الخارج، وما توفره من تخصصي التاريخ والدعوة والحصول على شهادة البكالوريوس لمن لم يحالفه الحظ بإكمال تعليمه في الخارج بسبب الاعتقال، وذلك بعد وضع الاحتلال العراقيل أمام الأسرى في الالتحاق بالجامعة العبرية، ويُمنع الأسرى للعام الرابع على التوالي من تقديم امتحانات الثانوية العامة داخل السجون بشكل رسمي، بينما يجد الأسرى حلولاً بديلة بشكل دائم لتخطي هذه العراقيل".

وأوضح أن "الاحتلال أراد أن يجعل من السجون مقبرة للأحياء، فأرادها الأسرى مصانع للرجال، وأكدوا ذلك بالدليل العملي مع تخريج الأبطال والشهداء والعلماء من السجون"، مشبّهاً "حياة الأسرى في السجون بخلية النحل، لما فيها من نشاط وعمل مستمر، فهم رهبان في الليل وعلماء في النهار يبدؤون يومهم بقراءة القرآن ويختمونه بقيام الليل".

وعن الإضراب الأخير عن الطعام الذي خاضه الأسرى فى شهر نيسان للمطالبة بحقوقهم وكان شاهداً عليه، قال: "إن الأسرى لم يلجؤوا لخطوة الإضراب إلا بعد استنفاد كل أدوات الحوار المعهودة بين إداراة مصلحة السجون وممثلي المعتقلات، فكان الإضراب نتيجة ممارسات ظالمة استمرت فترات طويلة تجاه المعتقلين".

وأضاف أن "تفاعل الشعب الفلسطيني مع هذا الإضراب كان عاملاً مهما ً في نجاحه حيث حقق أهم مطلبين من مطالب المعتقلين وهما نقل الأسرى المعزولين منذ سنوات طويلة إلى أقسام السجون والسماح بزيارة أهالي أسرى قطاع غزة، أما أهم نقطة ضعف في الإضراب كانت الانقسام الفلسطيني أدى إلى انقسام في مواقف المعتقلين الأمر الذي أدى لعدم مشاركة قطاعات من الأسرى في الإضراب".

وحول التضامن مع قضية الأسرى على المستويين الرسمي والشعبي، قال الأسير المحرر لمركز أسرى فلسطين إنه "لا يمكن تفعيل قضية الأسرى بالشكل المطلوب إلا ضمن خطة وطنية توافقية يشارك فيها الجميع، فلا يجوز أن يكون هناك وزارتان للأسرى في الضفة وغزة وأن يظل الأسرى يشكون من التقصير ولا يجوز أن يكون هناك إضراب للأسرى ويكون الشارع منقسم على نفسه".

والأسير المحرر د.عدنان أبو تلبانة ُأفرج عنه قبل أيام من سجون الاحتلال بعد اعتقال إداري دام 14 شهراً وهو الاعتقال رقم 13 في حياة الأسير منذ عام 1987، أمضى خلالها ما يزيد عن 10 سنوات في السجون.