خبر ستُغلق النافذة في كانون الاول -يديعوت

الساعة 08:17 ص|12 أغسطس 2012

ستُغلق النافذة في كانون الاول -يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

في كانون الاول القريب سيوقف الايرانيون العالم أمام لعبة شطرنج مدهشة. وستكون الطريق من هناك الى موت الملك مسألة بضع خطوات فقط. ستُتم ايران آنئذ خطة تحصين مشروعها الذري على اختلاف أجزائه العلمية والصناعية والعسكرية كلها. ويُعرف هذا الوضع في اسرائيل بأنه دخول ايران في "مجال الحصانة". ومنذ ذلك الوقت فما يليه تستطيع ايران الاستمرار في التقدم في مشروعها الذري بلا خوف من هجوم اسرائيلي فعال.

ليس الحديث عن افشال القدرة الاسرائيلية عن العمل سرا على مجابهة المشروع الذري الايراني بل الحديث عن مضاءلة كبيرة – الى الصفر تقريبا – للقدرة على تنفيذ هجوم كثيف ناجع مع أطنان كثيرة من المواد المتفجرة والقضاء على المنشآت الذرية. في السباق بين تطوير الوسائل الهجومية في اسرائيل وانشاء منظومة دفاعية في ايران يسجل الايرانيون لأنفسهم انجازا مذهلا، فقد أصبحت خطة دفاعية، واستغرق تنفيذها وقتا كثيرا لكن المهندسين الايرانيين سيقدمون السلعة في نهاية السنة.

تشتمل خطة الدفاع الايرانية على عدد من العناصر الأساسية هي: ادخال المنشآت الذرية في باطن الارض، وتوزيعها على مواقع كثيرة وتثخين الحماية المادية للمنشآت. وأصبحت حماية العلماء الايرانيين أفضل مما كانت في الماضي ايضا. وفي مقابل هذا تقدم الايرانيون أكثر من المتوقع في تطوير وسائل اطلاق الصواريخ والرؤوس الحربية.

لا يشيرون في اسرائيل وحدها الى "الموعد النهائي" في كانون الاول بل بين اجهزة استخبارية غربية في أنحاء العالم ايضا. والأهم ما يظهر في تقدير الاستخبارات المُحدث للاجهزة الاستخبارية في الولايات المتحدة الذي تم تقديمه في المدة الاخيرة للرئيس ويفترض ان يُعرض على مجلس النواب وان يُنشر.

ليس عجبا ان غضب الامريكيون للتسريبات التي كانت في اسرائيل من هذه الوثيقة. ففي حين تحاول الادارة قدر استطاعتها ان تؤجل الهجوم الاسرائيلي الى ما بعد الانتخابات في الولايات المتحدة على الأقل، وضعت على مائدة الرئيس وثيقة تقوي موقف اسرائيل خصوصا من قضية مجال الحصانة. ولا تكشف الوثيقة فقط عن حقيقة ان الايرانيين يُتمون بناء المنظومة الدفاعية للمشروع الذري بل تكشف ايضا كما يبدو عن ان الايرانيين يملكون عددا من المنشآت الذرية أكبر مما كان عندهم في الماضي. وقد وزعوا منشآت التطوير والانتاج بحيث "ولدت" فجأة منشآت محمية اخرى.

ستُغلق اذا في كانون الاول بادي الرأي بالنسبة لاسرائيل نافذة الفرص العسكرية للهجوم. ولا يعني هذا ان هذه النافذة لا يمكن ان تُفتح مرة اخرى في المستقبل بعد سنة أو سنتين اذا أحرزت اسرائيل قدرة عسكرية لا تملكها اليوم، والمشكلة ان ايران ستكون آنذاك اذا في مكان آخر في المجال الذري.

والمعنى الاستراتيجي لهذا ان اسرائيل ستجد نفسها منذ كانون الاول القريب في وضع تكون فيه متعلقة تماما بجهة خارجية، امريكية، يفترض ان تزيل عنها ما تُعرفه بأنه "تهديد وجودي". وقد فعلت جميع قيادات اسرائيل على اختلاف أجيالها كل شيء كي لا تبلغ الى هذه الزاوية.

ما يزال الامريكيون يحاولون تسكين الجأش فيقولون ان مجال الحصانة الايراني في مقابل قدراتنا مختلف. واعتمدوا علينا فسنقوم بالعمل حينما يحين الوقت. والمشكلة هي انه لا يوجد أي ضمان لأن يحققوا الوعد. وليس لاسرائيل ايضا حق اخلاقي في ان تطلب منهم العمل اذا لم يكن متفقا مع مصلحتهم الوطنية.

هذا الى انهم في اسرائيل يُقدرون ان قوة المعارضة الامريكية للهجوم على ايران ستقل بعد انتخابات الرئاسة بيوم منذ السابع من تشرين الثاني. ان كل هجوم اسرائيلي على ايران في هذه المرحلة يُرى انه تدخل اسرائيلي في السياسة الامريكية الداخلية، وقد نجحت الادارة الحالية ايضا نجاحا حسنا جدا في بناء رأي عام في اسرائيل يعارض الهجوم. لكنهم ينسون ان يقولوا ان الامر سيكون أقل أهمية عندهم بعد يوم من الانتخابات، ولا يعني هذا أنهم سيمنحون اسرائيل بعد الانتخابات ضوءا أخضر.

ان ما تصوره الأنباء المنشورة المعلنة عن البرامج الزمنية – السياسية والعسكرية – الموضوعة في كفة الميزان الى كانون الاول هو انه سيكون الهجوم من جهة عسكرية أسهل حتى تشرين الثاني. ومن جهة سياسية سيكون الهجوم أسهل بعد تشرين الثاني. مع برنامج زمني كهذا ومع فوضى عامة كهذه يفترض ان تتخذ دولة اسرائيل قرارا مصيريا يتعلق بمستقبلها، وهذا وضع قد يصيب كل قيادة بالشلل. ان أسهل شيء في هذا الوضع هو ان يستقر الرأي على عدم قرار.